في مثل هذا اليوم من عام 1989 قاد القس الجنوب إفريقي الشهير وداعية السلام ديزموند توتو مظاهرة كبيرة في جنوب إفريقيا للتنديد بنظام الفصل العنصري الذي كانت تفرضه الأقلية البيضاء على الأغلبية السوداء في هذه الدولة. جاءت هذه المظاهرة في الوقت الذي كان فيه النظام العنصري يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد اشتداد الضغوط الدولية والداخلية على الأقلية البيضاء لتعطي للسود حقهم في المواطنة الكاملة. وكان ديزموند توتو أحد أهم رموز حركة النضال ضد التمييز العنصري في جنوب إفريقيا حيث كان من دعاة النضال السلمي وهو ما جعل لجنة جائزة نوبر للسلام تقرر منحه هذه الجائزة المرموقة عام 1984 كما أن ديزموند توتوهو رئيس أساقفة في الكنيسة الانجليكانية وهو أول أسود يشغل منصب السكرتير العام لمجلس كنائس جنوب أفريقيا، وأحد الناشطين البارزين المناوئين لسياسة التمييز العنصري. وكان رئيساً للجنة الحقيقة والمصالحة في جنوب أفريقيا، وهو ايضاً مؤلف كتاب (لا مستقبل بدون صفح). ولد داعية السلام في إقليم ترنسفال بجنوب إفريقيا في السابع من أكتوبر عام 1931 ثم انتقلت عائلته إلى مدينة جوهانسبرج العاصمة الاقتصادية لجنوب إفريقيا وهو في الثانية عشرة من عمره. ورغم أنه كان يريد دراسة الطب فإن أسرته لم تكن قادرة على تحمل نفقات هذه الدراسة لذلك فقد سار على خطى والده وأصبح معلما. تخرج من الجامعة عام 1953 وأصبح مدرسا في مدرسة بانتو الثانوية في جوهانسبرج حتى عام 1957 ولكنه استقال بعد تمرير قانون بانتو للتعليم الذي فرض قيودا هائلة على التحاق الزنوج بالمدارس. وكانت هذه الاستقالة نقطة تحول في حياته حيث اتجه إلى دراسة اللاهوت ليصبح رجل دين مسيحي. في الوقت نفسه انضم إلى حركة السود المطالبة بالحرية والديموقراطية وإنهاء النظام العنصري في جنوب إفريقيا وهو ما تحقق بعد نحو خمسين عاما وفي مطلع التسعينيات من القرن العشرين عندما رفعت الأقلية البيضاء الراية البيضاء وأعادت للزنوج حقهم في بلادهم.