بلغ عدد الملتحقين بالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة حائل من الذكور والإناث أكثر من ستة آلاف طالب وطالبة يدرسون في أكثر من ثلاثمائة حلقة في المساجد ومدارس البنات، والدور النسائية في مدينة حائل والمحافظات التابعة لها. وفي تقرير للجمعية أكد رئيسها الشيخ ناصر بن فراج الفريدي على أهمية المصادر الثابتة للتمويل، مبينا ان الاعتماد على التبرعات والهبات لا يخدم الجمعيات لاسيما في الفترة الحالية لكون الجمعيات ومؤسسات العمل الخيري قد تزايدت أعدادها، وكثر الطلب على رجال الأعمال، وأهل الخير من أجل ذلك فمن الأفضل للجمعيات السعي في اقامة مشروعات استثمارية تخدم أهدافها، إما عن طريق الشراء، أو الوقف، أو المساهمات الوقفية الخيرية. ولاحظ الشيخ الفريدي أن الطالب المنتظم في الحلقات الحريص على حفظ واتقان كتاب الله متفوق دراسيا، ومتقدم في مستواه العلمي، مشيرا الى أنه ليس هناك تعارض بين التحصيل العلمي بالمدرسة، والانتظام بالحلقة، بل ان حفظ كتاب الله ثبت أنه يقوي ملكة الحفظ لدى التلميذ، وما يتعلل به بعض الطلبة، أو أولياء أمورهم هو مجرد وهم، علما بأن الدراسة في الحلقات تتوقف قبل موعد الاختبارات بوقت طويل. وقال رئيس الجمعية بمنطقة حائل: انه اذا توفر المعلم التربوي المتقن المحتسب للثواب والأجر أولا من عند الله عز وجل استفاد الطلبة، وقويت مستوياتهم مع أهمية الوسيلة التعليمية سواء منظورة، أو مسموعة، مؤكدا على أن من أهم السمات التي يجب أن يتحلى بها المعلم الإلمام والاتقان لكتاب الله عز وجل حفظا وتجويدا، والقدوة الحسنة في شخصيته من الاتزان، والحكمة، والخلق الكريم. واستنكر فضيلته مهاجمة حلقات تحفيظ القرآن الكريم واتهامها بتكريس الغلو والتطرف وقال: ان هذا الاتهام حلقة ضمن سلسلة من الاتهامات يوجهها أعداء الاسلام للعمل الاسلامي والدعوي بكافة، وسائله وقنواته، فمنذ بزوغ شمس الاسلام وأعداؤه يتربصون به، ومصداق ذلك قوله تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)، فهي حجج داحضة، واتهامات باطلة، بل ان القرآن الكريم يقوم اعوجاج الأخلاق، ويهدي الى كل عمل فاضل يحارب العنف، ويدعو للوسطية، واحترام الآخر. أما عن واجب القائمين على هذه الجمعيات، فقال الشيخ الفريدي: ان الواجب عليهم هو الثبات على الحق، وعدم الالتفات لهذه الدعاوى، والمضي قدما لنيل الخيرية الموعود بها قال عليه الصلاة والسلام : (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، ومع هذا يجب توخي الحذر، وعدم تجاوز الآداب المرعية، ومراقبة الشباب، وتربيتهم على الفقه في التعامل لسد الذرائع، وتفويت الفرصة على الأعداء المتربصين، وتوجيه حماس الشباب الى ما يفيدهم في دنياهم وآخرتهم. وبين رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة حائل ان عدد الحفظة والمنتظمين في الحلقات نسبتهم قليلة جدا في احصائية الشباب في البلاد، ولكي يستصلح الشباب فالأمر يحتاج الى تضافر جهود كبيرة من المؤسسات التربوية، والدعوية، والاجتماعية للمساهمة في حل مشكلات الشباب، مشددا على دور الاسرة في هذا الجانب. واختتم فضيلته قائلا: ان الحفظ في سن مبكرة أسهل منه في سن متأخرة، حيث من الأفضل تشجيع الناشئ على الحفظ منذ سن السادسة، أو السابعة، وقد ثبت بالتجربة أن الطالب الذي يحفظ في هذه السن، ويواصل المراجعة يبقى بإذن الله حفظه طويلا لعدم انشغال ذهنه، ويكون أدعى لعدم التفلت، وحينما تتابع الأسرة ابنها، وتحرص على تربيته على كتاب الله يصبح بإذن الله لبنة صالحة في بناء المجتمع، وفي نظري هذا هو الحل الأمثل لمشكلة انحراف الشباب، بل هو الاجراء الوقائي لأي انحراف بإذن الله.