كانت القراءة في الحلقة السابقة قد تناولت التعريف بالمؤلف الكريم، الدكتور شاكر مصطفى، رحمه الله كما تناولت بعض ما ذكره عن بني خالد، وفي هذه الحلقة مواصلة لقراءة كتابه الموسوعي. قال المؤلف الكريم (474): هذه السياسة التوسعية لعبدالعزيز بن محمد بن سعود الذي كان يسيطر سنة 1223/1808 على نجد وعسير ومشارف الحجاز وعلى الاحساء وأطراف البحرين اقلقت العثمانيين كل القلق، وبخاصة وهو يهدد الحرمين . لقد سعى قادة الدرعية الى نشر عقيدة التوحيد الصافية التي آمنوا بها بكافة الوسائل، كما سعوا الى توحيد جزيرة العرب، وبخاصة منطقة نجد التي كانت مفككة يسودها الاضطراب والتمزق, على ان المناطق غير النجدية التي شملها حكمهم كانت مناطق اقتنع زعماؤها بتلك العقيدة، فانضموا مختارين بصفة عامة، الى دولتها كعسير، او مناطق بدأ زعماؤها بمحاربة أولئك القادة، فانتصر القادة عليهم آخر الأمر، وادخلوا مناطقهم تحت حكمهم كالاحساء والحجاز، وعلى هذا فإن استعمال كلمة التوسعية بما تحمله من مضمون سلبي لوصف سياسة هذه أهدافها وتلك مجريات الأحداث التي شهدتها قد لا يكون الاستعمال المناسب؟ خاصة من مفكر يقدر الجميع نبل مشاعره الوحدوية. ومن المعلوم ان منطقتي الاحساءوعسير دخلتا تحت الحكم السعودي قبل الحجاز، وان آل سعود استكملوا ادخال الحجاز تحت حكمهم في عام 1220ه, ومن المعلوم ايضا ان قلق العثمانيين من قوة آل سعود قد برز عام 1210ه بدليل إرسالهم حملة ضدهم من العراق عام 1211ه، ثم إرسالهم حملة اخرى عام 1213ه على ان دخول الحجاز تحت الحكم السعودي زاد من تصميم العثمانيين على تحطيم القوة السعودية. اما عبدالعزيز بن محمد فمعلوم انه قتل غدرا في الدرعية سنة 1218ه وقد اشار المؤلف الكريم نفسه الى ذلك (ص 477). قال المؤلف الكريم (ص 474): في سنة 1912 وقعت منطقة الحسا بيد الأمير عبدالعزيز آل سعود (الملك فيما بعد) الذي بذل جهده لربط بني خالد بقبيلته بروابط الزواج، فكثير من الأمراء السعوديين اليوم خؤولتهم من بني خالد . لقد كان دخول منطقة الاحساء تحت حكم الملك عبدالعزيز سنة 1331ه/1913م, ومن المعلوم ان آل سعود ينتمون الى أسرة حاضرة من قبل القرن التاسع الهجري، وفي منتصف هذا القرن انتقلوا من مقرهم الحضري قرب القطيف، وسكنوا ما سمي فيما بعد بالدرعية، وسواء كانت نسبتهم القبلية القديمة الى عنزة او الى بني حنيفة فإن الاستقرار في البلدان يضعف الشعور القبلي ويحل محله الشعور الاقليمي، وكان تبني آل سعود لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب عاملا آخر قويا لاضعاف الشعور القبلي لال سعود، فالحديث عن الملك عبدالعزيز في إطار قبلي يحتاج الى إعادة نظر. ومن المعروف ان ابناء الملك عبدالعزيز كثيرون, وكانت ام ابنه تركي الأول وشقيقه سعود من بني خالد, وقد تزوج الملك امهما قبل دخوله الرياض عام 1319ه. ولقد وضع المؤلف الكريم جدولا لحكام آل سعود (ص ص 477478), ورد في هذا الجدول ان جدهم سعود بن محمد بن مقرن توفي عام 1155ه او 1157 والصحيح ان سعود بن محمد توفي عام 1137ه,وورد في الجدول ان محمد بن سعود تولى الحكم سنة 1159ه, والصحيح انه تولى إمارة الدرعية عام 1139ه وتبني دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب عام 1157ه. وورد فيه ان عبدالعزيز بن محمد نهب كربلاء ودخل مكة, والذي هاجم كربلاء ودخل مكة ابنه سعود، لكن هذا الدخول وذلك الهجوم تمّا في عهد عبدالعزيز. وورد فيه ان سعود بن عبدالعزيز كان وصيا على الإمارة منذ 1201, والواقع انه بويع بولاية العهد سنة 1202ه. وورد فيه ان عبدالله بن سعود استولى على الدرعية في 7 ذي القعدة 1233ه, والصحيح ان استسلام عبدالله لابراهيم بن محمد علي كان في ذي القعدة سنة 1233 لكن توليه الحكم خلفا لأبيه سعود كان عام 1229ه. وورد في الجدول ان تركي بن عبدالله قتل في رمضان 1248ه والصحيح انه قتل في آخر يوم من سنة 1249ه, وورد فيه ان فيصل بن تركي تولى الحكم اول مرة سنة 1249ه والواقع انه لم يتول الحكم إلا سنة 1250ه. وورد فيه ان سعود بن فيصل توفي سنة 1288ه, والصحيح ان وفاته كانت في 18 ذي الحجة عام 1291ه, وورد فيه احتلال محمد بن رشيد لحائل وواضح ان ذلك سبق قلم اريد به الرياض سنة 1305ه وبقاء عبدالله بن فيصل حاكما للرياض حتى 1307ه. والصحيح ان ابن رشيد دخل الرياض عام 1305ه لكنه اخذ عبدالله بن فيصل معه الى حائل حيث بقي هناك حتى سنة 1307ه, وورد فيه ان عبدالرحمن بن فيصل حكم فترة وجيزة عام 1302ه وانه كان حاكما للرياض عام 1304ه وكلا الأمرين غير صحيح. على ان المؤلف الكريم لم يشر في الجدول الى ولاية عبدالرحمن بن فيصل من عام 1291 الى 1293ه ولم يشر فيه الى ولايته الثانية من عام 1307 حتى 1309ه. وورد في الجدول احتلال عبدالعزيز بن عبدالرحمن للرياض وهزيمته آل رشيد عام 1902 وأخذه للحجاز سنة 1924 وأخذه لعسير سنة 1931. لقد كان دخول الملك عبدالعزيز الرياض وقضاؤه على امير ابن رشيد فيها سنة 1319ه/1902 لكن هزيمته النهائية لآل رشيد كانت سنة 1340ه/1921م, اما الحجاز فقد استكمل ادخالها تحت حكمه في جمادى الآخرة عام 1944ه/ ديسمبر 1925م, واما عسير التي كانت يحكمها آل عائض، فقد استكمل تثبيت الأمور له فيها سنة 1341ه/1922م, وكانت منطقة جازان التي يحكمها الأدارسة، قد دخلت تحت حماية الملك عبدالعزيز عام 1345/1926م لكن الأدارسة اختلفوا معه سنة 1351ه/1932 فأزال حكمهم منها.