في مثل هذا اليوم من عام 1799 سطا نابليون بونابرت على الثورة الفرنسية وقفز إلى كرسي الحكم لينصب نفسه في منصب القنصل الأول أو حاكم فرنسا. وكان نابليون بونابرت المولود في الخامس عشر من أغسطس عام 1769 من قادة الثورة الفرنسية التي تفجرت ضد ظلم النظام الملكي تحت وطأة فقر الشعب ومعاناته. وفي عام 1798 قاد القوات الفرنسية في مغامرة كبيرة من أجل احتلال مصر والشام لإقامة قاعدة لإمبراطورية فرنسية في الشرق من ناحية وقطع خطوط المواصلات بين انجلترا العدو اللدود لفرنسا ومستعمراتها في الهند. ونجحت المغامرة في مرحلتها الأولى عندما تمكنت القوات الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت من احتلال جزيرة مالطا في البحر المتوسط ثم احتلال مصر بسهولة نسبية، ولكن سرعان ما تلقت الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت ضربة قاصمة عندما حطم الاسطول الإنجليزي الأسطول الفرنسي في موقعة أبو قير البحرية مما أدى إلى عزل الحملة في مصر وقطع خطوط المواصلات بينها وبين فرنسا. وقد أدرك نابليون أن حملته محكوم عليها بالفشل في الوقت الذي نشب صراع على السلطة بين قادة الثورة الفرنسية فسارع نابليون بالعودة إلى فرنسا بعد أن ولى الجنرال كليبر قيادة الحملة في مصر. وعندما وصل نابليون إلى باريس كانت الأمور قد وصلت إلى حافة الهاوية ولكنه نجح بدهائه الشديد من تهدئة كل الأطراف ودفعهم إلى الاتفاق على توليه السلطة في التاسع من نوفمبر عام 1799م، وفي مايو عام 1804 أعلن نفسه إمبراطورا على فرنسا. وفي هذه الأثناء أرسل جيوشه لغزو الدول الأوروبية المجاورة بدعوى نشر مبادئ الحرية والإخاء والمساواة وهي مبادئ الثورة الفرنسية. وجنح به غروره إلى التفكير في غزو روسيا التي كانت تفصلها آلاف الأميال عن فرنسا وتحميها مساحات شاسعة من الجليد خاصة في فصل الشتاء. وانتهت هذه المغامرة بهزيمة مذلة للفرنسيين حيث فني الجيش الفرنسي بالكامل تقريبا وتوالت هزائم نابليون في أوروبا حتى كانت هزيمته في معركته الأخيرة التي عرفت باسم معركة الأمم أو معرك ليبزج بألمانيا في أكتوبر عام 1813م ، بعدها أطيح به في التاسع من إبريل عام 1814 ونفي إلى جزيرة (سانت هيلانة) بالمحيط الهندي ليقضي بها سبع سنوات حتى وفاته في الخامس من مايو عام 1821م.