استمعت محكمة خاصة في جنوب افريقيا إلى إفادات مثيرة حول استخدام نظام التمييز العنصري الجراثيم والمواد الكيماوية لتصفية قيادات في حركة التحرر السوداء وناشطين أجانب يتعاملون معها، إضافة إلى محاولة إحداث عقم لدى ملايين النساء للحد من نسل السود. جاء ذلك في شهادة قدمها أول من أمس العالم تشالك فان رينسبورغ الذي كان يدير المختبرات في مركز الأبحاث التابع للقوات المسلحة الجنوب افريقية، أمام لجنة الحقيقة والمصالحة في جوهانسبورغ التي يرأسها الاسقف ديزموند توتو والمكلفة النظر في التجاوزات والجرائم التي ارتكبت في عهد التمييز العنصري. وقال فان رينسبورغ إن سلطات التمييز العنصري حاولت دس السم للرئيس نلسون مانديلا في الأدوية التي كان يتناولها في السجن. وأوضح أن هذا السم هو مادة ال "ثاليوم" التي كان من شأنها أن تفقد مانديلا قدراته العقلية تدريجاً. كما تعرض إلى محاولة مماثلة الأمين العام السابق لمجلس الكنائس الجنوب افريقية فرانك شيكاين الذي دست المادة في ملابسه على أساس أنه سيسافر إلى ناميبيا، لكنه توجه بدل ذلك إلى الولاياتالمتحدة حيث تمكن الأطباء من علاجه. وأضاف العالم فان رينسبورغ ان القوات المسلحة الجنوب افريقية كانت تخطط لإحداث العقم لدى النساء السود عبر عقار كان يجري تطويره لدسه في الأطعمة والشكولاته والسجائر. كما أشار إلى أن المؤسسة العسكرية انتجت كميات كبيرة من مخدر "إكستازي" الذي يسبب الهذيان. ولم تقتصر المحاولات على الجنوب افريقيين، بل طاولت أجانب كانوا يعملون في مساعدة "المؤتمر الوطني الافريقي" على مكافحة التمييز العنصري في تلك الحقبة. وشملت المحاولات ثلاثة مستشارين روس دست لهم مادة ال "انتراكس" عصيات الجمرة في طعامهم. وأشار المدير السابق للمختبرات العسكرية الواقعة في منطقة رودبلات قرب بريتوريا، إلى أنها صدرت 32 قارورة مليئة بجراثيم وسموم مختلفة بينها الكوليرا والسالمونيلا لاستخدامها ضد الغالبية السوداء في محاولة للقضاء على أكبر عدد من أبنائها وابقاء سيطرة الأقلية البيضاء على الحكم