اعتبر الرئيس العراقي جلال طالباني في مقابلة ستبثها محطة (آي تي في) التلفزيونية البريطانية أمس الأحد أن انسحاب القوات البريطانية المتواجدة في العراق منذ آذار - مارس 2003 مع التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة، قد تغادر البلاد في غضون سنة. وقال طالباني: (إن القوات العراقية ستكون من الآن وحتى سنة على استعداد للحلول محل القوات البريطانية في الجنوب)، موضحاً أن الانسحاب الفوري سيكون في المقابل (كارثيا). ويتواجد حوالي ثمانية آلاف جندي بريطاني في العراق حيث تنتشر غالبيتهم في محيط البصرة (جنوب).. وقتل 97 عنصراً منهم منذ بدء الحملة العسكرية التي كان هدفها الإطاحة بالنظام العراقي السابق. وقال طالباني: (لم أجر مفاوضات لكن في رأيي وبحسب دراستي للوضع، إنه محض تقدير.. لا يريد أي عراقي أن تبقى القوات إلى الأبد في البلاد). ورأى جلال طالباني أن (للشعب البريطاني أسبابه للمطالبة بذلك، أن يعود أبناؤه إلى ديارهم ولا سيما إذا ما أنجزوا عملهم الرئيس الذي كان وضْع حد للديكتاتورية). وطلب الزعيم الكردي من دول التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة، التنسيق الوثيق مع السلطات العراقية بشأن مختلف مراحل انسحاب تدريجي. لكنه قال: (إن انسحاباً فورياً سيؤدي إلى نوع من الحرب الأهلية وسنخسر كل ما قمنا به لتحرير العراق من أسوأ أنواع الديكتاتورية). وأضاف في هذه المقابلة التي نشرت المحطة مضمونها مسبقاً (بدلاً من أن يكون لدينا عراق مستقر وديموقراطي، سنشهد حرباً أهلية واضطرابات تؤثر على كل الشرق الأوسط). واعتبر الرئيس العراقي من جهة أخرى ألا علاقة بين الاعتداءات الانتحارية في السابع من تموز - يوليو في لندن التي أوقعت 56 قتيلاً - بينهم المنفذون -، وبين الالتزام البريطاني في العراق. وعلى الصعيد الداخلي، أكد انه يخشى تصاعد أعمال العنف قبل الانتخابات التشريعية في 15 كانون الأول - ديسمبر، معتبراً أن المتمردين لن ينجحوا في التأثير على النتيجة. وقال: (سيحاولون عبر كل الوسائل، لكنني لا أعتقد أنهم سيؤثرون عليها. أعتقد أنهم سيفشلون لأن العراقيين مصممون الآن على المشاركة في الانتخابات). وأضاف: (حتى إن أشقاءنا العرب السنَّة يشاركون بنشاط.. لديهم الكثير من اللوائح (مرشحون) للانتخابات ويريدون أن يكونوا ممثلين في البرلمان المقبل). ومن جهة أخرى قال عادل عبد المهدي نائب الرئيس العراقي إن من المحتمل أن تخفض الولاياتالمتحدة وقوات التحالف عدد الجنود في العراق العام المقبل. وقال للصحفيين في مدينة ديربورن الواقعة قرب ديترويت السبت الماضي: (أعتقد أنكم سترون انسحاباً جزئيا للقوات المتعددة الجنسيات من العراق في 2006). ويقوم عبد المهدي بزيارة لديربورن بعد الاجتماع مع دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي ومسؤولين آخرين بالبيت الأبيض في واشنطن الاسبوع الماضي. ويعيش في منطقة ديربورن عدد كبير من العرب من بينهم أكثر من 150 ألف عراقي.. وقال (ناقشت احتمالات الانسحاب مع الوزير رامسفيلد ونحن متفقون على الاتجاه المقبل.. وإننا متفائلون بشأن بناء القوات العراقية لمواجهة الموقف). إننا نعد أنفسنا سياسياً لانسحاب القوات.. لدينا وضع سياسي قوي جداً ولا نريد ان يكون لدينا فراغ أمني من أي نوع).