بدأ الرئيس الأميركي جورج بوش أمس، جولة اوروبية في ليتوانيا وهولندا قبل ان يصل الى روسيا الاحد، للمشاركة في احتفالات الذكرى الستين للنصر على النازية. ومهد بوش لمحادثاته مع القيادة الليتوانية بتأكيد موقف بلاده ازاء ما وصف ب"الاحتلال السوفياتي لدول حوض البلطيق"، وهو الملف الذي اثار جدلاً ساخناً بين موسكووواشنطن عشية القمة الروسية - الأميركية المقررة الاثنين. ويجري بوش في ليتوانيا اليوم، محادثات مع الرئيسة فايرا فرينبيرغ، كما يشارك في قمة لقادة جمهوريات حوض البلطيق ليتوانيا، لاتفيا واستونيا. وينتظر ان تتمحور القاءات حول علاقات دول البلطيق مع الولاياتالمتحدة وحلف شمال الاطلسي، اضافة الى الاوضاع في الجمهوريات الثلاث السوفياتية السابقة وعلاقاتها مع روسيا. وكان بوش استبق زيارته بتوجيه رسالة الى الرئيسة الليتوانية شدد فيها على ما وصفه:"حقيقة وقوع دول البلطيق تحت الاحتلال السوفياتي". وقال ان نهاية الحرب العالمية الثانية حملت للغرب الحرية، لكنها جلبت على اوروبا الشرقية الاحتلال وفرض الشيوعية. واعتبر كلام بوش رداً مباشراً على خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى الامة عندما وصف انهيار الاتحاد السوفياتي بأنه"اكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين". وكانت هذه العبارات اثارت ردود فعل واسعة في واشنطن، ووجه اعضاء في الكونغرس ومجلس الشيوخ انتقادات حادة لبوتين وطالبوا بفرض عقوبات على موسكو لاجبارها على"عدم التراجع عن المسار الديموقراطي". وأثارت ردود الفعل الاميركية غضباً في موسكو دفع الخارجية الروسية الى اصدار بيان حاد انتقد التصريحات الاميركية. من جهته، حمل بوتين بشدة امس، على ما وصف بأنه"تعامل انتهازي مع هذا الملف". وقال ان بلاده لا تجد نفسها مضطرة للاعتذار بسبب ما يوصف بأنه احتلال سوفياتي لاوروبا الشرقية، مذكراً بأن الاتحاد السوفياتي نفسه كان اعلن عام 1989 ادانته للاتفاق الذي تزامن مع بداية الحرب العالمية بين هتلر والزعيم السوفياتي جوزيف ستالين، وانتقلت جمهوريات البلطيق بموجبه الى السيادة السوفياتية معتبراً ان الجمهوريات الثلاث كانت ضحية في لعبة السياسة الدولية. وسعى بوتين الى طمأنة المجتمع الغربي الى ان عباراته في شأن كارثة انهيار الاتحاد السوفياتي لا تخفي نيات توسع روسية. وقال ان بلاده لا تسعى للتحول الى قوة عظمى، معتبراً ان من يروج لذلك يتجاهل الواقع ودروس التاريخ. وشدد بوتين على ان"من لا يأسف لانهيار الاتحاد السوفياتي لا قلب له"، مشيراً الى المأساة التي حلت بملايين الروس بعد انهيار الدولة العظمى. ورفض بوتين بشدة عقد مقارنة بين هتلر وستالين واعتبر ان الاخير كان دكتاتوراً لكنه لم يكن نازياً ولم يسعى لاحتلال اوروبا. في موازاة ذلك، شدد بوتين على ان موسكو لا يمكن ان تتجاهل وجود نحو نصف مليون ناطق بالروسية في هذه الجمهوريات محرومين من جميع حقوقهم المدنية.