تكشف الإحصاءات والأرقام الرسمية الصادرة عن جمعيات تحفيظ القرآن الكريم عن النمو المطرد في أعداد مرتادي حلقات التحفيظ، وتضاعف الحفظة كل عام. وهذه من المبشرات بالخير، ودليل على خيرية الأمة والتفاؤل بمستقبل أفضل - بإذن الله - على يد الجيل الجديد الذي يبدأ مسيرته الحياتية بحفظ كتاب الله وتدبُّره والعمل به. ولكن كيف نستفيد من هؤلاء الحفظة من الشباب في الساحة الدعوية؟ وكيف نفعِّل دورهم في ارتياد المنابر، وإلقاء الخطب، والمشاركة في المحاضرات، ودعوة الناس إلى الالتزام بدين الله بالحكمة والموعظة الحسنة؟ طرحنا هذه القضية على ثلة من المشايخ والقائمين على حلقات التحفيظ، الذين أكدوا على ضرورة وضع الخطط الدعوية لاستيعاب حفظة كتاب الله في الحقل الدعوي، وإعطائهم الدفعة والثقة ليكونوا دعاة المستقبل، فهم يتسلحون بالعلم النافع، ويتحصنون من الأفكار الهدامة. تحصين الشباب بداية قال فضيلة رئيس محاكم المنطقة الشرقية المساعد نائب رئيس الجمعية بالمنطقة الشرقية الشيخ عبد الرحمن بن محمد الرقيب: إن مما يزيد المسلم أماناً واطمئناناً ويثلج صدره ويملأ قلبه إيماناً ويقيناً أن يرى جهات مسؤولة حكومية وأخرى أهلية تسعى جاهدة إلى الأخذ بأيدي الشباب إلى أعلى المراتب وأفضل المكاسب، تسعى بكل ما أُوتيت من قوة وإمكانيات إلى توجيه الشباب التوجيه السليم ليكونوا أعضاء صالحين في مجتمعهم؛ يحترمون أمتهم، عناصر بناء وتطوير لبنات طيبة مستقيمة في بناء هذا البلد المبارك؛ مما أدى إلى نتائج مباركة لدى أوساط المجتمع، وبخاصة الشباب منهم وطلاب وطالبات الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، وهم مَن يمثلون الشباب الصالح المرتبط بكتاب الله عز وجل تلاوةً وحفظاً وتجويداً، ويمثلون واقعاً عملياً ينعكس على عقائدهم وأفكارهم وأخلاقهم ومعاملتهم مع الآخرين. وأشار الشيخ الرقيب إلى الإقبال الكبير على حلق تحفيظ القرآن الكريم في السنوات الأخيرة في الوقت الذي كثرت فيه المغريات والملهيات وتنوعت أساليب الدعاية والإثارة وتعددت فيه وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة والشبكات العنكبوتية التي غزت القلوب والأفكار. وقال: إن هذا يتطلب منا بذل المزيد من إعداد هؤلاء الشباب ليكونوا دعاة لغيرهم في أفكارهم وسلوكياتهم، فالقدوة الصالحة هي خير دعوة إلى الله، سواء كان ذلك بأقوالهم أو بأفعالهم، ويستوجب منا تحصين الشباب من الأفكار الضالة والغلو والتطرف وحثهم على الوسطية والاعتدال؛ امتثالاً لقول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أمة وَسَطًا}(البقرة: 143). وزاد فضيلته قائلاً: ويمكن الاستفادة من هذه الأعداد الكبيرة من شباب الحلقات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ممن حفظوا القرآن الكريم في العمل الدعوي بإبراز هؤلاء الشباب في الملتقيات والندوات والمؤتمرات وجعلهم القدوة للشباب الآخرين؛ حتى يقتدوا بهم ويجعلوهم قدوة لهم، وتخصيص جوائز تشجيعية على مستوى المملكة العربية السعودية لتشجيعهم؛ كي يقتدي بهم غيرهم من الشباب الآخرين، وأن يقوم هؤلاء الشباب بزيارات ميدانية للمدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية لبيان ما يحملون في صدورهم من هذا الكتاب العظيم ولتشجيع غيرهم على الالتحاق بهذه الحلق التي تحمل الخير الكثير، وبذلك نجعل من هؤلاء الشباب دعاةً محصَّنين بسلاح الإيمان والتقوى؛ أعضاء صالحين في مجتمعهم ضد مَن تسوِّل له نفسه العبث بأمن هذا البلد ومقدراته، يقدرون ولاة أمرهم وعلماءهم، وبذلك تكون القدوة والدعوة. الديوان المفتوح من جانبه قال الشيخ جبران بن سالم الفيفي رئيس المحكمة العامة بمحافظة خميس مشيط رئيس الجمعية بالمحافظة: إن الشباب عنصر حركة الأمة، ومصر طاقتها، ودليل حيويتها، وسبيل نهضتها، إنهم العطاء المتجدد، والقوة المنتجة. الشباب هم الدماء المتدفقة، عندهم القبول السريع بكل جديد، قوة وجموح واندفاع وطموح، تيار دافق وطاقة متوقدة. والناشئة في بكور حياتهم ديوان مفتوح، وسجل ناصع، يتلقى ما يرد عليه من حق أو باطل، أرض تنبت أي غراس من صحيح العقائد ومفاسدها، ومن مكارم الأخلاق ومساوئها، (كل مولود يُولد على الفطرة، فأبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه)، مؤكداً أن عقول الشباب هدف لأعداء المسلمين الذين تنوعت وسائلهم؛ ليوقعوا الشباب في شركهم، وليزجوا بهم في وحل الفتن تارة، ويلقوا عليهم الشبهات تارة أخرى؛ ليُرْدُوهم ويُوردوهم مستنقع الهوى والشهوات، ويُغرقوهم في الملهيات والمحرمات، ولا أنفع - بإذن الله - للشباب من التحصُّن بعلم الشريعة؛ حيث يزيد الإيمان، وينير البصيرة، ويهذب النفس، ويرفع عن دنيء الأفعال، طالبه منظوم في سلك العلماء: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} (المجادلة: 11). والقرآن العظيم حصن حصين لشباب الأمة؛ لأن كلام رب العالمين بتلاوته تتنزل السكينة، وبتدبره يزيد الإيمان، نور يبدِّد الظلمات، قال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ}(المائدة: 15). وأشار إلى أن انتشار حلقات القرآن الكريم في بيوت الله تعالى في هذه البلاد، ورعاية ولاة الأمور لها، أمر يدعو إلى الفخر والاعتزاز، ولقد صان الله بها كثيراً من الناشئة عن الانحراف، وحفظ الله بها الدين. كم انتفع بها من يتيم، وكم أسدت إلى الناشئة من معروف، وكم أوصدت من أبواب الشرور، وكم وسعت من مدارك، وكم فتحت من آفاق. والقرآن الكريم أصل العلوم وأساسها، ومنه تُؤخذ الآداب والأخلاق. وتوجيه الآباء أبناءهم إلى حفظ كتاب الله تعالى حفظ لهم من الشرور والفتن، وحصن من توغل الأفكار المنحرفة إلى عقولهم. والمتتبع لإنجاز الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم يلحظ تطوراً كمياً وكيفياً في مخرجاتها من حفظة القرآن الكريم عاماً بعد عام؛ مما يجعلها بحق محاضن خير لرعاية حفظة القرآن الكريم. وقال الشيخ الفيفي: لذلك فالمسؤولية عظيمة على الآباء والأمهات في مزيد من الارتباط بأولادهم وتوجيههم إلى ما ينبغي أن يكونوا عليه من الفضيلة والخلق، وعدم اغترارهم بما قد يسمعونه أو يرونه من زيغ وضلال يأتي من أي مصدر. وأيضاً على المعلمين والموجهين التركيز في ربط الجيل الحاضر بالجيل السابق بالقيم والترابط والتراحم والتواصل، وكذلك الأئمة والخطباء والدعاة عليهم مسؤولية في مداومة وعظ الناس، وتوجيه الناشئة منهم إلى الخير، والحرص على رعاية حقوق ولي الأمر والآباء والأمهات والمسؤولين، والتحذير من الفتن وما يدعو إلى التفريق والاختلاف، وعدم الاغترار والتأثر بما يُقال هنا وهناك أو يفد من خارج هذا المجتمع الطيب بغرض الإساءة إليه وإلى قادته وعلمائه. وشدَّد في هذا السياق على مسؤولية وسائل الإعلام المختلفة في هذا الجانب، موضحاً أن الإعلاميين عليهم مسؤولية كبيرة؛ لأن الإعلام نافذة واسعة على المجتمع، والشباب في حاجة إلى نصيب وافر منه بالتوجيه والإرشاد والنصح. والتعرض للدين المتين باللمز أو لأهله بالسخرية والغمز يوغر الصدور ويؤجج المكامن، والثناء على الناشئة واحتواؤهم وتوجيههم إلى الطريق القويم حماية لهم لئلا يتلقفهم الأعداء بحلاوة اللسان وحسن البيان. اعتماد المنهج الوسطي ويقول سعادة المهندس عبد العزيز بن عبد الله حنفي رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة: إن هذه الأعداد المتزايدة من حفظة كتاب الله الكريم بنين وبنات هي من نسيج المجتمع وأبنائه، وزيادة أعدادهم سنوياً مؤشر إيجابي على توسع شريحة الشباب والفتيات الذين تلقوا تربية وتعليماً منضبطاً بمنهج القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. ونحن نتمنى أن يتخرج جميع أبناء وبنات هذه البلاد المباركة في حلقات التحفيظ؛ لإدراكنا أن ذلك العدد مهما ازداد وتوسع فهو عامل نجاح وصمام أمام لعقلياتهم من أي فكر دخيل أو ضالٍّ. وأضاف: إن الجمعيات تعتمد المنهج الوسطي المبني على الاقتداء بالسلف الصالح الذين يمثلون القدوة في مواقفهم وتحرِّيهم الحق دون إفراط ولا تفريط. وحلقات تحفيظ القرآن من خلال تعليم القرآن الكريم وفق ذلك الأساس للناشئة تغرس فيهم قيم القرآن الكريم وآدابه، وهي بذلك تؤدي الدور المهم الذي لا يمكن الاستغناء عنه، فالشباب يملكون من الطاقات والاندفاع والتقبل للجديد ما يجعلهم مستعدين للقيام بأدوار رئيسة وذات تأثير كبير دون إدراك حقيقي لماهية وخطورة الأدوار التي يؤدونها وهل هي في الخير أو الشر. وأسباب عدم إدراكهم وانسياقهم خلف أفكار لا يملكون تصوراً واضحاً عنها تتوقف على نوعية التربية السلوكية والفكرية التي نشؤوا عليها. وكل أولئك المخربين من الفئة الضالة يعتقدون صحة جرائمهم وصواب ما اقترفته أيديهم؛ لأن عقولهم - الخالية من أي توجيه مسبق - تشربت الفكرة التي قدمت لهم في ظل عدم وجود ما يوضح خطأها وفداحتها، فأصبح لدى الشباب منهم هدف يسعى لأجله ولو كانت التضحية ضد أهله ومجتمعه المسلم المحافظ؛ لأنه اقتنع بفكر ودفع الثمن لأجله، {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}(الكهف: 104). لذلك تسعى مؤسسات التربية والدعوة، ومنها جمعيات القرآن الكريم، إلى إيجاد المرجعية الفكرية للشباب؛ حتى تكون لهم ملاذاً يعرضون عليه ما يستجد من أفكار أو دعوات، ويميزون به بين النافع والضار، وبين رضى الله وسخطه. وأبرز المهندس حنفي أن الاستفادة من هذا العدد الكبير من الخريجين من حلقات تحفيظ القرآن الكريم ممكنة من خلال صناعة القدوة في الشخصية، فالحافظة تعتبر أماً وزوجة مثالية، وكذلك الشاب الملتزم الحافظ للقرآن الكريم يفترض فيه أن يكون داعية بأخلاقه وتعامله ومظهره وكلامه، ولا يقتصر ذلك على الملتحقين بالهيئات الدعوية دون غيرهم، فنحن نعلم أن الدعاة الذين نشروا الإسلام في جنوب شرق آسيا وغيرها من البلاد لم يكونوا مبتعثين من هيئة خيرية أو منظمة إسلامية ولم يدخلوها بالسيف، بل كانوا دعاة بالقدوة الحسنة والتعامل الصادق والسمت الحسن، ومع اشتغالهم بالتجارة وكونها أحد العوامل التي دفعتهم إلى الذهاب إلى تلك الأصقاع إلا أن تكوينهم الإسلامي وشخصيتهم السوية والتزامهم بالمنهج النبوي الكريم في التعامل الحسن أسهم في تحويل تلك الشعوب إلى الدين الإسلامي دون أن يفرضوه على الناس بالقوة والإكراه كما هو حال التكفير لدى البعض، فلو أدرك الناس تأثير المنهج الإسلامي في الداعية نفسه ورأوا إيجابياته على حياته وتعامله وسلوكياته فإن ذلك يكفي لإقناع عدد كبير منهم بأنه المنهج الصحيح. وقال: إن الكلام المقترن بالفعل أبلغ وأقوى تأثيراً من الذين يقولون ما لا يفعلون، وإذا اقترنت تلك الشخصية الإسلامية المنضبطة بالعمل الدعوي فهو عامل نجاح وتركيز للجهود والطاقات، ولا شك أنه سيعود بالفائدة على المجتمع، وخصوصاً في هذه المرحلة. لذلك فالاستراتيجية من وجهة نظري لا بد أن تشتمل على بناء الشخصية السوية (القدوة) وتحديد احتياجات العمل الدعوي، كما أن النظام المؤسساتي له أثره في إنجاح الاستفادة من طاقات الشباب وتوجيهها بقوة تجاه الاحتياجات التي حُدِّدت مسبقاً. وحلقات ومدارس تحفيظ القرآن الكريم في المملكة تمثل أولى القنوات التي تستقطب الخريجين؛ نظراً إلى الحاجة الماسة للمعلمين والمعلمات السعوديين في الحلقات باعتبارها أهم مؤسسات (الدعوة التربوية) في المجتمع، وتفتقر إلى العدد الكافي من المعلمين الأكفاء الذين يتحملون مسؤولية التربية والتوجيه. مكارم الدولة أما فضيلة الأمين العام للمجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم المكلف الشيخ عبد الله بن حمد المزروع فبدأ حديثه قائلاً: لقد اختص الله - جلَّ ثناؤه - هذه الأمة بخصائص متعددة، وأفاض عليها نعماً متجددة، قال تعالى: {وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} (إبراهيم: 34). ألا وإن من أجلِّ هذه النعم، وأعظم تلك المنن، هذا القرآن العظيم الذي أنزله الله حجة بالغة على العالمين، ومعجزة خالدة إلى يوم الدين، قال تعالى: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}(الإسراء: 88). وأضاف: ومن هنا جاءت العناية الفائقة بالقرآن الكريم في هذه البلاد المباركة حرسها الله وأدام عزَّها. فمن وجوه تلك العناية والاهتمام إنشاء معاهد وكليات متخصصة بالقرآن الكريم وعلومه في الجامعات، وإنشاء إذاعة للقرآن الكريم، وتنظيم المسابقات المحلية والدولية في حفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره، وتطوير هذه المسابقات باستمرار كي تحقق غاياتها النبيلة في حثِّ شباب المسلمين على حفظ القرآن الكريم، والإقبال عليه، وتدبُّر معانيه، والعمل بأحكامه. كما أن من أعظم ما أُنجز لخدمة كتاب الله تعالى إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة النبوية الذي يعدُّ بحق أعظم صرح في مجال العناية بكتاب الله تعالى طباعةً، وتصحيحاً، وترجمةً لمعانيه، ونشراً له في جميع أرجاء المعمورة. وكذلك مكرمة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بتخفيف مدة السجن عمَّن يحفظ كتاب الله تعالى؛ تشجيعاً له، ولتربيته عليه، وتوجيه اهتمامه إليه. وأيضاً إنشاء الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، واحتضانها ورعايتها مادياً ومعنوياً، وتخصيص الإعانات السنوية لها، ومنحها الأراضي التي تقيم عليها مبانيها؛ رغبة في تقويتها وتحقيق مقاصدها الخيِّرة. وأكد الشيخ المزروع أن لهذه الجمعيات آثاراً عميقة في شباب الأمة في تشجيعهم وحثهم على الإقبال على حفظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده وتدبُّر معانيه والعمل به، فتبنى عقولهم على آداب القرآن وأخلاقه، وبذلك يتم حفظهم من الزيغ والانحراف، ويجعلهم في حصن حصين من الاتجاهات والمغريات الفكرية المشبوهة والمنحرفة، وتتسع مداركهم ليكون لهم دور أكبر في نفع مجتمعهم الذي يعيشون فيه من حيث نشر كتاب الله والدعوة إلى الله على بصيرة وتبصير المجتمع بأمور الدين والدنيا وفق منهج إسلامي معتدل. كما يظهر أثرها بصورة واضحة وجلية في شغل أوقات الناشئة من بنين وبنات بما يعود عليهم بالنفع والفائدة لأنفسهم ولأوطانهم ومجتمعاتهم، ولا سيما في هذا الزمان الذي تنوعت فيه أساليب التشويه والدس على الإسلام وأهله.