عكست محاكمات المتهمين المتورطين في حادث تفجير السفارة الأسترالية في جاكرتا في التاسع من سبتمبر 2004 تصميم الحكومة الإندونيسية على مواصلة المواجهة الحاسمة مع الإرهاب، واظهار جدارتها أمام الغرب بكونها ركيزة مهمة في الحرب الدولية ضد الإرهاب. وترى العديد من الدول من بينها أسترالياوالولاياتالمتحدة ان احكام الاعدام والسجن التي أصدرها القضاء الإندونيسي ضد الأشخاص المتورطين في حادث تفجير السفارة الأسترالية تؤكد ان إندونيسيا تمثل جبهة قوية للحرب على الإرهاب رغم الهجمات الإرهابية العديدة التي شهدتها خلال الأعوام الثلاثة الماضية, من بينها حادث تفجيرات بالي عام 2002 الذي أسفر عن مقتل حوالي 202 شخص من بينهم 88 سائحا استراليا، وحادث تفجيرات فندق الماريوت جاكرتا عام 2003 الذي اسفر عن مقتل 13 شخصا وحادث تفجير السفارة الأسترالية عام 2004 الذي اسفر عن مقتل 12 شخصاً وحادث سولاويسى الذي أودى بحياة 22 شخصا، وحادث تفجير أمبون في جزر مالوكو الذي أسفر عن إصابة تسعة اشخاص بعضهم في حالات خطرة. يشار إلى أن المحكمة الإندونيسية أصدرت مؤخراً حكما باعدام شخصين وسجن ثلاثة آخرين، وفي السياق ذاته أصدر الرئيس الإندونيسى سوسيلو بامبانج يوديونو تعليمات للأجهزة الأمنية والاستخباراتية باليقظة التامة في ضوء التوقعات المتزايدة بتعرض إندونيسيا لهجمات إرهابية خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر. ودعا سلطات الامن إلى اتخاذ موقف حازم تجاه الإرهاب وتكثيف الجهود الأمنية للقبض على اثنين من الإرهابيين الماليزيين الهاربين داخل الأراضي الإندونيسية والمتورطين في العديد من الهجمات الإرهابية التي شهدتها البلاد مؤخراً. والماليزيان الهاربان اللذان يعتقد بوجودهما داخل أراضي إندونيسيا هما: أزهري بن حسين ونور الدين محمد توب وتتهمهما السلطات الأمنية الإندونيسية بالتورط في العديد من التفجيرات الإرهابية التي شهدتها البلاد مؤخراً وخاصة تفجيرات السفارة الأسترالية. وتسعى الحكومة الإندونيسية إلى تعزيز التعاون والتنسيق الأمني مع الدول الأخرى مثل الولاياتالمتحدةواستراليا وسنغافورة والفلبين واسبانيا وتايلاند وغيرها لمكافحة الإرهاب. وترى الولاياتالمتحدة ان إندونيسيا تمثل ركيزة أساسية في الحرب الدولية على الإرهاب ولذلك ينبغى مساعدتها على مواجهة التهديدات الإرهابية. من جانبه أكد الرئيس يوديونو ان خلايا الإرهاب لا تزال نشطة حيث يواصل أعضاء تلك الخلايا الاختفاء وتجنيد المزيد من الإرهابيين والتخطيط لشن هجمات إرهابية جديدة، وأوضح يوديونو ان اليقظة الأمنية أدت إلى عدم حدوث هجمات إرهابية كبيرة في إندونيسيا العام الحالي، مشيراً إلى انه أصدر أوامر لرئيسي جهاز الاستخبارات والشرطة الوطنية بمواصلة الجهود للكشف عن أي عمليات إرهابية محتملة العام الحالي وخاصة خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر والعمل على اجهاضها.