قال بنيامين نتنياهو زعيم حزب ليكود الإسرائيلي أمس الثلاثاء إن الوزراء في حكومة رئيس الوزراء أرييل شارون الذين ينتمون لحزبه اليميني سوف يقدّمون استقالتهم الأحد القادم. وكان الليكود متخلفاً في استطلاعات الرأي العام منذ انسحب شارون منه لينشئ حزباً جديداً يطلق عليه اسم كاديما ليخوض به سباق انتخابات 28 من مارس - آذار على أساس برنامج يهدف إلى إنهاء الصراع مع الفلسطينيين. ومن المرجح ألا يكون لخروج وزراء الليكود الأربعة أثر يذكر على شارون الذي تعمل حكومته بالفعل بوصفها حكومة انتقالية إلى حين إجراء الانتخابات. وكان شارون انشق على الليكود لينأى عن اليمينيين الذين عارضوا انسحابه من قطاع غزة العام الماضي أو انسحابات أخرى من مستوطنات يهودية في الضفة الغربية على أرض يريدها الفلسطينيون لدولتهم. وقال نتنياهو في بيان (يجب أن يقدم الليكود بديلاً لسياسة حكومة شارون لمواصلة الانسحابات الأحادية). وبرحيل وزراء الليكود في أعقاب انسحاب حزب العمل يبقى في حكومة شارون سبعة أعضاء آخرين فحسب انشقوا جميعاً وانضموا إلى حزب كاديما. ويستطيع شارون الآن تعيين وزراء آخرين بصفة مؤقتة إذا شاء أو أن يستمر في شغل المناصب الشاغرة بنفسه. من جانبه أثار الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الاثنين احتمال تأجيل الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها هذا الشهر قائلاً إنها لن تجرى إذا منعت إسرائيل التصويت في القدسالشرقية العربية. وأدى تصاعد العنف إلى تزايد الدعوات من داخل حركة فتح لإرجاء الانتخابات المقرر إجراؤها في 25 من يناير - كانون الثاني والتي تواجه فيها الحركة الحاكمة منافسة قوية من جانب حركة المقاومة الإسلامية حماس. وقال عباس خلال زيارة لقطر إن الجميع متفقون على ضرورة إجراء التصويت في القدس، مضيفاً أن كل الفصائل متفقة على عدم إجراء الانتخابات إذا منعت إسرائيل سكان القدس من التصويت. لكن متحدثاً باسم حماس في قطاع غزة نفى أن الحركة توافق على التأجيل. من ناحية أخرى أعلنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) رسمياً أمس الثلاثاء بدء حملتها الانتخابية للانتخابات التشريعية في الأراضي الفلسطينية والتي تستمر حتى 24 من الشهر الجاري أي قبل يوم واحد من موعد إجراء الانتخابات. وأطلقت حماس على قائمتها الانتخابية اسم (قائمة الإصلاح والتغيير)، حيث تخوض الانتخابات لأول مرة منذ تأسيس السلطة الفلسطينية في عام 1994م، حيث رفضت المشاركة في الانتخابات التشريعية الأولى التي أجريت مطلع 1996م قائلة إنها إذا كانت تعارض اتفاق أوسلو فإن الانتخابات هي نتاج هذا الاتفاق ولذا عارضت المشاركة فيها. وتعبيرا لوفاء الحركة وقادتها لزعيمها الروحي الشيخ أحمد ياسين الذي اغتالته إسرائيل العام قبل الماضي في غارة جوية قررت الحركة وقادتها إعلان بدء الحملة في نفس المكان الذي اغتيل فيه الشيخ ياسين وذلك قرب مسجد المجمع الإسلامي في حي الصبرة بمدينة غزة. وحسب القانون الانتخابي الرسمي فقد تم الإعلان أمس الثلاثاء عن بدء الحملة الانتخابية للانتخابات التشريعية في (الأراضي المحتلة) باستثناء القدسالشرقية التي تعارض إسرائيل حتى الآن مشاركة أهالي القدس في الانتخابات. وقال مراقبون إن قضية عدم مشاركة سكان القدس في الانتخابات قد يجر السلطة الفلسطينية إلى اتخاذ قرار بتأجيل الانتخابات إلى ما بعد إجراء الانتخابات العامة في إسرائيل المقررة في شهر آذار - مارس المقبل. وتشير آخر الاستطلاعات إلى أن حماس ستفوز في الانتخابات التشريعية بنسبة جيدة الأمر الذي يعارضه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، حيث هدّد التكتل الأوروبي بقطع المساعدات عن الفلسطينيين إذا شاركت الحركة في أي حكومة فلسطينية مقبلة. وعلى الصعيد الأمني أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي صباح أمس الثلاثاء مسئوليتها عن قصف عدد من المستوطنات الاسرائيلية شرق وشمال قطاع غزة بثمانية صواريخ محلية الصنع وذلك رداً على اغتيال إسرائيل لاثنين من قادتها أمس شمال قطاع غزة. وقالت السرايا في بيان وزع على الصحفيين إن مجموعاتها قصفت بصواريخ من نوع قدس2 وقدس3 مستوطنات (كيبوتس سعد) شرق غزة ومستوطنة (سديروت) شمال غزة ومدينة المجدل داخل إسرائيل رداً على اغتيال إسرائيل أبرز قادتها في شمال القطاع سعيد أبو الجديان ومساعده أكرم قداس. ورد الجيش الإسرائيلي بإطلاق عدد من قذائف المدفعية على مناطق غير مأهولة في شمال قطاع غزة.