قرأت في صفحة محليات العدد رقم 12099 الخبر المنشور تحت عنوان (طفل يفقد ثلاثة من أصابعه بسبب المفرقات النارية)، حيث إنه وفي كل عام ومع دخول موسم الأعياد تتسلل إلى محلاتنا التجارية المنتشرة في أرجاء المدن والمحافظات تجارة رائجة تزدهر كثيراً في أيام العيد ويقبل عليها الصغار بنهم كبير، بل وفي أحيان كثيرة يشتريها لهم الكبار بأنفسهم هدية عيد. إن هذه الطراطيع عبارة عن قنابل صغيرة تنفجر بمجرد اشتعالها، وقد أدت بسبب اللهو البريء إلى وقوع حوادث أليمة عكرت على كثير من الأسر الاستمتاع بفرحة العيد، فكل عام تستقبل اقسام الطوارئ وعيادات العيون والجلدية اصابات متعددة نتيجة اللعب بهذه المواد الخطرة، ما ينتج عنها حروق بالوجه واليدين أو أضرار بالعيون؛ وذلك نتيجة إهمال الآباء في مراقبة أبنائهم خلال فترة العيد التي تكثر فيها بيع وتداول مثل هذه الأشياء أو عدم معرفة وتوجيه الأبناء لكيفية صرف هذه العيديات التي يحصلون عليها من الكبار. فالصغير يهمه اللعب والاستمتاع ولا تهمه الطريق التي يحصل بها على هذه المتعة، وهو لا يدرك المسؤولية التي تقع على عاتقه ولا التمييز بين الخير والشر، فهو يميل بطبعه إلى الهو وكثرة الحركة دون أن يعي خطورة بعض ما يفعله، كما أن العاملين بهذه المحلات التجارية المتوزعة بكثرة في الأحياء لا يعون أبداً مسؤوليتهم تجاه المجتمع، وإنما يقوم البعض منهم ببيع كل شيء يمكن أن يجني منه المال حتى ولو كان فيه أضرار على غيره.. المهم كيف يجني هو المكسب المادي من وراء ذلك. والحقيقة لا أدري كيف تدخل هذه الكميات الكبيرة كل عام عبر منافذ المملكة الحدودية لتأخذ طريقها إلى الأسواق في وقتها المحدد قبل أيام العيد، لتكون موجودة في كل محل وبقالة وسوبر ماركت؟.. وعلى الرغم من خطورتها الواضحة (كقنابل) صغيرة إلا أنها تباع بصدر رحب دون اعتبار لأدنى أخلاق مهنية أو صغر سن مستخدميها ومضارها عليهم. والمشكلة أنها اصبحت تمثل مظهرا من مظاهر احتفال الأطفال بفرحة العيد، ولعبة ثمينة يحرص كثير منهم على اقتنائها بل ويجبرون آباءهم على شرائها لهم وكأنها أداة تسلية مأمونة.. لذا فإن من المفترض على الجهات المسؤولة تشديد رقابتها على تلك المحلات التجارية ومصادرة مبيعاتها من تلك الطراطيع حتى لا يكون الثمن سلامة أطفالنا. وحفاظاً على سلامتهم وصحتهم يجب علينا أن نعي ما يأتي: 1- تعريف الطفل بأهمية صرف المبالغ التي يحصل عليها في العيد في أمور عدة مهمة كمساعدة الفقراء والمحتاجين الذين يفتقدون فرحة العيد لحاجتهم الماسة وتوضيح سبل إنفاق هذا المال في الأوجه الصحيحة بعيداً عن الإسراف والتكلف والتبذير. 2- مع شراء هذه الطراطيع يلجأ الأطفال عادة إلى شراء الولاعة التي يشعلون بها هذه الألعاب، وتكون النتيجة إما إشعال حرائق بالمنزل أو الشارع وايذاء أنفسهم أو تعلم شرب الدخان وغيرها من السلوكيات الخاطئة. لذا يجب متابعتهم وتحذيرهم من خطورة مثل هذه الأشياء الضارة. 3- إحداث عاهات قد تكون مستديمة خاصة إذا طالت النظر وتسببت في العمى للطفل وجعله بعين واحدة بقية عمره أو دون نظر كلياً، كما أنها تسبب المضايقات بأصواتها المزعجة (المدوية) للجيران داخل الحي، حيث تقطع عليهم سكونهم وتقض مضجعهم وتحرمهم من الجلوس مع الأسرة أو النوم الهادئ في الفراش. محمد بن راكد العنزي محرر جريدة الجزيرة بطريف