انطلاق مهرجان الحنيذ الأول بمحايل عسير الجمعة القادم    «الأونروا» : النهب يفاقم مأساة غزة مع اقتراب شبح المجاعة    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    م. الرميح رئيساً لبلدية الخرج    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    باص الحرفي يحط في جازان ويشعل ليالي الشتاء    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    المنتخب السعودي من دون لاعبو الهلال في بطولة الكونكاكاف    الذهب يتجه نحو أفضل أسبوع في عام مع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني    الكشافة تعقد دراسة لمساعدي مفوضي تنمية المراحل    الملافظ سعد والسعادة كرم    استنهاض العزم والايجابية    المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    «الأنسنة» في تطوير الرياض رؤية حضارية    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    إطلالة على الزمن القديم    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    صرخة طفلة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    ترمب المنتصر الكبير    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بحائل يفعّل مبادرة "الموظف الصغير" احتفالاً بيوم الطفل العالمي    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    «المسيار» والوجبات السريعة    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحرب بين العلماء بدأت ولكن من يربحها ؟ . ثورة الكومبيوتر الشبكي تهدد مستقبل الكومبيوتر الشخصي !

من اهم المزايا التي يتطلع اليها الراغبون في شراء اجهزة الكومبيوتر المختلفة هي سرعة الأداء وتوافر البرامج التطبيقية التي يمكن استخدامها بسهولة وفاعلية وبأسعار معقولة لا تثقل كاهلهم بأعباء مادية اضافية. وسواء كان المستخدم فرداً او جماعة داخل او خارج مؤسسة ما، يبقى عامل الكلفة المادية عنصراً مهماً في عملية اختيار الجهاز الأنسب. فالجاري حالياً ان استئثار بعض الشركات المصنعة لبرامج الكومبيوتر بانتاج اصدارات جديدة متطورة من برامجها السابقة يتطلب تطوير اجهزة الكومبيوتر بكاملها لتتلاءم مع طبيعة تلك البرامج واحتياجاتها الكبيرة من ذاكرة وسرعة. وقد دفع ذلك شركة "اوراكل" وهي اكبر شركة مصدرة لبرامج الكومبيوتر المختصة بقواعد المعلومات، وثاني اكبر شركة منتجة لبرامج الكومبيوتر في العالم، الى تبني تكنولوجيا جديدة لمعالجة المعلومات وطرق ايصالها عبر كومبيوتر شبكي يوفر للمستخدم بيئة موحدة تجمع بين تفوق الأداء وسهولة التطبيق ومرونة البرامج.
وترتكز هذه التكنولوجيا الجديدة على الهندسة الشبكية التي هي عبارة عن مجموعة تقنيات تسمح لأجهزة الكومبيوتر الشخصية والشبكية بالعمل مع كافة نوادل الانترنت وبنوك المعلومات والتطبيقات المختلفة. مما يساعد المؤسسات والشركات والأفراد على الارتباط دولياً لتبادل المعلومات والافادة من البرامج المتاحة عبر شبكة الانترنت لتحقيق اكبر قدر ممكن من النجاح وبتكاليف زهيدة.
ونظراً للحرب القائمة بين الشركات المصنّعة لبرامج الكومبيوتر والشركات العارضة لخدمات الانترنت مثل "مايكروسوفت" و"نتسكيب"، واضطرار مستخدمي الكومبيوتر لتطوير اجهزتهم ودفع مبالغ طائلة لشراء البرامج الجديدة التي يحتاج تطبيقها الى ذاكرة كبيرة، فان خيار تقنية الهندسة الشبكية والكومبيوتر الشبكي سينال استحسان غالبية المؤسسات والشركات والأفراد على السواء.
وقد ازداد عدد شركات الكومبيوتر الكبيرة المؤيدة لتطبيق تكنولوجيا الهندسة الشبكية مثل آي. بي. ام، كومباك، هيوليت باكارد، ديجيتال، ان. إي. سي، نتسكيب، نوفيل، ادوبي، صن مايكروسيستمز، أيكورن، بريتيش تليكوم، كيبل اند وايرليس، كانون، كوريل، فرانس تليكوم، فوناي، فيوجيتسو، هايونداي الكترونيكس، ماتسوشيتا، مايتاك، موتورولا، لوتس، ماكروميديا، نوكيا، نيبون، اوليفيتي، هيتاشي، جابان تليكوم، أكسيس كوميونيكيشين، سامسونغ، فيزا انترناشونال، ماستر كارد وغيرها الكثير. وذلك نظراً للفوائد التي يمكن ان تنجم عن تطبيقها، واحتمال توجه عدد كبير من مستخدمي الكومبيوتر الشخصي الى استخدام الكومبيوتر الشبكي كبديل أرخص ثمناً وأوسع مجالاً.
وباشرت شركة "صن مايكروسيستمز" في صناعة الكومبيوتر الشبكي الخاص بها والذي تعتقد بأنه سيساهم في تقليص نفقات الاتصال بشبكات الكومبيوتر وزيادة الاعتماد على الشبكات الموجودة في الشركات المختلفة. وأطلقت الشركة اسم "جافا ستيشن" على كومبيوتراتها الشبكية تيمناً بلغة البرمجة الكومبيوترية "جافا" التي سبق وطورتها لاستخدامها في برمجيات الانترنت. ويتوقع ان يكون سعر الكومبيوتر الشبكي اقل من 600 دولار.
وأعلنت شركتا "مايكروسوفت" و"انتل" انهما تنويان المباشرة في تطوير كومبيوترات شبكية خاصة تعتمد على تقنية جديدة مختلفة عن تلك المعتمدة من قبل شركة "صن مايكروسيستمز" و"أوراكل".
وكان حسام الدجاني، المدير الاقليمي لشركة "اوراكل" في منطقة الشرق الأوسط صرّح لپ"الوسط" بأن الشركة تحتل مكانة بارزة وفاعلة في العالم العربي. اذ تنتشر مكاتبها في كل من دبي وأبو ظي والبحرين والكويت وجدة والرياض والقاهرة. وتهيمن على 80 في المئة من سوق بنوك المعلومات الاتصالية المفتوحة في الشرق الأوسط.
وعلى رغم ان استخدام شبكة الاتصالات الدولية الانترنت ما زال في طور حضانته في المنطقة العربية، تأمل شركة "أوراكل" ان تلعب دوراً اساسياً مهماً في تمكين عملائها من الافادة التامة من المعلومات المتوافرة على الشبكة العالمية "وورلد وايد ويب" في مجال التجارة الالكترونية، خصوصاً وانها تملك التكنولوجيا والهندسة الضرورية اللازمة لتحقيق ذلك. كما انها تقدم برنامجاً خاصاً يعرف باسم "ابولو" مخصص لمساعدة رجال الاعمال والشركات على اثبات وجودهم التجاري عبر شبكة الانترنت.
لقد اصبح توافر اجهزة رخيصة قادرة على التعامل مع شبكة المعلومات الدولية امراً جوهرياً لتوفير خيارات اوسع من الخدمات المرئية والمسموعة في المكاتب والمنازل. ويرى عدد كبير من الشركات والمؤسسات ان تكنولوجيا الكومبيوتر الشبكي ستساعدها على طرح خدماتها على شريحة واسعة من المستخدمين في كافة انحاء العالم. وسيساهم هذا مع رخص سعر الاجهزة وسهولة استعمالها في زيادة عدد المستفيدين من تلك الخدمات. كما يتوقع الخبراء ان تؤدي تكنولوجيا الكومبيوتر الشبكي الى إحداث ثورة في عالم الاتصالات اللاسلكية والهاتفية اذ ان توحيد المواصفات الأساسية للكومبيوتر الشبكي سيساهم في تعميم الفائدة على كافة المستخدمين. وآن الأوان لاعتماد تكنولوجيا الكومبيوتر الشبكي لتحقيق التطور المنشود في طرق الاتصالات المعلوماتية على المستوى العالمي.
من جهة اخرى، تسعى شركة مايكروسوفت لتطوير برامج جديدة من اصداراتها المعرّبة لمعالجة النصوص وجداول البيانات من اجل توفير معاونات لشبكة الانترنت عبر برنامجها الناجح "مستكشف انترنت 3" EXPLORER 3 الداعم للغة العربية. والذي يمكن تحميله والحصول عليه مجاناً عبر شبكة المعلومات العنكبوتية العالمية WWW قريباً. ويوفر هذا المستكشف دعماً متعدد اللغات وامكان قراءة المعلومات بالاتجاهين يميناً ويساراً. وتعتبر شركة مايكروسوفت سباقة في انتاج مستعرض خاص باللغة العربية لمستخدمي الانترنت الذين يواجهون مشاكل في تحميل المواد المعلوماتية بصورة نقطية من دون التمكن من تحريرها او التصرف بها.
وتتسابق شركات الكترونية عدة مثل سوني، توشيبا، سانيو وفيليبس على انتاج تلفزيونات كومبيوترية تتمتع بعديد من المزايا مثل المراسلة الالكترونية والمشاركة في العاب الفيديو التفاعلية مع مالكي الاجهزة المتشابهة الكترونياً وهندسياً والمتصلة بشبكة الانترنت عبر المودم.
"أوراكل" والتكنولوجيا الشبكية
اشتهرت مدينة دلْفي اليونانية في العهد الاغريقي "بمنبع الحكمة" فيها المعروف بپ"اوراكل". وكان هذا "المنبع" ببساطة حفرة عميقة في الأرض تنبعث منها حسب اعتقاد الاغريق كلمات الحكمة والوحي. لكن تلك الكلمات ما كانت تصل الى الناس العاديين الا من خلال كاهنة عرّافة لديها القدرة على نقل تلك الحكمة. اما في العصر الحديث فقد اصبح للكلمة مدلول جديد حين استخدمها لاري إليسون الذي أنشأ ثاني اكبر شركة لبرامج الكومبيوتر في العالم. ففي العام المالي 1995 - 1996 انتشرت عمليات "أوراكل" الى تسعين دولة في العالم وبلغ مجمل مبيعاتها اكثر من 3500 مليون دولار.
ولم يكتف أليسون بذلك فباشر الاعداد لإحداث ثورة في عالم الكومبيوتر بطريقة ستؤدي الى اهتزازه من جذوره. وفي محاولة لمعرفة المزيد عن تلك الخطة اجرت "الوسط" حواراً خاصاً مع السيد لاري أليسون.
فمنذ عام كامل وإليسون يسعى الى "تحرير" العالم الذي يستخدم الكومبيوتر من القيود التي تتحكم فيه. وفي سبيل تحقيق هذا الهدف ظهر في العديد من البرامج التلفزيونية والاذاعية وتحدث الى كبريات الصحف والمجلات وفي المؤتمرات العلمية الدولية، بل وذهب الى حد الضغط على الرئيس الاميركي بيل كلينتون وجهاً لوجه من اجل تحريرنا من "استبداد" شركات الكومبيوتر وبرامجه من امثال وينتل ومايكروسوفت وإنتل.
يقول اليسون: "ان الخمسة عشر عاماً التي هيمنت فيها فكرة الكومبيوتر الشخصي وهي الفكرة التي بنت عليها مايكروسوفت وإنتل وغيرهما امبراطورياتها تسير الآن الى طريق الزوال. وهو يرى ان جهاز الكومبيوتر الشخصي الذي وضع فن الكومبيوتر في متناول الجماهير العادية اصبح الآن جهازاً عفا عليه الزمن ولم يعد قادراً على تلبية حاجات معظم مستخدمي الكومبيوتر هذه الأيام. فهو يقوم على تكنولوجيا باهظة الكلفة، تحتاج الى تحديث مستمر، كما ان برامجه اصبحت بالية".
اذن ما الذي يعتزم ان يفعله لتصحيح هذا الوضع؟
يجيب اليسون: "لقد طوّرت شركتي من اجل مجابهة الكومبيوتر الشخصي جهازاً جديداً اسمه كومبيوتر الشبكة إن. سي خلافاً للكومبيوتر الشخصي بي. سي بكلفة 500 دولار. وسيسمح الجهاز الجديد باتصال مستمر والحصول على معلومات وبيانات على نطاق واسع من خلال شبكة الانترنت وشبكات الشركات المختلفة.
لكن هذا الجهاز الجديد سيؤدي الى ظهور مجموعة واسعة من الاجهزة "الشبكية" المنخفضة الكلفة التي يمكن استخدامها لمختلف الوسائل الاعلامية، والتي تصلح لجميع الاستخدامات الراهنة على صعيد الكومبيوتر الشخصي، بما في ذلك البريد الالكتروني والاطلاع على معلومات شبكة وورلد وايد والطباعة العادية وما الى ذلك من الاستخدامات اليومية البسيطة.
ويضيف اليسون القول: "انني أتوقع ان يصل عدد اجهزة الكومبيوتر الشبكي التي ستباع خلال عشر سنوات الى حوالي الف مليون جهاز مقارنة بحوالي مئة وخمسين مليون جهاز من الكومبيوتر الشخصي هذه الأيام".
وما الذي يدفعك الى الشعور بهذه الثقة المطلقة؟
- لأن الكومبيوتر الشبكي في نهاية الامر سيقوم بمهمات عديدة اكثر من الكومبيوتر الشخصي وبطريقة ابسط وسيكون جهازاً يمكن الثقة به والاعتماد عليه، وستكون تكاليفه أقل بكثير. وفوق كل هذا سيجد الناس ان لديهم بديلاً من اجهزة مايكروسوفت وإنتل.
والواقع ان إليسون مصيب حين يتحدث عن البديل وعن فتح مجال الاختيار. اذ ان مايكروسوفت التي حررت مستخدمي الكومبيوتر من القيود السابقة تحولت الى مايكروسوفت الاستبدادية الآن. فما فتئت الشركة تستغل الزبائن وتمطرهم بالبرامج واحداً تلو الآخر. وهي برامج باهظة الكلفة ويحتاج تشغيلها لتطوير اجهزة الكومبيوتر لتتلاءم مع بيئتها. ومثلما قال ستيف بلير نائب المدير العام لشركة "تكساس انسترومنتس" التي تنتج اجهزة الكومبيوتر النقّالة والمحمولة: "ان الزيادة التي حصلت والتحسين الذي طرأ على قوة اجهزة الكومبيوتر الشخصي خلال السنوات العشر الماضية لا تبرر اطلاقاً الأموال الطائلة التي ينفقها الناس عليها".
وهناك دراسات لا حصر لها تؤكد هذا الرأي. اذ تقول دراسة اجراها معهد الابحاث في مجموعة غارتنر ان النفقات التي يتحملها الشخص في تشغيل جهاز كومبيوتر شخصي في شركة ما تبلغ حوالى ثمانية آلاف دولار في السنة. كذلك اثبتت دراسات اخرى ان السبب الاساسي في ارتفاع نفقات وتكاليف الكومبيوتر في الشركات هو الكومبيوتر الشخصي، وان مدراء الشركات على استعداد لوقف هذا "النزيف المالي" اذا كان هناك بديل آخر ناجع في الأسواق. ولهذا يقول اليسون ان "الكومبيوتر الشبكي" يمكن ان يحل مكان سبعين في المئة من اجهزة الكومبيوتر الشخصية في الشركات وان يلبي حاجات الجميع ويخفض التكاليف بنسبة كبيرة.
ويضيف إليسون الى ذلك نقطة اخرى: "ان الملكية الشخصية للبيانات والمعلومات على الكومبيوتر الشخصي كانت وسيلة للتحرر في البداية. لكنها تعني في الوقت نفسه مسؤولية شخصية لتقرير نوع البرنامج الذي يجب استخدامه ومتى يجب تحديثه، ومتى يجب مساندته، ومتى يجب استرجاع المعلومات والبيانات وما الى ذلك. اي ان الشخص العادي الذي يستخدم الجهاز في المنزل او العمل عليه ان يتحمل كل هذه المسؤوليات مما يجعله اشبه بمدير نظام او جهاز خاص او مركز معلومات صغير. وهذه مهمة يعزف الكثيرون منا عن تحمّلها".
لكن إليسون ذكي ايضاً. فهو يقترح علينا ان نتغاضى الآن عن المضاعفات التي ستنجم على الشركات نتيجة استخدام جهازه الجديد وأن نركز على الاستخدام المنزلي. ويقول: "ان نسبة 93 في المئة من المنازل في الولايات المتحدة فيها جهاز هاتف مما يعني ان الجهاز المنزلي سيلقى رواجاً كبيراً". لكنه لا يلزم نفسه بتحديد تاريخ لحدوث ذلك مع انه واثق من حدوثه ولو لمجرد انخفاض التكاليف. يضيف أليسون: "في وسعي ان أتوقع بكل ثقة ان الموجة الأولى من الكومبيوتر الشبكي ستتصل بالتلفزيون ولن تكلف اكثر من خمسمائة دولار، كما ان استخدامها سيكون بسهولة استخدام الهاتف، وستعطي من يستخدمها كل المهام التي يؤديها الكومبيوتر الشخصي وتمكنه من الحصول على معلومات الشبكات المختلفة والبريد الالكتروني. ولعل الميزة التي يتحلى بها الكومبيوتر الشبكي التي ستجعله جهازاً لا يضاهى هو انه سيكون بمثابة جهاز هاتف وكومبيوتر شخصي ودليل هاتف ومحطة استقبال للبريد الالكتروني وكل شيء في الوقت نفسه".
ولكن هل سيعمل الجهاز بصورة سليمة فعلاً؟
- نعم، وببساطة. اذ ان الخطة هي ان تؤمّن شركات الانترنت الحالية وشركات الهاتف والبريد والبرق للمستخدمين الوصول الى الانترنت والوصول الى بنوك المعلومات الكبرى والبرامج والاتصالات البينية ومضمونها ومحتواها من خلال شبكات خاصة عالية السرعة. وهكذا سيدير المستخدم القرص مثل الهاتف ويختار البرنامج المناسب والخدمة الملائمة ثم ينقل المضمون او البيانات الى جهازه. وحين ينتهي من ذلك يعيد تزويد مصدر الخدمة ببياناته ومعلوماته.
اما التكاليف فيقترح اليسون ان يدفع الشخص الذي يستخدم الجهاز اجرة شهرية لمن يؤمّن له الخدمة، اضافة الى رسم عن كل مرة يستخدم فيها مصدر المعلومات، لكنه يقول ان التكاليف ستنخفض كثيراً نتيجة المنافسة بين شركات الهاتف وشركات الكابل.
ان مواجهة مثل هذه الثورة ليست بالأمر السهل. فحتى بيل غيتس في حال من الحيرة، ولكنه ليس على استعداد للانسحاب من المعركة من دون مجابهة عنيفة بالطبع. اذ يقول غيتس: "من السهل على المرء ان يرسم هذه الصورة الوردية من دون تفاصيل، فمع ان "أوراكل" و"صن مايكروسيستمز" شريك اوراكل عرضتا بعض النماذج للجهاز الجديد فانهما لم تتحدثا عن الاستراتيجية التجارية التي ستسيران عليها". ومن الطبيعي ان يتخذ غيتس هذا الموقف لأنه اقوى المدافعين عن الكومبيوتر الشخصي ولأن تسعة اعشار تلك الاجهزة تستخدم برنامج "وندوز" او "نوافذ" شركة غيتس. ومن هذا المنطلق بدأت شركته في الاعداد للمعركة الحاسمة المقبلة والتركيز على ان اجهزة الكومبيوتر الشخصي ستصبح اكثر فعالية وأصغر حجماً وأقل كلفة - ولذا فلا داعي لفكرة الكومبيوتر الشبكي.
ويستعد آخرون لخوض المعركة وبينهم هانز غاير نائب رئيس شركة انتل - اوروبا. فهو يرى ان محاولة اقناع الشركات باستخدام بديل جديد ستكون باهظة الكلفة وشديدة التعقيد. ويبدو ان هناك منطقاً في ما يقوله غيتس وغاير. اذ ان شركة "زونا" للأبحاث في كاليفورنيا تشير في دراسة اخيرة لها الى ان كثيراً من الشركات ربما يرغب في استخدام الكومبيوتر الشبكي الجديد، لكن معظمها يعتبره مجرد بديل فقط من الكومبيوتر الشخصي من دون مزايا فائقة. ومن تلك الشركات شيل وميريل لينش وفيرست يو إس ايه. وفي هذا ما يفسر سبب اعراب نسبة 82 في المئة من الشركات عن استعدادها لشراء الجهاز الجديد شريطة ان لا يكون مجرد محطة انترنت.
وفي دراسة اخرى اجرتها مجلة الكومبيوتر الشخصي الاسبوعية تبين ان نسبة 78 في المئة من كبار مدراء الشركات لا يعتزمون شراء اجهزة للاتصال بشبكة انترنت لأنهم يعتبرون ذلك الجهاز خطوة الى الوراء. بمعنى آخر: ما يريده الناس هو جهاز يعطي المزيد او اكثر مما يعطيهم جهازهم الحالي. ويقول غاير: "ان اي مستخدم جديد يريد المزيد فالمزيد. ولهذا فان الجهاز الذي يلبي تلك الاحتياجات هو الكومبيوتر الشخصي الذي سيزداد قوة وسيصغر حجماً".
على رغم ما يقوله المشككون هناك الكثيرون، حتى بين اشد مؤيدي الكومبيوتر الشخصي، ممن يقولون ان الحاجة تدعو الآن الى نوع ما من الكومبيوتر الشبكي. ويعتقد جو ديلاتش من شركة "ديبا" المتخصصة في تزويد اجهزة الكومبيوتر الشبكية انه "يجب تزويد موظفي الشركات غير الفنّيين او الذين يقومون بمهمات محصورة ومحددة بأجهزة كتلك التي يتحدث عنها اليسون". وفي هذا ما دفع "اوراكل" وحليفتها "صن سيستمز" الى الاعلان عن وجود استخدام واسع لجهازهما في الوقت الراهن في صناعات مختلفة وفي مجال الرعاية الصحية والتجارة والدوائر الحكومية.
ويؤيد عدداً من الشخصيات المهمة الكبرى شركة "اوراكل" وشريكتها، لأن تلك الشخصيات تريد ربما، بكل بساطة، احتواء امبراطورية "مايكروسوفت" او حتى الحاق الضرر بها. وفي مقدمة تلك الشخصيات:
جون وارنوك: رئيس مجلس ادارة "ادوبي سيستمز": "نحن نعتقد انه يمكن تحويل الكومبيوتر الشخصي الى ميدان رائد يدور حول شبكة الانترنت. وسيعطي تطوير ادوبي لجهاز برافو ميدان الكومبيوتر الشخصي افضل ما يمكن للصناعة ان تقدمه في مجال الرسوم والتخطيط الكومبيوتري. وستسمح خبرة شركتنا في مجال الرسوم والتخطيط وتبادل الوثائق والطباعة الشبكية للانترنت بتحقيق المرجو منها في مجال الاتصالات الراقية النوعية والمحتوى. ومن اجل ضمان نجاح الكومبيوتر الشبكي بدأنا اتصالات وثيقة مع كبريات الشركات التي تعمل في هذا المضمار".
اليك ليفنغستون: مدير برامج تزويد شبكات الاتصال في شركة الاتصالات البريطانية "بي. تي": "ان اجهزة الكومبيوتر الشبكية الرخيصة التكاليف امر اساسي لا غنى عنه من اجل تطوير وبناء شبكات الخدمات الاعلامية المتعددة الاوجه وتزويد المنازل وأماكن العمل بها. ولهذا فنحن نؤمن بأن مفهوم الكومبيوتر الشبكي يمثل جزءاً اساسياً لا ينفصم عن عملية تطوير اجهزة الكومبيوتر كما انه سيزيد من سرعة قبول تلك الاجهزة والخدمات".
بيتر باري: رئيس شركة "كيبل اند وايرلِسْ": "بعدما اصبح للعالم الآن اساس راسخ من الانترنت فمن المنطقي ان تكون الخطوة الثالثة لنقل مجال عملنا وخدماتنا الى مختلف ارجاء العالم هي تطوير جهاز اتصالات بينية متداخلة بكلفة بسيطة. وفي رأينا ان الكومبيوتر الشبكي هو الذي يؤمن تلك الحلقة المفقودة من الاتصالات، ولذا فنحن نؤيد الفكرة بقوة".
اذن من المصيب من الطرفين؟ المؤيدون أم المشككون؟ ان الاجابة عن هذا السؤال صعبة جداً. فالزمن وحده كفيل بكشفها. لكن الشيء الأكيد هو ان المعركة قد بدأت بين الطرفين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.