في مثل هذا اليوم من عام 1928 قام الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين بإبعاد ليونتروتسكي، أحد قادة الثورة البلشفية ومن أوائل مؤسسي الدولة السوفيتية إلى إقليم «ألما- أتا» بآسيا الوسطى السوفيتية، حيث عاش هناك في منفى داخلي لمدة سنة إلى أن قام ستالين بنفيه خارج الاتحاد السوفيتي إلى الأبد. ولد تروتسكي في أوكرانيا لعائلة روسية حيث اعتنق المذهب الماركسي أثناء فترة المراهقة وترك الدراسة الجامعية بجامعة أوديسا لكي يساعد على تنظيم اتحاد العمال السري لجنوب روسيا، وتم القبض عليه في عام 1898 بسبب أنشطته الثورية وسجنه، وفيما بعد تم نفيه في عام 1900 إلى سيبيريا. واستطاع تروتسكي أن يهرب إلى انكلترا ومع اندلاع الثورة الروسية عاد إلى روسيا حتى تم نفيه مرة أخرى إلى سيبيريا عند انهيار الثورة، إلا إنه استطاع الهرب مرة أخرى في عام 1907. تم تعيين لينين وزيراً للخارجية حيث قام بالتفاوض مع الألمان لإنهاء المشاركة الروسية في الحرب العالمية الأولى، وفي عام 1918، أصبح مفوضاً للحرب وقام بالمبادرة لبناء الجيش الأحمر الذي نجح في هزيمة المعارضة المناهضة للشيوعية خلال الحرب المدنية الروسية. وفي أوائل العشرينات، ظهر أن تروتسكي سيكون خليفة لينين، إلا أنه خسر معركة الخلافة بعد مرض لينين في عام 1922. بعد ذلك ظهر جوزيف ستالين قائداً للاتحاد السوفيتي، وقام تروتسكي بالدعوة إلى الاستمرار في الثورة العالمية التي تؤدي في النهاية إلى تفكيك الدولة السوفيتية، الأمر الذي يعد مناهضة لسياسات ستالين المعلنة، كما أنه قام أيضاً بانتقاد النظام الحاكم الجديد لقمعه الديموقراطية بالحزب الشيوعي والإخفاق في وضع خطة اقتصادية مناسبة. في يناير 1928 بدأ نفي تروتسكي في ألما-أتا وفي يناير من العام التالي تم طرده من الاتحاد السوفيتي. وقامت حكومة تركيا باستقباله حيث استقر في جزيرة بيرنيكبو، حيث عمل على الانتهاء من تأليف سيرته الذاتيه وتاريخ الثورة الروسية. وبعد أربع سنوات من العيش في تركيا، انتقل تروتسكي للعيش في فرنسا ثم النرويج وفي عام 1936 تم منحه اللجوء السياسي في المكسيك. وبعد الاستقرار في المكسيك مع عائلته تم اتهامه غيابياً بالخيانة العظمى أثناء قيام ستالين بالقضاء على غرمائه السياسيين. وفي 20 اغسطس 1940 سقط ضحية لهجوم على يد الشيوعي الاسباني رامن ميركادر الذي تسبب في إصابته بأداة حادة حيث توفي في اليوم التالي.