اتجهت المملكة العربية السعودية منذ اعلان وحدتها السياسية والجغرافية والاقتصادية، وهي الوحدة الوحيدة التي قامت في شبه الجزيرة العربية في العصر الحديث على يد المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه بخطى واسعة في مختلف دروب الحضارات لتلحق بها وتضاهيها في فترة وجيزة، لتصبح بفضل من الله عز وجل في مصاف الدول الكبرى من حيث التطور السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي. فقد أدركت حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة المغفور له الملك عبدالعزيز وتبعه من بعده أبناؤه انه لا قيام لأية نهضة في أي مكان الا بالأسس التي قامت عليها الحضارات الاسلامية من قبل وهي الأسس العلمية والثقافية, لذلك نجد أنه اولى التعليم عناية خاصة تفوق كل التصورات متبعا في ذلك ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة من الحث على التعليم ونشر الدعوة الاسلامية، لذلك نجد انه ذكر في كتاب عناية الملك عبدالعزيز بنشر الكتب للاستاذ عبدالعزيز أحمد الرفاعي ان الملك عبدالعزيز رغم المهام الجسيمة التي كان يضطلع بها من اجل توحيد الجزيرة العربية التي كانت متفرقة وتسودها الشحناء والبغضاء في ذلك الوقت وعدم استقرار أمنها قبل تأسيس دولته قد خصص مجلسا للاطلاع والمعرفة، وهو مجلس يومي ينعقد في قصره بعد صلاة العشاء، يقوم فيه قارىء مخصوص بالقراءة في كتب معينة يجلس في اقصى مقعد من يسار الملك، يفتح كتابا فيقرأ فصلا بعد الفصل الذي قرأه في الدرس السابق ثم يغلقه ويقرأ فصلا من كتاب آخر، ولا تزيد المدة المخصصة عن نصف ساعة، اما اذا رغب الملك في انهاء الدرس لشأن من الشؤون، فانه يقول بركة ومعناها ان فيما قرىء الكفاية. كما حرص رحمه الله على نشر كتب الدعوة الاسلامية والتوحيد والتفسير حيث امر بطباعة العديد منها على نفقته الخاصة وتوزيعها مجانا على المساجد والمدارس ومراكز الدعوة والارشاد وغيرها من الهيئات داخل البلاد وخارجها, وقد بلغ عدد هذه الكتب كما اشار اليه الرفاعي في كتابه عناية الملك عبدالعزيز بنشر الكتب الى ثمانية وتسعين كتابا 98 تضم بعضا منها بين جنباتها عددا من الرسائل الدعوية القصيرة التي ألفها بعض من مشائخ هذه البلد. هذا وقد تبعه من بعده أبناؤه الذين ساروا على نهجه في فعل الخير ونشر الدعوة الاسلامية واللغة العربية والتراث بكافة الطرق المتاحة على نفقتهم الخاصة وتوزيعها مجانا على المساجد والمكتبات العامة والجامعية ومراكز الدعوة والمكتبات المنتشرة في كثير من الدول الاسلامية وغير الاسلامية لتصل الى كافة المسلمين دون استثناء، كما نجد منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا تبجيلهم وتقديرهم الدائم للعلماء والمشائخ والأدباء والمفكرين والكتاب والمثقفين من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، من خلال دعوتهم واستضافتهم وزيارتهم في دورهم ومناقشتهم حول مختلف القضايا التي تهم الاسلام والمسلمين وتهم ثقافة هذا البلد، كما تمنحهم ايضا الجوائز التقديرية في مختلف المحافل المحلية. كما سار على نفس النهج ايضا الكثير من أعيان وتجار وفاعلي الخير من أبناء هذه الأرض الطيبة التي تعطي وتجزل العطاء للمواطن دون حدود، ورغبة منها في وصوله الى أعلى المستويات العلمية والثقافية. هذا وقد قامت مكتبة الملك فهد الوطنية مشكورة باصدار الببليوجرافية الوطنية السعودية الراجعة وهي سجل حصري مصنف للانتاج الفكري السعودي من المنفردات والدوريات والاطروحات والتسجيلات السمعية والبصرية 1301ه 1413ه التي وثقت فيها أسماء ملوك وامراء المملكة العربية السعودية والكثير من الدعاة والتجار والمثقفين وفاعلي الخير من أبناء هذا البلد الذين أسهموا اسهامات بارزة في طباعة ووقف الكثير من الكتب على نفقتهم الخاصة وتوزيعها مجانا على المساجد والجامعات والمكتبات والمدارس ومراكز الدعوة والارشاد والهيئات الحكومية وغير الحكومية والأفراد, كما وثقت هذه الببليوجرافية ايضا عناوين وموضوعات هذه الكتب مرتبة ومصنفة موضوعيا اعتمادا على خطة وتصنيف ديوي العشري لموضوعات المعرفة المختلفة, وفيما يلي قائمة بأسماء هؤلاء الرواد التي تم ترتيبها على النحو الآتي: 1 جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. 2 جلالة الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود. 3 جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود. 4 جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود. 5 صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن عبدالعزيز آل سعود. 6 خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود والذي أمر بانشاء مجمع الملك فهد لطباعة ونشر المصحف الشريف، وأمره بتوزيع نسخ من هذا المصحف الى كل بقعة من بقاع الأرض. 7 صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، والذي أمر بطباعة ونشر بعض الكتب الاسلامية والدعوية على نفقته الخاصة، حيث تجاوز عددها الخمسين كتابا، اضافة الى امره بتوزيع الكثير من المراجع والمصادر العربية والكتب الاسلامية على المكتبات الوطنية والعامة والجامعية في دول عديدة اسلامية وغير إسلامية يقطن بها مسلمون. 8 صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود. 9 صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز آل سعود. 10 صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز آل سعود. 11 صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. 12 صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن. 13 صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل آل سعود. 14 صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز. 15 صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود. 16 الأمير سعد بن محمد بن عبدالعزيز بن سعود آل سعود. 17 الأميرة الجوهرة بنت سعود الكبير. 18 الأمير عبدالله بن فيصل بن فرحان. 19 الأمير سعود بن سلمان بن محمد آل سعود. 20 الأمير فهد بن عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن. 21 الأمير محمد بن سعود الكبير. عمر عبدالجبار، محمد سعيد أحمد بشناق، فاعلة خير، عبدالمحسن بن عثمان ابابطين، عبدالعزيز المعارك، الشيخ عبدالرحمن بن الشيخ محمد بن عبداللطيف، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، عبدالله الجار الله، عبدالله فدا، حمد بن صالح الحمودي، الشيخ عبداللطيف بن ابراهيم آل شيخ، محمد بن احمد بن علي المزيني المالكي، صالح بن عبدالعزيز الراجحي، عبدالله بن مبارك المندي القحطاني، محمد بن صالح بن سلطان، عبدالعزيز بن محمد الشثري، محمد نصيف، محمد عبدالله المليباري، بعض المحسنين، صالح وسليمان العبدالعزيز الراجحي، عبدالعزيز ومحمد العبدالله الجميح، عبدالرحمن محمد الهويش وصالح ابراهيم الزامل، علي الفهد العلي الهزاع، عبدالرحمن الرويشد وسليمان بن حماد، احمد يوسف بنات، احمد حسن عويفة السناري الكبتي، محمد بن سعد الشويعر، محمد بن عبدالعزيز بن مانع، مجموعة ابن لادن وشركة سعودي اوجيه، عبدالله بن محمد بن بليهد، محمد حامد الفقي، حمد العبدالله العيسى وأولاده، محمد بن عبدالله بن حسن آل شيخ، محمد ناصر العبودي، عبدالمحسن بن عثمان أبا بطين، حبيب محمود أحمد، حسن عباس الشربتلي، محمد العويد، زيد بن علي الرويضان، مزعل بن سلطان الزايدي، عبدالله السلمان الحمدان. من هنا يتضح مدى اهتمام حكام المملكة العربية السعودية ومن سار على نهجهم من أبناء هذا الوطن في نشر العلم والمعرفة والثقافة بكافة الطرق الممكنة خدمة لهذا الدين ولكافة المسلمين في مشارق الارض ومغاربها, والله نسأل ان يجعل ذلك في موازين أعمالهم.