أكد الرئيس المصري المنتخب حسني مبارك أنه سوف يبدأ فوراً في تنفيذ برنامجه الانتخابي الذي خاض به المعركة الرئاسية في السابع من سبتمبر الجاري، مشدداً على أنه سوف يسعى جاهداً لحل مشكلات الوطني بإخلاص وتفانٍ وتجرد، وأشار إلى أنه سوف يتصدى لأزمة البطالة التي يعاني منها الشباب المصري بحلول خلاقة. وكان مبارك قد ألقى كلمة أمام الشعب المصري أمس في أول لقاء له بعد ظهور نتيجة الانتخابات الرئاسية وحضر الخطاب الذي ألقاه مبارك بمقر رئاسة الجمهورية نواب من مجلسي الشعب والشورى وأعضاء الحكومة وقيادات الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم. وتحدث الرئيس المصري فيها عن الانتخابات الرئاسية، مشيداً بنزاهتها وحيادية مؤسسات الدولة وقال: إن الفائز الحقيقي في هذه الانتخابات هو مصر والمصريون، مشدداً على أن العملية الانتخابية وما جرى فيها يعد انتصاراً لإرادة الشعب.. وقدم مبارك الشكر لمنافسيه الذين خاضوا المعركة ضده وقال: إنهم طرحوا أفكارهم أمام الشعب وساهموا في الخروج بالتعديل الدستوري من حيز الأفكار إلى أرض الواقع. وأضاف: لقد سعيت لنيل ثقة الشعب والآن فإني أتوجه بمشاعر الشكر والامتنان لكل فئات الشعب وأقول لهم: إن ثقتكم أمانة ومسؤولية سوف أنهض بأعبائها بإخلاص وتفانٍ وتجردٍ، كما تقدم مبارك بالشكر لرجال القضاء واصفاً إياهم بأنهم رمز العدل وحماة القانون وكذلك إلى اللجنة العامة التي أشرفت على اللانتخابات الرئاسية وإلى رجال الشرطة وكوادر حزبه الحاكم.. وبدا مبارك البالغ من العمر 77 عاماً سعيداً مشرق الوجه وهو يلقي خطابه الأول بعد فوزه بالولاية الخامسة غير أن ذلك لم يمنعه أن يؤكد أن مصر خاضت معركة جديدة وتقف على أبواب مرحلة يحكمها فكر جديد. وشدد على أنه سيمضي لتحقيق نهضة كبرى لمصر، مشيراً إلى أنه سوف ينبي على ما بناه من إنجازات من قبل. وأضاف مبارك أنه يمد يده في الولاية الجديدة لكل أبناء الوطن بدون تمييز وقال: نحن مصريون نعيش على أرض واحدة ونشرب من ماء واحد وتظلنا سماء واحدة وكلّنا نسعى إلى مستقبل باهر لمصر وركز مبارك في حديثه على أزمة البطالة ومشكلات الطبقة الوسطى وقال: إنني أقول للجميع سوف أقف إلى جانبكم مسانداً لقضاياكم وطموحاتكم وفيما يبدو أنه رد على الذين يقولون: إن برنامج مبارك غير قابل للتنفيذ وأن ما جاء فيه مجرد وعود وآمال. وشدد الرئيس المصري على أن أحلامنا ليست مؤجلة وهي أحلام مشروعة قابلة للتحقيق وسوف نحققها وننهض بأعبائها بعون الله ومساعدة الشعب. وأكد مبارك على أنه سوف يحافظ على مصر آمنة مستقرة في منطقة حساسة وعالم متغير يزخر بتحولات غير مسبوقة في السياق نفسه وبعد تضارب الأنباء عن موعد أداء اليمن الدستوري أعلن أمس أن الرئيس مبارك سوف يؤدي اليمين الدستورية لولاية جديدة مدتها ست سنوات يوم الثلاثاء 27 سبتمبر الجاري. وكان مبارك قد أصدر تعليمات للدكتور أحمد نظيف رئيس مجلسي الوزراء بحظر نشر أية إعلانات لتهنئته بفوزه في أول انتخابات رئاسية سواء كانت على نفقة الوزارات أو الهيئات أو شركات القطاع العام أو الخاص. وعلى صعيد آخر نظم معارضون لنظام مبارك مظاهرة حاشدة وسط القاهرة الليلة قبل الماضية وجالت التظاهرة التي شارك فيها أكثر من 2000 شخص شوارع العاصمة، وردد المشاركون فيها هتافات ضد مبارك، ورفعوا لافتات تعلن رفضهم نتيجة الانتخابات. وحمل المتظاهرون الذين ينتمون إلى الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) لافتات كتب على إحداها أن مبارك يحكم مصر بموافقة 19% من الناخبين فقط، وهي نسبة لا تعطي الشرعية اللازمة للرئيس مبارك لحكم البلاد، على حد قولهم. كما أطلق المتظاهرون بالونات كتب عليها شعارات من بينها: (لا للتوريث) في إشارة إلى جمال نجل الرئيس الذي يسود انطباع لدى بعض المعارضين بأنه يستعد لخلافة والده في الانتخابات الرئاسية المقبلة في العام 2011م. ووصف متحدث باسم كفاية نسبة 88% التي أعلنتها الحكومة بأنها (أرقام استفتاء) وقال: إنه لا يمكن أن يفوز بها أحد في انتخابات تعددية حقيقية. وكان مبارك قد فاز بنسبة 88.5% من الأصوات في الانتخابات التي جرت في السابع من سبتمبر الجاري وشارك فيها فقط 23% من الناخبين ال32 مليوناً حسب الأرقام الرسمية.