في مثل هذا اليوم من عام 1798 ألحق الأسطول الإنجليزي بقيادة الأدميرال نيلسون هزيمة ساحقة بالأسطول الفرنسي في معركة أبي قير البحرية على شواطيء الإسكندرية بعد شهور قليلة من الاحتلال الفرنسي لمصر في وقت سابق من العام نفسه، وكانت الحملة الفرنسية على مصر قد بدأت عام 1798م عندما قرر نابليون بونابارت غزو مصر والشام واتخاذهما قاعدة لإقامة امبراطورية فرنسية في الشرق وقطع طرق المواصلات بين بريطانيا ومستعمراتها في الهند، ورغم السهولة النسبية التي استولى بها الفرنسيون على مصر التي كانت خاضعة لحكم المماليك في ذلك الوقت فإن الحملة على الشام اصطدمت بالعديد من الصعوبات في مقدمتها المقاومة من جانب بعض المدن وتباعد المسافة بين القوات المتجهة إلى الشام وقواعدها في مصر حيث أصبحت هذه القوات وطرق إمدادها فريسة سهلة لهجمات مسلحي قبائل البدو في سيناء بمصر وفي فلسطين، وقتل كليبر على يد طالب سوري حلبي في الأزهر الشريف بمصر هو سليمان الحلبي ليخلفه الجنرال مينو على قيادة الحملة الذي سلم بفشلها فعقد اتفاقاً مع بريطانيا على خروج القوات الفرنسية من مصر عام 1801م. وكانت هزيمة الفرنسيين في معركة أبي قير الضربة القاسية التي بددت طموحات نابليون بونابرت في إقامة امبراطورية فرنسية في الشرق حيث انتهت الصلة بين الحملة وفرنسا باستيلاء الأسطول الإنجليزي خطوط المواصلات البحرية في البحر المتوسط، ولذلك فقد ترك نابليون الحملة عام 1799 وعاد إلى فرنسا، وبعد هزيمة أبي قير تعرض الفرنسيون لهزيمة أخرى على أسوار عكا عام 1799حيث قاد المقاومة فيها واليها التركي أحمد باشا الجزار في الوقت الذي ساعد فيه تفشي وباء الطاعون بين الجنود الفرنسيين في القضاء على هذه الحملة قضاء مبرماً.