بدأت أطراف الانتخابات الرئاسية المصرية التي جرت الاربعاء الماضي وانتهت بحصول مرشح"الحزب الوطني"الرئيس حسني مبارك على 88.6 في المئة من الأصوات الصحيحة للمقترعين في حصد ثمارها أو مواجهة تداعياتها. وأكد مبارك أمس أنه سيفي بوعوده التي أطلقها أثناء الحملة الانتخابية وسط ارتياح بالغ في أوساط الحزب الحاكم لم يؤثر عليه سوى حلول رئيس حزب"الغد"الدكتور أيمن نور ثانياً بعد مبارك، وهو أمر لم يكن يتمناه"الوطني". وواصل نور سعيه الى إعادة الانتخابات أو على الأقل الترويج لفكرة أنها لم تكن سليمة، فيما يعقد رئيس حزب"الوفد"الدكتور نعمان جمعة مؤتمراً صحافياً اليوم سيتحدث فيه عن تأثير نتائج الارقام على الحزب وتداعيات مجيئه ثالثاً في الترتيب بعد نور. ويسعى جمعة الى تفادي حدوث انقسامات داخل حزبه بعد النتائج التي اعتبرتها كوادر الحزب هزيمة ثقيلة. وألقى مبارك كلمة امام اعضاء مجلسي الشعب والشورى من"الحزب الوطني"، جاؤا لتهنئته في القصر الرئاسي، جدد فيها تعهده المضي في الاصلاحات السياسية، وكذلك"تحمل المسؤولية بصدق وموضوعية وحفظ أمن مصر وسيادتها داعياً لتضافر الجهود"، مشدداً على أنه"سيمضي قُدماً في الحفاظ على مصر قوية وآمنة". ولم يتناول مبارك في كلمته الرد على انتقادات وُجهت إلى الانتخابات أو ملاحظات سجلتها تقارير لمنظمات المجتمع المدني التي راقبت الانتخابات، وقال إن"إقبال الشعب على المشاركة في الانتخابات، والحيوية التي اتسمت بها الحملة الانتخابية للمرشحين، والاهتمام الذي أولاه الإعلام الوطني والدولي لمتابعتها، هو بعض معالم الحراك السياسي الجديد الذي أطلقته مبادرة التعديل الدستوري... لم تسفر الانتخابات عن منتصر أو مهزوم، خاضها عشرة من المرشحين، طرحوا أفكارهم واجتهاداتهم وبرامجهم، فخرجوا بالتعديل الدستوري الى أرض الواقع والتطبيق. ان الفائز الحقيقي في هذه الانتخابات هو مصر والمصريون، والانتصار الحقيقي الذي تحقق هو انتصار للتعددية والديموقراطية، انتصار لإرادة الشعب، ولعزيمته على مواصلة مسيرته نحو مستقبل أفضل". ووجه الرئيس المصري الشكر الى الناخبين. وقال:"سعيت جاهداً لنيل دعم الشعب وتأييده لولاية جديدة، والآن وقد أولاني هذا الشعب العظيم دعمه وتأييده، فإنني أتوجه لكل ابناء وبنات الوطن بمشاعر الشكر والامتنان، أقول لكل مصري ومصرية إن ثقتكم وتأييدكم هما مسؤولية وأمانة، سأنهض بأعبائهما بإخلاص وتفان وتجرد، مثلما نهضت بأعبائهما خلال مسيرة السنوات الماضية". كما أشاد بجهود القضاة وخصوصاً اللجنة المشرفة على الانتخابات. وأضاف:"أتوجه بمشاعر التقدير للجنة العليا للانتخابات الرئاسية، ولرجال القضاء، رمز العدل وحماة القانون وسيادته، نهضوا بمسؤوليتهم الدستورية في الإشراف على انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، فاستمدت هيبتها من هيبتهم، وعدالتها ونزاهتها من عدالتهم ونزاهتهم، تحية لرجال القضاء، بما يحتلونه من مكانة في ضمير الوطن وبين ابنائه، تحملتم أمانة الاشراف على الانتخابات الرئاسية بإخلاص وتجرد، كما تتحملون كل يوم أمانة تحقيق العدالة الناجزة بين ابناء الوطن". كما شكر اعضاء حزبه وفريق حملته الانتخابية ورجال الامن الذين اعتبر أنهم"تحملوا المسؤولية ونهضوا بدورهم بصدق". وقال مبارك:"سنبني على ما حققناه من انجازات خلال السنوات الماضية، ونضيف انجازات جديدة. انني وقد حزت ثقة الشعب وتأييده، سأمضي في تنفيذ برنامجي الانتخابي بكل العزم والتصميم، واثقاً في الله، وفي قدرتنا معاً على الوفاء باستحقاقاته وتحقيق طموحاته". إلى ذلك، أعلن مصدر برلماني مسؤول أن تحديد يوم 27 ايلول سبتمبر الجاري موعداً لإدلاء اليمين الدستورية لمبارك كرئيس منتخب يأتي تطبيقاً لحكم المادة 77 من الدستور التي تقضي بأن مدة الرئاسة 6 سنوات ميلادية تبدأ من تاريخ إعلان نتيجة الانتخابات. وأوضح ان الاستفتاء على مدة الرئاسة لمبارك أعلنت نتيجته يوم 27 ايلول 1999 وهو أدى اليمين الدستورية امام مجلس الشعب في 5 تشرين الاول اكتوبر 1999، وبالتالي فإن مدة الرئاسة تنتهي في 26 ايلول 2005 ولا بد من أداء اليمين الدستورية في اليوم التالي لمباشرة مهمات منصبه في مدة الرئاسة الجديدة كأول رئيس منتخب. وأشار المصدر الى أن استقالة الحكومة عقب اداء اليمين الدستورية للرئيس المنتخب ستسقط جميع الاسئلة وطلبات الاحاطة المقدمة من النواب للحكومة اثناء العطلة البرلمانية وكذلك التشريعات المحالة من الحكومة على مجلس الشعب ولم يتسن اصدارها أو إقرارها خلال الدورة البرلمانية الحالية. وينتظر أن يقام اليوم احتفال حزبي في مقر الحملة الانتخابية ل"الحزب الوطني"لتكريم جميع المشاركين في الحملة الانتخابية وكذلك تكريم اعضاء فريق الحملة من القيادات الحزبية ونواب البرلمان ورجال الإعلام.