بعد 250 يوماً من عملية اغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري كشف القاضي الألماني ديتليف ميليس عن ملابسات الجريمة، محاولاً تحديد من اغتال ومن حرّض ومن خطط ومن أخفى الحقائق ومن كان بإمكانه كشف الاغتيال قبل وقوعه؟ فقد كشف التقرير الذي قدم إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي مساء الخميس أن هناك سبباً كافياً للاعتقاد بأن قرار قتل الحريري لا يمكن أن يكون قد اتخذ من دون موافقة مسؤولين سوريين رفيعي المستوى ولا يمكن أن يكون قد نظم من دون مساعدة نظرائهم في أجهزة الأمن اللبنانية). ولكن التقرير الذي اعتبره العديد من المراقبين زلزالاً سياسياً آخر بعد زلزال العراق سيعرض المنطقة إلى مخاطر جمة، وقال: إن التحقيق لم يكتمل بعد. لذلك فقد مدد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان مهمة فريق التحقيق حتى الخامس عشر من ديسمبر كانون الأول المقبل. وقد طالبت لجنة التحقيق في تقريرها باستجواب سوريين خارج سوريا وأوردت إفادة شاهد أشار إلى ضلوع شقيق وصهر الرئيس السوري بشار الأسد في العملية. وقد قُوبل التقرير بردود فعل متباينة.. ففي الوقت الذي رحب فيه النائب سعد الدين الحريري معتبره كاشفاً للحقيقة ومطالباً بتحقيق العدالة بحق من ارتكبوا الجريمة، أكد وزير الإعلام السوري أن التقرير بيان سياسي موجه ضد سوريا ومنحاز إلى جهة معينة، ونفت الرئاسة اللبنانية ما ورد في التقرير عن اتصال هاتفي بين أحد المشتبه بهم محمود عبد العال ورئيس الجمهورية إميل لحود قبل دقائق من عملية الاغتيال. وعدّ بيان صادر عن المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية أن هذه المعلومات (لا أساس لها من الصحة)، مشيراً إلى أنها تندرج في إطار الحملات المستمرة التي تستهدف رئاسة الجمهورية وشخص الرئيس ودوره. من جانبه نفى الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة أحمد جبريل ما ورد من اتهامات ضد تنظيمه وقال جبريل: إنه (فوجئ) بتقرير رئيس اللجنة الدولية، القاضي الألماني ديتليف ميليس. وأضاف (نحن ننفي نفياً باتاً جملة وتفصيلاً أي تورط لأي من عناصرنا في هذه القضية). أما وزير التربية اللبناني خالد قباني فقد أكد بأن التقرير (يستند إلى قرائن) و(ليس مسيساً). وقال قباني: (التقرير تقني على مستوى عالٍ ويستند إلى قرائن وليس مسيساً (...) وهو يشكل قاعدة ثابتة لاستكمال التحقيق والوصول إلى الحقيقة). وكانت لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رفيق الحريري قد استبعدت قيام أحمد أبو عدس بقيادة السيارة المفخخة التي قتلت رئيس الوزراء اللبناني السابق ونقلت عن شاهد أن آصف شوكت صهر الرئيس السوري بشار الأسد (أجبر) أبو عدس على تسجيل شريط يتبنى فيه الاغتيال. وأوردت اللجنة في تقريرها (استناداً إلى عدد من المصادر السرية أو غيرها) أن (جميع المعلومات التي حصلت عليها لم تؤكد نظرية أن أبو عدس انتحاري يعمل لمصلحة مجموعة إسلامية أصولية). إلى ذلك يتوقع دبلوماسيون أن الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا تناقش قرارات محتملة في الأممالمتحدة تابعة للتقرير لكنه لم يتم بعد صياغة أي مشروعات قرارات. وقال دبلوماسيون في لبنان: إن العقوبات الاقتصادية قد تطرح على طاولة مجلس الأمن لدى اجتماعه في 25 أكتوبر تشرين الأول لمناقشة التقرير. طالع دوليات