المكان: نادي الشباب الرياضي بالرياض. الزمان: الساعة الثامنة والربع من ليالي رمضان الجميلة. المنظر: خليط من الناس يضمهم المبنى الكبير لهذا البناء الرياضي الواسع الارجاء.. بعضهم قد ترك سيارته في الخارج.. مما جعل الشارع الفسيح يغص بالسيارات المتراصة. من الخارج لابد ان يستوقفك منظر الكرات العديدة وهي ترتفع عالية متجاوزة جدران النادي.. ثم تعود مرة أخرى للانخفاض، وهكذا تمارس تارة عملية الارتفاع وضده بين المصابيح الكهربائية التي تضارع أعمدة النور المتناثرة في الشارع.. وفجأة.. تنطلق صرخة من مئات الصيحات نستطيع ان نميزها.. - طيب يا صومالي يا بطل. - حرام يا ابن الشيخ. - فاول يا حكم. وتتابع الصيحات.. اذاً لدى الجماعة مباراة.. وادخل النادي ولا استطيع تمييز ماذا يلعبون فالملعب صغير كملاعب كرة اليد.. والحماس أكثر مما يجب. وأخيرا اعرف ان ثمة مباراة تجري اذ لابد من اخذ لقطة تصوير واسرع الى المصور لاجده قد اندس هو الآخر وذاب بالجماهير.. وبعد صياح وصراخ وجدته أمامي.. وحاولنا نأخذ اللقطة ولكن بعد جهد.. وبينما نحن كذلك رأيت أمامي الأخ علي الغامدي سكرتير كرة القدم في النادي ورحب بنا وأخذنا للبحث عن مكان قريب. ووجدت أمامي مجموعة من كبار مشجعي النادي وإدارييه وكان منهم سمو الأمير فهد بن ناصر عضو شرف نادي الشباب وسموه يحرص دائماً على ملاحقة نشاطات النادي ومتابعة تحركاته.. كما يبذل جهودا كبيرة في تعضيد مسيرته. ووجدت ان الأمير منسجم في مشاهدة تلك اللعبات الحلوة بين اللاعبين.. فكان عليّ ان اترك سموه دون أن أحاول التدخل وقطع حبل انسجامه.. وجدت أيضاً مشجعي النادي صالح ظفران ومحمد جمعة الحربي وعضو النادي النشيط صالح الدهمش.. ويبدو انني أيضاً قمت بالدور وبدأت أنسى مهمتي الصحفية التي اتيت من أجلها.. ولذلك جلست اشهد تلك المباراة التي يتابعها جمهور الشباب الغفير الذي امتلأ به الملعب. ندت صيحة من أحدهم: - على الباب يا خالد. واستجاب السرور لهذا الصوت وقذف الباب بكرة رائعة صفق لها الجمهور. والتفت الى الغامدي: هذه المباراة بين من؟! - بين مجموعة الأمير فهد بن ناصر ومجموعة ابو خليف.. وابو خليف أحد مشجعي النادي.. * وخالد مع أية مجموعة؟! - مع مجموعة الأمير فهد. وانتهت المباراة ب3-1 لصالح مجموعة الأمير. خلاف بين العقيل والصومالي والتفت لأجد عثمان العقيل - عضو إداري- وهو يدير نقاشا حادا مع الصومالي وعرفت انهما يتنافسان.. وان مجموعة الصومالي مهزومة من مجموعة العقيل. وسألت الصومالي.. هل أنت غاضب من الهزيمة؟! - قال الصومالي: لا ولكنني اتحدى في المباراة القادمة فقط. أبو رجيلة يترك الحراسة ليسجل هدفا وجاءت مباراة ثانية وكانت بين مجموعة الأستاذ عبدالحميد مشخص والمدرب محمود ابو رجيلة. وقبل بداية المباراة دار نقاش حاد بين عبدالعزيز التويجري وعثمان العقيل.. حول من يفوز من مجموعتهما.. وبدأت المباراة وكان عليهما ان يتركا النقاش وفعلا تركاه. وهتفت الجماهير: مغلوب يا ابو رجيلة. وكان ابو رجيلة هو حارس المرمى لمجموعته فيستبسل في صد كرات قوية. ويصرخ لاعب من الدرجة الأولى -مازحا-: مغلوب يا ابو رجيلة. ويستبد الحماس بأبي رجيلة ويستجيب للتحدي فيترك الحراسة.. ويلعب مدافعا ومن ثم مهاجما. ويستطيع تسجيل هدف قوي.. فيرفع يديه مسرورا ولكن لم يصفق له احد.. وهكذا يجري هذا الدوري في جو مرح.. اخوي يغلب عليه التنافس الشريف الذي لا يخرج عن نطاق الاخوة والصفاء بل هو يتخذ طابعا مرحا.. وضاحكا في أغلب الأحيان. المهم تعادل الفريقان ب2-2 والتفت أمامي لأرى فهد بن بريك وأسأله عن الدوري وأعرف أنه تخلف لإصابته ولذلك سافر.. ويقول فهد أنه كان في القاهرة ويتابع من هناك الأنباء الرياضية بشوق عن طريق السفارة السعودية كما أنه الآن يحافظ على لياقته بالتمارين الليلية.واترك كرة القدم بعد ان رأيت تلك الهالة التي تماط بها رغم توقف نشاط الدوري العام وكيف حوّله الشبابيون الى دوري مصغر جميل. لاعبو الطائرة.. عودة بعد الخروج من الرباعيات ودخل لاعبون بلبساهم الرياضي ورأيت الجماهير تتلفت اليهم.. وسألت صاحبي فقال هؤلاء لاعبو الطائرة قد اتوا من نادي اليمامة.. ورأى أحدهم المصور وطلب منه لقطة ولب المصور النداء.. وعرفت انهم قد هزموا بعد ان لعبوا أمام الهلال.. وكان يتقدمهم (نجمهم) بوبي او فهد بن جبريل الذي كان يمزح.. ويرمي النكات على الجميع دون ان يهتم بما حدث.. وحاولنا ان نسأله ولكنه يرفض التعليق كما يقول!! نشاطات أخرى عفوا ليس هذا كل ما يجري في الشباب! كرة القدم استغرقت أكثر سهرتنا ولكن ماذا نفعل والنادي ليلتها كان يعيش قمة تفاعله مع الدوري التنشيطي وهو بالمناسبة الدوري التنشيطي الداخلي الوحيد الذي اقامه.. ناد في الوسطى.. هناك فريق السلة حيث يتمرن افراده استعدادا للدوري التنشيطي لكرة السلة الذي سينظمه نادي الهلال قريبا.. وفريق السلة الشبابي معروف بعناصره الجيدة التي طالما حققت البطولة عددا من المرات.. وتفوقت على فرق الوسطى.. وهو الآن يبذل استعداده ويهيئ نفسه فنيا ولياقيا للدخول في دائرة التنافس الدائر على البطولة.. وفريق كرة اليد هو الآخر يواصل تمارينه بنشاط وجهد كبيرين لكي يكون قادرا على التفوق في الدوري التنشيطي لهذه اللعبة التي ينظمها نادي الشباب. والتنس تزدحم باللاعبين والمشجعين وأصواتهم تعلو وتنخفض في حماس بالغ وشديد. سيبقى بالرياض للمباراة الأولى والفريق الشبابي لن يتعدى منطقة الرياض بل سيبقى هنا حيث سيلعب أول مباراة في الدور الثاني أمام فريق النصر.. ولذلك فتمارين الفريق والدور التنشيطي الداخلي.. من الأسس التي وضعت استعدادا لهذه المباراة. والان أشعر أنه لابد ان نتوقف رغم هذه السهرة العملية جداً.. والقصيرة جدا.. ولكن ماذا تفعل وقد شهدنا ناديا لا ندري ماذا نكتب عنه وماذا ندع.