في مثل هذا اليوم من عام 1934 وقعت ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا اتفاق تحالف ثلاثي باسم (حلف البلطيق) ضد الاتحاد السوفيتي كرد على التحركات العدائية من جانب الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين الذي كان يسعى إلى ضم جمهوريات البلطيق إلى الاتحاد السوفيتي في الوقت الذي أدركت فيه هذه الجمهوريات الصغيرة أنها لن تتمكن من الوقوف في مواجهة القوة السوفيتية. تضمن الاتفاق النص على توثيق التعاون بين البلدان الثلاثة في مختلف المجالات وبخاصة في مجال الشئون الخارجية.. وكان هذا التحالف محاولة جديدة في سلسلة محاولات دول منطقة البلطيق إقامة تكتل يمكنه مواجهة الأطماع السوفيتية.. بدأت هذه المحاولات بعد الحرب العالمية الأولى بمشاركة إستونيا وليتوانيا ولاتفيا وبولندا وفنلندا وهي الدول التي كانت جزءاً من الإمبراطورية الروسية قبل انهيارها تحت ضربات الثورة الشيوعية. ورداً على التحالف الثلاثي سارع جوزيف ستالين بإجراء حوار مع الزعيم النازي أودولف هتلر من أجل عقد معاهدة عدم اعتداء بين الجانبين وتضمنت المعاهدة ملحقاً سرياً يقسم جمهورية منطقة البلطيق بين الاتحاد السوفيتي وألمانيا النازية. ولم يصمد هذا التحالف طويلاً حتى اشتعلت الحرب العالمية الثانية عام 1939 التي انتهت بهزيمة ألمانيا ودول المحور وانتصار الاتحاد السوفيتي ضمن دول الحلفاء. وبعد هزيمة ألمانيا وانتصار الاتحاد السوفيتي الذي أصبح أحد أكبر قوتين في العالم لم يكن أمام موسكو أي صعوبة في فرض سيطرتها على إستونيا ولاتفيا وليتوانيا لتصبح جزءاً من جمهوريات تابعة لاتحاد الجمهوريات السوفيتية حتى تفككه مطلع تسعينيات القرن العشرين.