واصلت دارة الملك عبدالعزيز فعاليات مشروعها في منطقة نجران وعقدت لقاءً مفتوحاً للأمين العام للدارة الدكتور فهد بن عبدالله السماري مع المثقفين والمثقفات والباحثين والمهتمين بالتاريخ والموروثات الشعبية في منطقة نجران، حيث قدم الدكتور السماري في مستهل اللقاء نبذة عن المشروع وخطة العمل التي ستنفذها الدارة لجمع وتوثيق تاريخ منطقة نجران بكل الطرق والأساليب المختلفة للتوثيق ومن ثم نشر ذلك في الكتب وإتاحة الفرصة للباحثين والمهتمين للاطلاع على تلك النتائج بغية الاستفادة منها في بحوثهم ودراساتهم، وكذلك تزويد المطبوعات الدورية المحكمة بالمقالات والتقارير الموثقة بعد الانتهاء من التوثيق ومن ثم مراجعة المعلومات وفق لجان متخصصة، وبين أن فرق الدارة ستجوب محافظات المنطقة المختلفة لجمع وتوثيق الروايات الشفوية والمخطوطات والكتب التاريخية عن تاريخ المنطقة وكل الحضارات التي مرت بنجران وتوجد لها أصول وثائقية عن طريق التسجيل الصوتي والتلفزيوني وجمع البحوث والمخطوطات. وأكد السماري على أن الدارة في أتم الاستعداد لدعم كل الباحثين والمهتمين مادياً ومعنوياً لإنجاز دراساتهم وأعمالهم التوثيقية، مؤكداً على أن الدارة مستعدة لتعويض أصحاب الوثائق إن أرادوا ذلك مقابل تسليمها عن طريق لجنة خاصة تقيم تلك الوثائق وقيمتها التاريخية، وبين أن العقبات الاجتماعية في الماضي والرفض من قبل الكثيرين للتعاون وتقديم المعلومات والوثائق إما خوفاً أو حباً في الامتلاك والسيطرة جعلنا نحرص على اتباع جميع الطرق التي تمكننا من الحصول على ما يُتاح من معلومات تاريخية ذات فائدة. وتحدث السماري عن الدعم اللا محدود الذي يقدمه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة الدارة للدارة وجهودها كافة، حيث قام سموه بتخصيص جائزة ومنحة، حيث ستخصص المنحة للبحوث الموجودة ومنحة للدارسين في الماجستير والدكتوراه بدون التدخل في تلك الدراسة، أما الجائزة فستشمل المرشحين من الجهات والأفراد من المهتمين بمجال التاريخ والتراث والمقالة العلمية التاريخية وأفضل رسالة ماجستير ودكتوراه في التاريخ يرشح من قبل القسم، حيث ستعلن نتائج هذه المسابقة في رمضان القادم في مرحلتها الأولى، بعدها فتح المجال لأسئلة الحضور الذي شهد عدداً من المداخلات الهامة عن الدارة، كان من ضمنها مداخلة لأحد الحضور تطرق فيها إلى تغيير مسميات بعض المواقع لمسميات حديثة لا تمت للماضي بصلة، حيث أجاب السماري بأنه لا يتم تغيير سوى المسميات غير الموثقة ولا يوجد لها ماضٍ تاريخي أو أن تلك المواقع تحمل أكثر من مسمى غير مفهومة. وفي رد السماري على إحدى المداخلات عن الأمانة في التوثيق قال إن الأمانة موجودة ويتم توثيق كل المعلومات الشفهية المتعلقة بجميع الحقب والأحداث التاريخية على حد سواء. ونشرها يقتصر على الأشياء التي لا تثير مشاكل داخل المجتمع، فمثل هذه المقابلات توثق ولكن تحفظ عن النشر حتى تحين لها فرصة مناسبة ثم تُنشر. كما أجاب السماري عن سؤال حول كيفية الحصول على الوثائق المسروقة والمعروضة في متاحف خارج المملكة.. وقال إنه يوجد تنسيق مع عدد مع الجهات المهتمة والمتاحف ومراكز الدراسات التاريخية والباحثين والمستشرقين للتعرف على الوثائق الموجودة لديهم وإمكانية الحصول عليها أو حتى نسخها.. كما أنه يتم حالياً التنسيق مع شخص بلجيكي متخصص في دراسة النقوش وذلك لتوثيق تجربته أثناء جولته التي بدأها بالحجاز واختتمها بالرياض، وأوضح أن العمل جارٍ حالياً لتوثيق النقوش والكتابات وترجمتها حفاظاً عليها من التشويه والتخريب التي تعرضت له في عدد من الأماكن. وحول افتتاح فرع للدارة في نجران قال السماري إن الدارة تقدمت بمشروع لفتح فروع عاملة لها بكل مناطق المملكة إلا أن طلبها قوبل بالرفض من قبل وزارة المالية بسبب ما سيترتب على ذلك من أعباء مالية وإيجاد وظائف جديدة، ولكنها تقدمت بمشروع تساهم فيه الدارة وينفذ عن طريق المراكز الحضارية في مناطق المملكة.