يستحق هذا الوطن المعطاء منا جميعا التفاني لخدمته، والعمل من أجل رفعته، كيف لا وهو من احتضنت أرضه، وأظلت سماؤه أطهر بقعتين على وجه البسيطة، وقام حكامه ومواطنوه على خدمة من قطنه لأداء أحد أركان الإسلام الخمسة. إنني وفي هذه الأسطر لأشير إلى رجل خدم وطنه كمثال لابن هذا الوطن البار الذي خدم بلاده في ميدان عمله، وقدم لذلك جهودا لم ينتبه الخمول حتى وافته المنية. ألا وهو الشيخ حمد بن سليمان بن جبرين الذي كان أروع مثال لمن سخر نفسه لخدمة بلاده.. عرفته رجلا لا يعتمد على الاتكالية في عمله يتابع ما كلفه به ولاة الأمر بنفسه. تدرج في المناصب الإدارية حتى ختمها بتوليه محافظ محافظة حفر الباطن وبقي فيها حتى أحيل إلى التقاعد. لم ينثن ساعده ولم تضعف همته، ولم ترتخ قواه دون خدمة دار تربينا جميعا في كنفها وضمنا حضنها الحنون. أمضى نحو أربعين عاما في خدمة حكومته الرشيدة كرمه سمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله. في حفل مزاين الإبل بأم رقيبة حيث قدم له ما يستحقه رحمه الله. وإنني وعبر هذه الكلمة لأشكر سيدي سمو الأمير مشعل بن عبدالعزيز الذي قدم لنا مثالا للأبوة الحنونة بتكريم من يستحق التكريم. وبهذه المناسبة أتمنى من أبناء هذا البلد الكريم، نهج منهج من هم على شاكلة أبي سليمان- رحمه الله- في تسطير حروف من ذهب في خدمة أغلى ثرى وأطهر بقعة من بقاع الأرض. كما لا أنسى أن أذكر بأن تكريم مثل هذا الرجل لهو الداعم في تقديم أجل وأفضل الأعمال لخدمة بلادنا، كما أقول وبدون تحفظ إنه داعم لنا جميعا ومشجع لمن تغلغل في دمائه حب هذا الوطن لتقديم أسمى آيات الشكر والعرفان لمن هو أهل للشكر والعرفان.