في مثل هذا اليوم من عام 1797 وقّع نابليون بونابرت معاهدة (كامبو فورميو) مع النمسا. وُلد نابليون بونابرت في 15 أغسطس 1769م، في أجاكسيو في جزيرة كورسيكا الإيطالية. وكان الطفل الرابع لكارلو بونابرت وليتيزيا رامولينو وينتمي والده إلى عائلة إيطالية نبيلة. دخل نابليون، وهو في التاسعة من عمره، مدرسة أوتون وأمضى بها خمس سنوات، التحق بعدها بمدرسة فرنسية عسكرية، في مدينة براين، في فرنسا، ثم التحق بأكاديمية باريس العسكرية، وكان مستواه متوسطاً في معظم المواد الدراسية، إلاّ أنه كان متفوقاً في الرياضيات. في سبتمبر 1785م، تقلد رتبة ملازم ثانٍ في سلاح المدفعية في الجيش الفرنسي، وعمره ستة عشرة عاماً، وخدم في مدرسة تدريب ضباط المدفعية. وفي 1791م، رُقّي إلى رتبة ملازم أول، ثم إلى نقيب في عام 1792م. انضم إلى جماعة اليعاقبة التي طالب كثير من أعضائها بإعلان فرنسا حكومة ملكية دستورية. وفي عام 1793م، تمكن نابليون من حماية مدينة طولون، أثناء الثورة الفرنسية. ومكافأةً له، عُيّن قائداً للجيش الفرنسي، في إيطاليا، في فبراير 1794م. وفي 9 مارس 1796م، تزوج نابليون من جوزفين دو بوراني، وهي من أصل فرنسي، من المارتنيك في جزيرة الهند الغربية، وكانت تكبره بسته أعوام، ولها طفلان من زوجها السابق. وبحلول عام 1796م، أصبحت النمسا العدو الرئيسي لفرنسا. وبعد اندلاع الحرب بينهما كسب نابليون الحرب. وفي أقل من عام هزم أربعة جيوش، كان كلٌّ منها أكبر من جيشه. وحقق انتصاراً نهائياً بعد أن تقدم إلى جبال الألب مهدداً فيينا في أوائل عام 1797م. وفي 17 أكتوبر من العام نفسه وقّعت فرنسا معاهدة كامبو فورميو التي بموجبها توسعت أراضي فرنسا، وعاد نابليون إلى باريس فاستقبل استقبال الأبطال. انتقل بعد هذه المعارك إلى الحملة المصرية، التي أراد بها تهديد طريق بريطانيا إلى الهند. ففي مايو 1798م، أبحر نابليون إلى مصر على رأس جيش مؤلف من 38 ألف جندي، وفي يوليه هزم نابليون المماليك (حكام مصر العسكريين) في معركة الأهرامات، بالقرب من القاهرة. وكانت نقطة الضعف الأساسية في الحملة الفرنسية، هي ضعف البحرية الفرنسية، قياساً إلى البحرية البريطانية، وفي الأول من أغسطس من العام نفسه، دمّر الأسطول البريطاني بقيادة الأدميرال هوراشيو نلسون الأسطول الفرنسي، في معركة أبي قير البحرية. وفي عام 1799م، غزا نابليون عكا (في فلسطين)، ولكنها استعصت عليه، وصمدت أمام حصاره. فتراجع إلى مصر، حيث هزم الأتراك في أبي قير. وبعد ذلك سمع نابليون بهزيمة الجيش الفرنسي في إيطاليا، فعاد إلى فرنسا في 14 أكتوبر. وأصبح الزعيم الأول في البلاد. وسرعان ما اضطر إلى خوض معارك حربية مع الروس والنمساويين، ففي يونيو عام 1800م، فاجأ نابليون بجيشه النمساويين، وهزمهم في معركة مارنجو. وفي 8 مايو 1804م، انتخب مجلس الشيوخ والشعب في فرنسا، نابليون إمبراطورا لفرنسا. وقبض بشكل مطلق على السلطة، لينهي خمسة عشر عاماً من الاضطراب الداخلي. وفي عام 1809م، ذاق نابليون مرارة الهزيمة لأول مرة، على يد النمسا، إلاّ أنه سرعان ما انتقم لنفسه، عندما أحرز انتصاره الكاسح في معركة (واغرام)، في صيف العام نفسه. وفي عام 1810م، وصلت إمبراطوريته إلى ذروتها، بضم هولندا وأجزاء كبيرة من شمالي ألمانيا إليها. وفي يونيه 1812م، عبر جيش نابليون إلى روسيا، واندفع الجيش إلى موسكو، ليجدها خالية من السكان تقريباً. وبعد فترة وجيزة من دخول الجيش الفرنسي موسكو، دمرت النيران -التي أشعلها الجيش الروسي المنسحب- أجزاء كبيرة من موسكو، فلم يتمكن نابليون من تزويد جيوشه بالإمدادات، وأخذت جيوشه تكافح ضد العواصف الثلجية، ودرجات الحرارة المتدنية التي بلغت حد التجمد. وهلك في تلك الحملة نحو 500 ألف جندي فرنسي.