في مثل هذا اليوم من عام 1917 أعلن اختيار الزعيم ليون تروتسكي رئيسا لمجلس سوفييت مدينة بتروجراد أهم المدن الروسية في ذلك الوقت. جاء هذا الاختيار في الوقت الذي كانت نيران الثورة الشيوعية تتقد في روسيا وهي الثورة التي انتهت في ذلك الشهر بانتصار الشيوعيين والإطاحة بالقيصر نيقولا. ولد تروتسكي في السابع من نوفمبر عام 1879 وانضم إلى الحزب البلشفي وهو الاسم الذي أطلق على الحزب الشيوعي في روسيا قبل الثورة الشيوعية. وأصبح أحد أبرز قادة الحزب والثورة. كما قدم قراءة مستقلة للفكر الماركسي مما أدى إلى اصطدامه مع رفاق الثورة حيث اضطر إلى الخروج من روسيا والحياة في المنفى. وبعد قليل من توليه رئاسة مجلس سوفييت مدينة بتروجراد لعب دورا رئيسيا في القضاء على أعداء الثورة. ثم تولى تأسيس وقيادة الجيش الأحمر كجيش للدولة الشيوعية الجديدة بهدف القضاء على أي خطر كان يمكن أن تمثله النخبة العسكرية في الجيش القيصري المنحل. وكان أول من شغل رئاسة مفوضية الشؤون الخارجية وهي ما تعادل وزارة الخارجية في الدولة الشيوعية الوليدة. وبعد رحيل الرئيس دخل تروتسكي في صراع على السلطة مع جوزيف ستالين الذي قفز إلى القمة بعد رحيل لينين عام 1923م. وانتهى الصراع على السلطة الذي ميز الحالة السياسية الروسية في تلك الفترة بهزيمة تروتسكي الذي اضطر إلى ترك الحزب الشيوعي مطرودا وكذلك الخروج من الاتحاد السوفييتي منفيا. وفي المكسيك تعرض لعملية اغتيال ناجحة على يد عميل سوفييتي يدعى رامون ميركادير في الحادي والعشرين من أغسطس عام 1940م.وقد ترك تروتسكي قراءة مستقلة للماركسية عرفت باسم التروتسكية وهي تميل إلى التطرف والعنف وتدعو إلى الثورة المسلحة لتحقيق أهداف النظرية الماركسية.