المسك نوع من أنواع الطيب كان يتطيب به النبي - صلى الله عليه وسلم - ويحبه: (حُبِّبَ إليَّ من دنياكم ثلاث: الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة). حامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه فأنت في كل أحوالك غانم وقد شبه نبي الأمة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الجليس الصالح بحامل المسك، فالجليس الصالح لن تعود عليك صحبته ومجالسته إلا بخير ورشد. وفي عصرنا هذا يحتاج الإنسان إلى مزيد من الفطنة والكياسة ليكون جليسه صالحاً بكل ما تعني هذه الكلمة فلا بد أن يكون صالحاً في معتقده وهذه هي الركيزة وعليها المعول، ولا بد أن يكون صالحاً في سلوكياته وأخلاقه، ولا بد أن يكون صالحاً في تفكيره وعقله. وحذارِ ثم حذارِ أنْ تُخدع بأحد مظاهر الصلاح أو الإصلاح ممن ظواهرهم لامعة وبراقة لكن بواطنهم مدمرة وفتاكة. أما جليس السوء فهو كما وصفه النبي - صلى الله عليه وسلم - كنافخ الكير فنافخ الكير أقل أحوالك أن يحرق ثيابك أو تخرج منه برائحة خبيثة مستكرهة. ونافخ السيجارة والغليون والشيشة وما أكثرهم اليوم إما أن يحذيك أو يحرق ثيابك وعلى أقل أحوالك ستخرج منه برائحة نتنة تؤذيك وتؤذي أحب الناس إليك وأقربهم إلى قلبك وتؤذي عباداً لله صالحين متوضئين مصلين وكم سيجارة مجاملة أورثت إدماناً وهكذا مدمن خمرة بل هو أخطر فكن حامل مسك أو مجالس ولا تكن الآخر فتهلك.