ما زال أبطال طاش يواصلون مسلسل انحدارهم، ويبدو أنهم أصبحوا (يستمتعون) بذلك الانحدار فبعد الحلقتين الماضيتين والفاشلتين أكاديميا وجماهيريا.. هاهم يثبتون إفلاسهم وفقرهم الدرامي وذلك بتقديم حلقة لا مناسبة لها.. ولا داعي لبثها في مثل هذا الوقت. الفقر الدرامي بدأت حلقة (في مثل هذا اليوم) بداية كنا نتوقع من خلالها أن هناك رحلة عائلية لأسرتي أبو هزار وأبو محمد ولكن فوجئنا بأن السنوات تعود بنا إلى الوراء وتحديدا قبل 15 سنة من الآن. والأحداث تدور عن حرب الخليج الثانية في عام 1990م هنا يكمن الإفلاس فعندما يتم تقديم حلقة بعيدة عن الواقع من الطبيعي ألا يتفاعل مع أحداثها الجمهور لأنها بعيدة عن همومهم وحياتهم اليومية، وعلاوة على هذا الإفلاس قدم جزء كبير من الحلقة بطريقة السرد (شخصية تروي أحداث العائلة) وهذا خطأ كبير لأن علم الدراما لا يوجد مكان للسرد فيه. مشاهد غير حقيقية احتوت الحلقة على مشاهد لم تقدم فيها الحقيقة كما يجب فعندما رأينا العائلة القادمة من الكويت هربا من الحرب وبحثا عن الاستقرار والأمن في السعودية وجدنا أن أول من استقبلهم لم يعطهم معلومة مفيدة وحاول إظهار خفة دمه بطريقة سخيفة لا تتناسب مع سخونة الحدث. وهذا المشهد لا يعكس الحقيقة فجميع الأسر الكويتية في أيام حرب الخليج فتحت لهم أبوابنا وبيوتنا وقدمنا لهم كل ما يحتاجون وهذا من واجب الأخوة والجيرة. شخصية هزار لم تعد شخصية هزار تدغدغ مشاعر وأحاسيس الأطفال.. لأنها أصبحت مكررة ولا يوجد فيها أي جديد حتى في اللزمات التي يرددها هزار صارت مستهلكة وغير مضحكة. تساؤل بعد 15 سنة تقدم حلقة تتحدث عن أزمة الخليج وهذا يقودنا لتساؤل مهم وخطير: هل هذه الحلقة كانت مدرجة منذ فترة ولم تتم إجازتها من قبل التلفزيون السعودي وتم تقديمها عبر الmbc أم أن هناك أمرا آخر.. وراء هذه الحلقة التي لم تأت في مناسبتها أبدا؟ العنصر النسائي كل العناصر النسائية التي شاركت في الحلقة ظهرت بشكل يومي أنها لقنت الحوار فلفظته ورددته دون أي مشاعر أو انفعالات معبرة.. لذلك شاهدنا الحوارات التي تمت بين أفراد العائلة مملة.. وجامدة وبعيدة عن الدراما الحقيقية. إصرار على الفشل لا أدري لماذا يصر أبطال طاش على مشاركة (إبراهيم الفريان) رغم عدم وجود موهبة التمثيل لديه ومعظم المشاهد التي شارك فيها أثبتت فشلها ولعل آخرها المشهد الذي كان في نفس هذه الحلقة فما السر في تواجده المستمر والمزعج في مشاهد طاش؟ الأخطاء الواضحة حلقة السهم الملتهب كانت مليئة بالأخطاء الواضحة التي كان أولها الطرح السطحي لقضية كبيرة وشائكة كالأسهم بتفاصيلها الاقتصادية وسلبياتها وإيجابياتها وكيفية تحكم صُناع السوق فيها (Market Maker). فتناول هذه القضية يجب أن يكون شاملا وكاملا بكل الأبعاد، وبالعمق الدرامي الذي يجعل المشاهد يعايش الواقع ويضحك بمرارة.. وهذا مالم نشاهده فظهرت الحلقة وكأنها من صُنع مُشاهد عادي بل وكلها اجتهادات لم ترتق لمستوى الكوميديا أو الدراما التراجيدية الحقيقية لأننا شاهدنا انتقالاً مفاجئا للأحداث وأفعالاً درامية غير متصلة مع بعضها. شخصية فؤاد بكل أمانة فشخصية (فؤاد) لم تعد تضحكنا كما في السابق لأنها أصبحت قديمة ومستهلكة وفيها كم كبير من (الاستهبال) الذي يعتقد فيه واهماً الممثل (ناصر القصبي) أنها كوميديا حقيقية، بينما الواقع عكس ذلك، فمعظم المتابعين أصيبوا بخيبة كبيرة.. وملل شديد من هذه الشخصية المكررة التي باتت تتكرر عليهم كل عام وبأوضاع مختلفة. وكذلك الحال مع شخصية خال فؤاد التي يتقمصها باستمرار الممثل (يوسف الجراح) فلم تعد حركاته أو لهجته الحجازية أو حتى تعابير وجهه المفتعلة مُضحكة، كما كانت لأن الجمهور مَلّ و(طَفش) وأصبحت هذه الشخصيات بحاجة إلى الكثير من الابتكار والتجديد. الإعلانات التجارية لا يزال أبطال طاش يستغلون بعض المشاهد لتمرير إعلانات تجارية لمنتجات غذائية من أجل الكسب المادي ودون أدنى مراعاة لشعور المشاهد. ففي المشهد الذي يتخيل فيه فؤاد خصمه (الهامور) في سوق الأسهم أثناء تناوله للغداء لاحظنا كيف ركزت الكاميرا على بعض المنتجات على الطاولة في مشهد لم يكن له ضرورة أبداً أي أنه تم إقحامه عنوة بهدف الربح المادي فقط!! سلق بيض اتضح من خلال حلقة الأسهم أن من قام بصياغة السيناريو والحوار لم يلم بأبجديات الدراما المتعارف عليها حتى عند أنصاف المثقفين درامياً، فالمتعارف عليه أي الحلقة تبدأ بمشهد افتتاحي، ثم تتوالى أحداثها تصاعدياً وبشكل منطقي بعيداً عن الافتعال واقتحام مشاهد المبالغة والتهويل، كما ان ختام الحلقة يجب أن يتفق مع قمتها الدرامية، وهذا ما لم يُراعه كاتب السيناريو الذي بان وكأنه لا يعرف شيئا عن حيثيات الدراما وتفاصيلها. عندما يصل الفنان الكوميدي لمرحلة لا يستطيع فيها أن يُقدم النكتة بتلقائية وببساطة لتصل لوجدان المتلقي هذا يعني أن الفنان يُعاني من خلل الأمر الذي يُجبره على إعادة حساباته من جديد، وهذا لا يُقلل من مكانته الفنية، ولكن مواصلته لأسلوب الاستهبال تدل على أنه لا يُراعي شعور المُشاهد.. وكُل ما أخشاه على أبطال طاش 13 هو استمرارهم باستنساخ نفس المواقف الكوميدية بنفس العبارات والجمل في الحلقات القادمة عندها سيهجر الجمهور طاش بلا رجعة.