لقد عشنا قبل أيام ذكرى اليوم الوطني، الذي مر مختلفاً هذا العام، فقد أصبح هذا اليوم عطلة رسمية لأنّه مناسبة يجب أن نقف عندها، لنتأمّل ما أنعم الله علينا فيه من نعم كثيرة وكبيرة، تستحق منا الحمد والشكر. فالحمد لله الذي أنعم علينا بالأمن بعد الخوف، وبالغنى بعد الفقر، وبالوحدة بعد الشتات، وبالقوة بعد الضعف. ونقف عند هذا اليوم لنتذكّر ملحمة بطولية سطّرها مؤسس هذه البلاد الملك عبد العزيز، طيّب الله ثراه، وأكملها أبناؤه من بعده باذلين حياتهم كلّها لإرساء قواعد الدولة الحديثة والمسيرة التنموية. إنّه يوم نتباهى فيه بهذا الوطن الغالي وما قدمه لنا من حياة كريمة، وتقدم، ورقي في كافة المجالات ونواحي الحياة, ومن المستوى المعيشي اللائق الذي يتمتع به المواطن السعودي. في هذا اليوم نرسل لكلِّ العالم وسائل نعبِّر فيها عن انتمائنا لوطننا، ولكلِّ شبر من أراضيه وعن حبنا العميق له، ونؤكد من خلالها تلاحم أبناء الوطن وتكاتفهم فيما بينهم ومع قيادتهم الرشيدة لرفعة راية الإسلام والتمسُّك به منهجاً في كلِّ شأن من شئون الحياة. في ذكرى اليوم الوطني نرفع أيدينا، ملحِّين في دعائنا، نسأل الله عز وجل أن يديم على هذا الوطن وقيادته وأبنائه النِّعم، وأن يحمي الجميع من كلِّ مكروه، وأن يغفر للمؤسس وأبنائه، ويوفِّق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وأن يأجرهم عنا الأجر العظيم.