وعجيبةٌ حساباتنا,. كل شيء يضطرب أمام شموخ الوجدان,. الوقت لا يكون هو الوقت,. وصبر الإنسان يقف حائراً أمام علامات استفهام لا حصر لها,, والإرادة تنحني وتتنحى,. والكلمات تتيه في عالم اللا معلوم,. ويبقى الوجدان هو الحدث,. نعم,, منذ أقلعت طائرتك أيتها القريبة الحبيبة وهذه حالي,,أقلعتِ واقتلعتِ معك طرفاً من دقات قلبي,. وأبقيت طرفاً ضعيفاً يئن داخلي ألماً وحرقة,. وبدأت أعدُّ الأيام وأحسب الساعات,. فأجد نفسي ضعيفة في كل شيء حتى في الحساب,, ضعيفة في حساب لحظات السعادة,. كأني بها قليلة في القياس,. أمام لحظات الحزن والحنين,. والشوق والأنين,, فتستلم عواطفي لضعفي,, ولا سؤال!! إنما حوار مع النفس والفكر,. تارة ألوم قلبي على ضعفه واستسلامه,. وتارة ألومه على شوقه ونبضاته التي لا تهدأ ولا تستكين,, وتارة أجد نفسي,, ألوم الحب,. وألوم الشوق,. فهما يداهمان كل لحظة في وحدتي ويستغلان يأسي,. وأحياناً ألوم ذاكرتي التي تنسى,. كلَّ تعب الماضي وعذابه,. وكلَّ توبة أعلنها ثم يعقبها الضياع,. ضعيفة أنا يا عزيزتي أمام غيابك! حاولت التأقلم مع وحدتي ولكنه المستحيل,. كم حاولت إقناع نفسي,. بأن الطائرة التي تحملك نحونا,. لا تسمح باصطحابك إلا مرة من بين ألف مليون مرة!,, وكم حاولت الركون والاقتناع,. بفرضيات الواقع,. ونسيج المكتوب! إلا أنك حبيبتي دائما تكونين الأقوى أمام محاولاتي,. لقد زلزلتِ في فكري قوانين الزمن وحساباته,. وألغيت في داخلي كل معاني الاستقرار وهدوئه,,كيف لا,, وقد مزجت حبك بنسمات روحي,. ورسمت بشفافية مشاعرك أجمل صورة لك في فؤادي,, وهكذا يتواصل النزيف؛ نزيف أكثر حرقة من نزيف الدماء؛ إنه نزيف الفكر,. ونزيف الدموع من مقلتين,, أضناهما الوجد,. وسحقهما الاشتياق,. فهل يطول الغياب؟ إني دائمة الانتظار,. أعيش مع كل لحظة قضياناها سوياً,. أعيش مع حبك المختوم في قلبي,. ومهما طال بي الزمان,. وبعد بك المكان,, سيظل طيفك يعانق روحي,. ويساهر ناظري,, ويداعب مشاعري,. وسيظل اشتياقي لك حبيبتي,. هو الحدث الأقوى في حياتي,. فمتى تعودين لروحٍ أذبلها البُعاد؟! رشا يوسف عقيل الحمدان