كنت قد كتبت في هذه الصحيفة بتاريخ 14 ربيع الأول عام 1420ه مقالة بعنوان (طرق الرس أماني وأحلام) أشرت فيها إلى معاناة الرس من قبل خدمات الطرق فيها حيث لا خطوط دائرية ولا أنفاق أو جسور ولا وصلات بينها وبين قراها، أوضحت فيها أن السبب في ذلك هو فرع الوزارة بالمنطقة الذي لم يكن توزيعه للمشاريع عادلاً حيث جعل أكثر من نصف ميزانية الفرع تتقاسمه مدينة بريدة ومحافظة عنيزة والباقي يقتسمه بقية المحافظات والمراكز بالمنطقة ما عدا الرس فهي خارج القسمة. وقد رد عليَّ مدير العلاقات العامة بالوزارة عبر (الجزيرة) عدد 9841 في 28-5-1420ه مشيراً إلى أن مشاريع الطرق بالمنطقة تغطي معظم مدن وقرى المنطقة بما فيها الرس ورددنا عليه بعدم صحة ذلك في (الجزيرة) عدد 10155 في 16 ربيع الآخر عام 1421ه. وبعد مضي هذه المدة وتغير اسم الوزارة وتعيين وزير جديد لم تتغير النظرة لمحافظة الرس ولم يستجد شيء حتى تاريخه، وأصبحت الرس في طي النسيان بالنسبة لهذه الوزارة القديمة الجديدة وفرعها بالمنطقة، بالرغم من أن المحافظة كبيرة وفيها كثافة سكانية كثيرة تزداد سنوياً ومستقبلها الاقتصادي زاهر إلا أن بعض مسؤولي الوزارات يبنون تصورهم للرس على ما يصلهم من فرع الوزارة بالمنطقة من تقارير أو حتى صمت بعدم الرفع عن الرس في الميزانية وقد تمثلت تلك المعاناة بما يلي: 1- قد يطالب الأهالي بطريق أو بوصلة ما، ما يقارب الثلاثين عاماً فيخرج لهم طريق بنصف مسار، وهذا حاصل بطريق السحقان الذي يخرج من الرس ويمر بمزارع السحقان ويصل إلى رامة شرق الرس. 2- وقد يزور الرس مسؤول كبير في الوزارة ويقترح طريقاً آخر حيوياً فيصبح في خبر كان، حيث زار د.ناصر السلوم وكيل الوزارة عام 1405ه ويقترح مع أمير الرس آنذاك (منصور العساف) إنشاء طريق يخرج من الرس إلى عفيف (300) كيل ماراً بمركز ضرية (180) كيلاً واعتمد له مخطط صورة منه موجودة لدى محافظة الرس وتمضي السنوات (26) سنة الآن والطريق لم ينفذ ولم تفكر الوزارة في إنشائه لسبب بسيط وهو تجاهل الفرع والوزارة للرس. 3- كما يقرر المسؤول الكبير نفسه عند زيارته للمرة الثانية خطاً دائرياً للرس فيمضي عليه ثلاثة عشر عاماً ولم يعتمد بل يتعداه النطاق العمراني ويصبح طي النسيان، وهذا حصل عام 1413ه عندما زار الرس وكيل وزارة المواصلات الأسبق د. ناصر السلوم والذي أصبح وزيراً فيما بعد مع رجال الأعمال ثم غادر الوزارة دون تنفيذ الخط وقد تعداه النطاق العمراني. 4- أيضا يوجد طريق مهم هو طريق الرس - دخنة (55) كيلاً مسار واحد أنشئ منذ ما يقارب الثلاثين عاماً وهو طريق كثير الحركة يومياً من المعلمين والمعلمات وأبناء القرى الجنوبية للرس كثير الحوادث وتزيد عليه الضغوط أيام المواسم كرمضان والحج والعطلة الصيفية للسفر لمكة المكرمة وهو بحاجة إلى تعديله إلى مسارين. 5- وهناك طريق لا يقل عنه أهمية وهو طريق الرس - محافظة النبهانية (56) كيلاً عليه حركة مرورية كبيرة من أبناء القرى الغربية والمعلمين والمعلمات يومياً حصلت فيه حوادث كثيرة بحاجة إلى تعديله إلى مسارين. 6- هناك طريق ثالث هو طريق الرس - رياض الخبراء الذي قرر في بداية التسعينيات الهجرية أن يبدأ من حي الشفاء ونظراً لتداخله مع حي الجندل فأصبح يبدأ من حي الجندل إلى رياض الخبراء بطول (12) كيلاً فهو يخدم طلاب وطالبات رياض الخبراء والسحابين الدارسين في كليتي التربية للبنين والبنات بالرس ويخدم أهل الرس للوصول لمطار القصيم (الذي يبعد عنه بمسافة 75) لكنه بقدرة قادر حول إلى شمال الرس بمسافة (24) كيلاً وبمسار واحد لكن القدر تدارك جزءاً منه أخيراً بمسارين. 7- الرس بحاجة ماسة لفتح مكتب لوزارة النقل ليغطي المنطقة الواسعة من غرب القصيم البالغ عدد قراها ما يقارب الثلاثمائة قرية وهجرة بمسافة (200) كيل شمال غرب و(200) غرباً (100) كيل جنوباً لتقديم الخدمة من إنشاء خطوط أو وصلات أو صيانة وغيرها. فالأمل بالله كبير بأن تهتم الوزارة وتعطي الرس حقها مثل غيرها من بلدان المنطقة من خلال جدول زمني لكل منطقة وألا تكون مشاريع الوزارة بناء على ما يصلها من الفروع التي يغلب على بعضها الاجتهاد للمشاريع في مناطقها ومحافظاتها. أقول ذلك وأنا أرى الرس قفراً من مشاريع الوزارة وأتحدى الوزارة أو فرعها بالمنطقة أن تكون قد قامت بتنفيذ مشروع في الرس حيوي كالخطوط الدائرية أو الأنفاق أو حتى جسر مهم كما هو موجود بمدينة بريدة ومحافظتي عنيزة والبكيرية لكن الرس لا بواكي له. وأخشى أن يخرج علينا صوت من العلاقات العامة بالوزارة ويقول: إن الرس قد أخذت كفايتها من المشاريع، أو الرد المهدئ والمسكت طويل الأجل وهو سوف تأخذ الرس نصيبها من المشاريع مستقبلاً. وبعد الانتهاء من كتابة هذه المقالة علمت أن وفداً من بعض أعيان الرس قد قابل وكيل وزارة النقل للتخطيط المهندس علي بن عبد الله النعيم وكلموه عن بعض المطالب ووعدهم خيراً وأتمنى أن يكون هذا الوعد التزاماً وألا يتم تأجيله. لذا أقترح على معالي وزير النقل د. جبارة الصريصري القيام بزيارة المنطقة والاطلاع على المنجزات العملاقة في البلدان المذكورة ومن ثم زيارة محافظة الرس للمقارنة وإلقاء نظرة على إجحاف فرع المنطقة وقصورها تجاه الرس ورفع الظلم الحاصل لها وإعطائها حقها ومستحقها من المشاريع التي كفلتها لها حكومتنا الرشيدة أعزها الله. أملي أن تتحقق للرس مطالبها من وزارة النقل، كما آمل من جريدتنا (الجزيرة) نشر هذه السطور بأقرب فرصة. والله الهادي إلى سواء السبيل.