أمسك الأستاذ بقضيب نحاس وقال للتلاميذ: هل القضيب ممتلئ أم فارغ؟ قالوا جميعاً: ممتلئ. فقال الأستاذ: لو أوصلته بسلك كهرباء فهل سيسري فيه تيار؟ قالوا جميعاً: نعم. فقال الأستاذ: إذن هو ليس ممتلئاً، فالإلكترونات وهي الكهرباء قد وجدت فراغاً في القضيب فسرت فيه. أيها التلاميذ، كل شيء فيه فراغات حتى أجسامكم، فكل شيء يتألف من ذرات، والذرة الواحدة فيها فراغ نسبته 90%. ولكن ثلاثة أشياء فقط قادرة على الدخول في هذا الفراغ. قال التلاميذ: ما هي هذه الثلاثة؟ فقال الأستاذ: هي الإلكترونات والبروتونات والنيترونات. احذروا الكهرباء فهي إلكترونات قادرة على الدخول في أجسامكم، واحذروا الإشعاعات فهي عبارة عن بروتونات ونيترونات، وكارثة تشيرنوبل هي إشعاعات اخترقت الأجساد فمات الكثيرون. قال تلميذ: الضوء يا أستاذ!! فقال الأستاذ: الضوء موجات وليس أجساماً وليس فيه ضرر إذن. ولكن إذا كان الضوء ذا طاقة عالية فبحسب نظرية أينشتاين سيتحول إلى أجسام تسمى (فوتونات) وسيكون الضوء مضراً. قال تلميذ: مثل ماذا؟ قال الأستاذ: يكون الضوء مضراً إذا كان على شكل إشعاع ليزر. ونستخدم الليزر لتقطيع المعادن. قال تلميذ: إذا كانت أجسامنا تحتوي على 90% فراغ فهل نحن نمثل 10% فقط من أجسامنا؟ قال الأستاذ: نعم فأنت طولك متر ونصف المتر ولو انضغطت فستصبح بحجم بيضة دجاجة. قال التلميذ: أصحيح هذا؟ قال الأستاذ: نعم، فالمادة لو انكمشت وزالت الفراغات بين الذرات وزالت الفراغات في داخل كل ذرة فسيصبح حجمها صغيراً جداً. أنت ستكون بحجم بيضة والحوت سيكون بحجم التلفزيون وهَلُمَّ جَرَّا.