اكدت صحيفة السفير اللبنانية أمس ان رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الزعيم اللبناني الراحل رفيق الحريري ديتليف ميليس طلب من سورية السماح له بالتحقيق في «انتحار» وزير داخليتها غازي كنعان احد الشهود الرئيسين. ونقلت السفير عن مراجع امنية لبنانية لم تكشف هويتها ان ميليس «طلب رسميا من سورية السماح له بالتحقيق في الحادث بما في ذلك اعادة تشريح جثة» كنعان التي اعلنت دمشق رسميا الاربعاء انتحاره وتم تشييعه الخميس. ولم تتمكن وكالة فرانس برس من الاتصال بمركز الاممالمتحدة للاعلام في بيروت لتاكيد او نفي الخبر. من ناحية اخرى نسبت السفير الى المراجع الامنية اللبنانية ان ميليس سوف يعرب في تقريره المتوقع صدوره بعد اقل من اسبوع «عن عدم رضاه عن التحقيقات التي اجراها في سوريا» والتي شملت كنعان. كما طلب ميليس فتح تحقيق حول مصدر المعلومات التي اوردتها محطة نيو تي في اللبنانية حول مضمون التحقيق الذي اجرته اللجنة مع كنعان وفق المصادر نفسها. يذكر بان وزير الخارجية السوري فاروق الشرع اكد خلال تشييع كنعان ان ميليس وعد دمشق «بانه سينفي كل ما لم يحصل في لقاءاته مع المسؤولين السوريين». وقال «نحن في انتظار رد السيد ميليس على الادعاءات التي اوردتها احدى القنوات اللبنانية» متهما «بعض وسائل الاعلام وما تسرب من لجنة التحقيق بالمساهمة في قتل» وزير الداخلية السوري. وكانت محطة نيو تي في، التي طالما عرفت بعدائها للحريري، قد ذكرت في تقرير بثته مساء الثلاثاء ان كنعان قال امام المحققين الدوليين في اغتيال الحريري بانه كان يتسلم شيكات من الحريري ويوزعها على لبنانيين وسوريين وانه محتفظ بنسخ عنها. وقد نفى كنعان نفسه هذه الرواية قبل ساعتين على انتحاره. وكانت وسائل اعلام لبنانية منها صحيفة المستقبل التي تملكها عائلة الحريري قد اعتبرت الخميس ان وفاة وزير الداخلية هي «عملية قتل متعمدة من قبل النظام السوري بهدف ازالة حلقة رئيسية في الحقيقة» في اشارة الى المسؤولين عن اغتيال رفيق الحريري. كما ردت صحيفة «المستقبل» اللبنانية بعنف أمس على اتهامات صحيفة «الثورة» السورية الرسمية ورأت انها تعكس «حال الارتباك السوري المتفاقمة بعد انتحار غازي كنعان. وكتبت المستقبل في مقالها الرئيسي «ان دمشق صعدت حملتها ضد اعلام المستقبل صحيفة وشاشة متجاوزة كل الحملات السابقة» واستعادت بذلك «لغة التخوين والتهديد» التي واجهت بها سابقا رفيق الحريري. وكانت الثورة اتهمت الجمعة صحيفة المستقبل ب»التخطيط المشترك مع اسرائيل» ضد سورية و»زرع بذور التفرقة والفتنة بين الشعبين اللبناني والسوري». واضافت المستقبل «لم تكتف الثورة بوضعنا على قدم المساواة مع الاعلام الاسرائيلي بل ذهبت الى حد اتهام من سمتهم بالورثة باغتيال الرئيس الشهيد مستبيحة دماء الراحل الكبير زارعة مزيدا من الاحقاد وممارسة الاستفزاز استباقا للنتيجة» التي سيتضمنها التقرير الدولي. وتحمل المعارضة اللبنانية لهيمنة سورية على لبنان، «النظام الامني المشترك اللبناني السوري» مسؤولية في اغتيال الحريري. ورأت المستقبل «ان الحملة التي لا تحدها حدود اخلاقية او سياسية او ادبية تعكس حال الارتباك السوري المتفاقمة بعد استنحار غازي كنعان» وزير الداخلية السوري الذي اعلنت دمشق انتحاره الاربعاء. وكنعان هو احد المسؤولين السوريين الرئيسيين الذي استمعت لهم لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري خصوصا وانه ترأس استخبارات بلده في لبنان لمدة 20 عاما تقريبا قبل ان يعود الى سورية عام 2002. وكانت المستقبل رأت في تعليق الخميس ان وفاة وزير الداخلية هي «عملية قتل متعمدة من قبل النظام السوري بهدف ازالة حلقة رئيسية في الحقيقة» في اشارة الى المسؤولين عن اغتيال رفيق الحريري. كما ربطت وسائل اعلام لبنانية عدة بين انتحار كنعان والتقرير المتوقع ان يرفعه القاضي ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري الى الامين العام للامم المتحدة في الحادي والعشرين من الشهر الحالي. وتكثف هجوم الصحافة السورية على سياسيين لبنانيين معارضين لهيمنة سوريا، وابرزهم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري، نجل رفيق الحريري، والزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط، مع بدء العد العكسي لصدور التقرير.