يعتبر الخبراء ان الاجهزة المصممة لاتاحة الاتصال بشبكة الانترنت يمكن ان تصبح خلال بضع سنوات اكثر انتشارا من اجهزة الكمبيوتر الشخصية التقليدية. فالعديد من الشركات اطلقت او هي على وشك تسويق اجهزة كمبيوتر انترنت تسهل الوصول الى هذه الشبكة من دون برامج معقدة ولا قرص ثابت فضلا عن ان ثمنها اقل كثيرا من ثمن جهاز الكمبيوتر العادي. واذا تأكد هذا الاتجاه فعليا فإن الاجهزة الجديدة يمكن ان تؤدي الى فقدان الهيمنة التي تتمتع بها حاليا مايكروسوفت من خلال برنامج الاستخدام ويندوز ومن ثم فإن عملية تجزئة عملاق البرامج التي تطالب بها الحكومة الامريكية لا يعود لها ما يبررها. وتعتزم شركة غاتواي المنتجة لاجهزة الكمبيوتر ان تنزل جهازا جديدا قاصرا على الانترنت الى الاسواق بالمشاركة مع امريكا اون لاين وقد اعتبر الناطق باسمها جون سبيليتش ان الامكانيات ضخمة ويفرض المنطق ان تتجاوز مبيعات هذه الاجهزة في يوم من الايام مبيعات اجهزة الكمبيوتر . وقال شاوون بوريس الناطق باسم شركة انتل المنتج الاول عالميا للمعالجات الخاصة بأجهزة الكمبيوتر الشخصية التي ستنتج كمبيوتر الانترنت مع عدد من الشركاء قبل نهاية السنة الجارية نرى ان الامكانيات لبيع الاجهزة الجديدة موجودة في العالم كله . واضاف ان الكمبيوتر مثل السكين السويسرية يمكنك ان تفعل امورا كثيرة به، أما مع جهاز مخصص للانترنت فإنك لن تفعل سوى القليل من الامور مثل الاتصال بالشبكة العالمية او ارسال البريد الإلكتروني . وتعتزم شركة أنتل على غرار شركات اخرى توزيع اجهزتها للانترنت من خلال شركات اخرى لديها اهتمام مباشر بالمستهلك وترى في هذه الاجهزة وسيلة تسويقية ففي الفترة الاخيرة قدمت شركة فيرجن 10 آلاف جهاز محمول من اجل الاتصال بالانترنت مقابل معلومات حول العادات الاستهلاكية للذين حصلوا عليها. ولتشغيل كمبيوتر الانترنت الذي تنوي شركة انتل انتاجه مع شركة غاتواي تقرر استخدام نظام التشغيل لينوكس بدلا من ويندوز. ويعتبر المراقبون ان هذه الاتجاهات قد تؤدي الى القضاء على هيمنة شركة مايكروسوفت من دون اللجوء الى المحاكم الامريكية الفيدرالية. وقال سايمون ياتس الخبير في مركز ابحاث معلوماتي ان القطاع المعلوماتي يتحرك بسرعة هائلة مضيفا ان هذه الاجهزة بدأت تهز مايكروسوفت وويندوز في الاسواق العالمية. وقال ايغيل جوليوسن الخبير في مجال التسويق ان عام الفين سيكون العام الاول لهذه الاجهزة التي ستقضي على سيطرة مايكروسوفت على طرق الاتصال بشبكة الانترنت. واضاف ياتس ان استخدام اجهزة كمبيوتر الانترنت سيتيح للمستهلك توفير نحو ألفي دولار او اكثر السعر الوسطي للكمبيوتر كل سنتين، اي معدل اقتناء جهاز الكمبيوتر، لأن سعر الاجهزة الجديدة سيتراوح بين 100 و500 دولار. ويرى المتحدث باسم مايكروسوفت مارك موراي في هذه التغييرات دليلا على ضعف موقف الحكومة في ملاحقتها لهذه الشركة بتهمة الاحتكار عبر برنامجها ويندوز. واضاف موراي ان نمو هذه الاجهزة الجديدة الخاصة بتأمين الاتصال بالانترنت يدحض اتهامات الحكومة الامريكية بأن مايكروسوفت تسيطر بشكل او بآخر على التطور التكنولوجي .