قالت اثيوبيا أمس الخميس انها حققت انتصارا كبيرا في حربها الحدودية مع جارتها اريتريا وسيطرت على بلدة استراتيجية داخل الأراضي الاريترية كما سيطرت سيطرة كاملة على الجبهة الغربية. وأعلنت الحكومة الاثيوبية ان قواتها استولت خلال الليل على بلدة بارنتو في جنوب غرب اريتريا بعد ثلاثة أيام من المعارك الشرسة. وقال هايلي كيروس المتحدث باسم الحكومة للصحفيين قرب الحدود الشماليةلاثيوبيا حاولوا اعادة تنظيم الصفوف والمقاومة لكن بعد قتال عنيف وشرس تضمن هجمات جوية وقصفا مدفعيا وهجمات للمشاة أجبر الاريتريون على الانسحاب . وتقع بارنتو على بعد نحو 70 كيلو مترا داخل الأراضي الاريترية وتخدم كمركز قيادة رئيسي وخط امدادات لجيش اريتريا في جبهة بادمي العربية في حرب الحدود الدائرة بين الجارتين. وشنت القوات الاثيوبية هجوما واسع النطاق يوم الجمعة الماضي استهدفت خلاله بارنتو. وقال هايلي : خسارة بارنتو تعني خسارتهم للجزء الغربي من اريتريا كله . وفي أسمرة ذكر التلفزيون الاريتري الرسمي مساء امس الأول ان اريتريا أجلت قواتها من مدينة بارينتو الاستراتيجية في الجنوب وأخلتها من السكان بعد تعرضها لهجمات عنيفة من قبل القوات الاثيوبية. وأوضح التلفزيون انه تم اخلاء المدينة من السكان للحول دون تدميرها كليا والحد من عدد الضحايا. وكانت المعارك بين اثيوبيا واريتريا قد اندلعت الجمعة من جديد بعد توقف طويل للقتال في النزاع الحدودي الدائر بينهما. وأفادت تقديرات أصدرتها حكومتا البلدين ان عشرات الآلاف من الجنود قتلوا منذ الجمعة. وذكر مراسل وكالة فرانس برس انه شاهد في المنطقة عددا كبيرا من الشاحنات تنقل مسافرين قادمين من بارينتو وتتجه الى مدينة كارين الواقعة على بعد 90 كلم غرب أسمرة. وأضاف ان بعض هذه الشاحنات كان ينقل جنودا جرحى الى مستشفى كارين. وتقع كارين على بعد أربعين كيلو مترا عن الحدود المتنازع عليها بين البلدين. وقال محللون ان الجيش الاريتري يطبق استراتيجية اخلاء الأراضي للحد من الخسائر في الأرواح وهو تكتيك يفسر بعدد السكان القليل 5,3 مليون نسمة لبلد يواجه عدوا أقوى بعشرين مرة منه. هذا وفي نيويورك وافق مجلس الأمن الدولي بالاجماع على فرض حظر للأسلحة على اثيوبيا واريتريا عقابا لهما على استئناف القتال بامتداد حدودهما المشتركة. ويقضي مشروع القرار الذي تقدمت به الولاياتالمتحدة بحظر بيع أو توريد أسلحة أو معدات متصلة بها الى البلدين وكذلك أي مساعدة فنية عسكرية حتى توقع الدولتان معاهدة سلام لانهاء الحرب الدائرة بينهما. وسوف ينقضي حظر السلاح الذي جاء ثمرة مساومات مكثفة بين أعضاء مجلس الأمن بعد 12 شهرا من صدور القرار الا اذا قدم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان تقريرا يشير الى انه وجدت تسوية سلمية محددة للصراع ويمكن تجديد الحظر اذا لم يتحقق تقدم. وكانت الولاياتالمتحدة وبريطانيا يريدان في بادئ الأمر فرض حظر شامل للأسلحة على البلدين لا يرفع الا حينما يتم توقيع معاهدة سلام نهائي. غير انهما توصلتا الى حل وسط مع روسيا وفرنسا اللتين طالبتا بحد زمني للحظر, وقال السفير الروسي لدى مجلس الأمن سيرجي لافروف هذه هي المرة الاولى على الاطلاق التي يوضع فيها حد زمني . وقال مايكل دوفال سفير كندا انه توقع اضافة بنود تحدد نهاية جميع العقوبات من الآن فصاعدا نتيجة للحظر الشامل الذي فرض على العراق منذ عشر سنوات والذي تطالب روسيا وفرنسا والصين بتخفيفه. وأعلن الناطق باسم الرئاسة الاريترية يماني غبريمسكل أمس الخميس ان المعارك في محيط مدينة بارينتو تسببت في نزوح حوالي 200 ألف شخص. وقال المتحدث لوكالة فرانس برس ان انعاكسات المعارك على المدنيين رهيبة مضيفا ان قسما من هؤلاء الأشخاص ينزحون للمرة الثانية بعد ان كانت اثيوبيا طردت بعضهم في وقت سابق .