في يوم الخميس الموافق 8 - 10 - 1426ه توفي في مكةالمكرمة فضيلة الشيخ الفاضل: عبدالله بن عبدالعزيز بن وائل التويجري - رحمه الله وعفا عنه وأسكنه فسيح جناته إنه ولي ذلك والقادر عليه - وقد صلي عليه في المسجد الحرام بمكةالمكرمة يوم الجمعة الموافق 9 - 10 - 1426ه وهو مَنْ هو في العلم والزهد والورع فقد كان - رحمه الله - رئيس محكمة الزلفي لعدة سنوات ابتداءً من أواخر عام 1389ه إلى أواخر عام 1392ه ومنها نقل إلى محكمة المذنب ومنها رفع إلى قاضي تمييز بمحكمة التمييز بمكةالمكرمة، وبقي فيها حتى أحيل للتقاعد المبكر بناء على طلبه، وقد أصيب - رحمه الله - بمرض عضال عانى منه لعدة سنوات صابراً محتسباً، عرفته عن كثب أثناء عمله في رئاسة محكمة الزلفي.. إذ كان - رحمه الله - ورعاً كثير الخوف من الله مضرباً للأمثال في الورع والزهد والتقى والديانة والعفة، موفقاً في أحكامه في أنواع القضايا، ومنها القضايا الزوجية المعقدة.. فقد كان - رحمه الله - موفقاً فيها إلى حد كبير فكم قضية استصعبت على غيره فحلها بسهولة ويسر ومما لا أنساه بحكم عملي بجانبه أنه - عفا الله عنه - لا يبدأ النظر في قضية إلا بعد أن يقرأ أوراداً منها: (حسبنا الله ونعم الوكيل، حسبي الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم سبع مرات) ومثل ذلك... (لا إله إلا الله الحليم العظيم رب العرش الكريم لا إله الله يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد.. إلخ)، وذلك سراً لا يسمعه إلا من هو بجانبه ثم يبدأ بعد سماع الدعوى من الطرفين وبإذن الله تنتهي القضية بسهولة ويسر، وكان - رحمه الله آمرا بالمعروف ناهياً عن المنكر، فكثيراً ما يجتمع برجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويحضهم على أداء عملهم بأمانة وإخلاص، ويكتب النصائح تلو النصائح تقرأ على المصلين في المساجد يحثهم فيها على تقوى الله والقيام بما أوجب الله عليهم وبما يتصف به - عفا الله عنه وغفر له - الحلم والأناة مع الخصوم فلا يرتفع صوته أثناء الخصومة مهما جهل الخصوم ورفعوا أصواتهم وحسن التصرف وحسن المعاملة مع مرؤوسيه، ومآثره لا تعد ولا تحصى، نسأل الله تبارك وتعالى له المغفرة والرضوان وأن يسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ويحسن عزاء أبنائه وذويه ويجبر مصابهم إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.