وأنا في مناسبة (عشاء) في إحدى الاستراحات كان يجلس بجانبي رجل، وبعد مضي خمس دقائق أتانا شبل عمره يقارب العاشرة تقريباً وبيده دلة للقهوة سلَّم الشبل على الرجل الذي بجانبي ثم صبَّ له القهوة وهو يقول بكل ترحيب (يا هلا ويا مرحبا) وهكذا، بعدما ذهب هذا الشبل لكي يواصل في عملية صب القهوة، قال لي الجليس الذي بجانبي انظر ما شاء الله على هذا الصغير، قلت له هذا أعرف أباه هو الذي عوَّده على هذا الشيء لمقابلة الرجال وإكرام الضيوف. بعدها تطرقت لموضوع مهم كيف نعلِّم أطفالنا ونحن في الاستراحات؟ بعد المشاهدة ما يقارب تسع سنوات أو أقل عرف الناس الاستراحات التي هي شيء مهم بالنسبة للشباب لكي يقضوا فيها أجمل الأوقات من حيث الوجود كل يوم فيها دون رقيب من أحد بكامل الحرية والتصرف والتي دون شك أخذت نصيباً كبيراً من المنزل، ولاهتمام بعض الشباب في الاستراحات أعد فيها المطبخ الكامل بلوازم الطبخ يزيد على ذلك الثلاجة ووقود النار وحتى كل ما يقدم في الضيافة من الدلة أو أبريق الشاي أو مدخن الطيب، ويدخل فيها كذلك الحرية الكاملة لمشاهدة التلفزيون لجميع القنوات الملتقطة عبر الدش من المشفرة وغير المشفرة، والأغلبية من الشباب يجعل الاستراحة محل نومه، والمصيبة هنا لو كان متزوجاً لربما في فترة الإجازات الأسبوعية، وكذلك الدراسية إن كانوا طلاباً يدرسون. سؤال مهم للشباب: هل يا ترى الاستراحات يوجد فيها كامل الحرية لكي تبتعدوا عن منازلكم وأهم شيء أطفالكم..؟ والأهم من ذلك، لماذا تعاقبون أطفالكم حينما لا يعرفون يمسكون بالدلة أو يرحبون بالرجال، وأنتم تذهبون ليلاً ونهاراً للاستراحات ولكي تضيفوا فيها ضيوفكم دون علم من عائلاتكم وما لا يشاهده أطفالكم لكي يتعودوا عليه..؟ أسئلة كثيرة موجهة لجلساء الاستراحات خاصة الشباب الذين هم أساس المستقبل، ومن خلال ذلك أشكر جريدة الجزيرة التي تطرح مواضيع مهمة هادفة في سبيل القارئ الكريم. [email protected]