أيَّد الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس الجمعة مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الأزمة بشأن البرنامج النووي الإيراني وذلك خلال محادثات القمة بينهما التي تجنبت فيما يبدو نقاط الخلاف بين الجانبين. وواصل بوش الذي يتعرض لانتقادات عنيفة في الداخل بشأن العراق جدول سياسته الخارجية لكن سياسته في العراق ربما تكون قد تعرضت لانتكاسة جديدة بعد تقارير تحدثت عن اعتزام كوريا الجنوبية سحب قواتها من العراق وهي تقارير نفاها البيت الأبيض. وتطرقت محادثات بوش وبوتين إلى إيران والبرنامج النووي لكوريا الشماليةوسوريا والشرق الأوسط والشيشان والعراق وانفلونزا الطيور وقضايا أخرى خلال اجتماع دام ساعة قبل أن يحضرا قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (ابك). وتسمح المبادرة الروسية لإيران بالاستمرار في إنتاج وقودها النووي إذا نقلت أكثر مراحله حساسية وهي تخصيب اليورانيوم إلى روسيا في إطار مشروع مشترك. ووافق من حيث المبدأ ثلاثي الوساطة الأوروبية وهم بريطانيا وفرنسا وألمانيا وأيضاً الولاياتالمتحدة على الاقتراح الروسي للتغلب على الأزمة القائمة بشأن البرنامج النووي الإيراني. وقال دان بارتليت المستشار الرئاسي لبوش (الرئيس شكر الرئيس بوتين على موقفه ويعتقد أن المبادرة التي طرحوها... هي مفيدة للعملية). وتتشكك دول غربية في أن إيران تسعى لامتلاك أسلحة نووية تحت ستار البرنامج المدني وتنفي طهران ذلك. وصرَّح بارتليت بأن الرئيسين الروسي والأمريكي لم يناقشا مسألة إحالة الملف النووي الإيراني إلى الأممالمتحدة لفرض عقوبات محتملة في حالة فشل الدبلوماسية. وتتحفظ روسيا على هذا الإجراء. ولم تعد العلاقات الروسية الأمريكية على درجة التقارب التي كانت عليها خلال الفترة الرئاسية الأولى لبوش بسبب مخاوف أمريكية من تراجع روسيا عن الإصلاحات الديمقراطية وهو موضوع قال بارتليت أيضاً إن المحادثات لم تتطرق له خلال القمة الأمريكية الروسية الخامسة هذا العام. وقال (موقفنا معروف في هذا الصدد). واتفق بوش وبوتين على ضرورة تخلي كوريا الشمالية عن برامج أسلحتها النووية وضرورة تعاون سوريا في التحقيقات الخاصة بمقتل رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري. وفيما بدا انتكاسة جديدة لسياسة بوش في العراق قال مسؤول في وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إن الوزارة تعتزم خفض قواتها في العراق بمقدار الثلث وأن تبدأ سحب الجنود اعتباراً من النصف الأول من العام المقبل. وخلال لقاء بوش مع روه مو هيون رئيس كوريا الجنوبية أمس الأول امتدح الرئيس الأمريكي مساهمة كوريا الجنوبية بقوات في العراق وأشار مسؤولون إلى أنها أكبر ثالث قوة بعد الولاياتالمتحدةوبريطانيا وأنها تزيد على 3000 جندي. وأصر البيت الأبيض على أنه لم يخطر رسمياً بنية الخفض وقال بارتليت إن المسؤولين الأمريكيين أثاروا الأمر مع نظرائهم الكوريين الجنوبيين وأخطروا انه لا تغيير في سياسة البلاد. وأجرى بوش محادثات أيضاً مع زعماء رابطة دول جنوب شرق آسيا ورؤساء بيرو وكندا والمكسيك. وترك بوش لكبار مساعديه مهمة الرد على هجمات الديمقراطيين المتصاعدة له والذين يتهمونه بالتحايل في استغلال معلومات المخابرات لتبرير غزوه للعراق. وزاد الديمقراطيون من هجماتهم بعد تدني شعبية بوش وتدني تأييد الأمريكيين للوجود العسكري الأمريكي في العراق. ورفض البيت الأبيض الانتقادات التي وجهها النائب الديمقراطي جون مورثا لسياسة بوش في العراق. وقال مورثا أمس الخميس إن الولاياتالمتحدة لن تحقق شيئاً بالسبل العسكرية أكثر من ذلك واستطرد (حان وقت إعادتهم (القوات) إلى الوطن). وقال سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الأبيض (من الغريب أنه يؤيد المواقف السياسية لمايكل مور والجناح الليبرالي المتشدد للحزب الديمقراطي) مشيراً إلى مور المنتج السينمائي الليبرالي الذي وجّه نقداً لاذعاً لبوش في فيلمه (11-9 فهرنهايت) الذي انتقد حرب العراق.