في مثل هذا اليوم من عام 1773 أطلق المفكر والسياسي والثائر الأمريكي بنيامين فرانكلين مقولته الشهيرة (لا توجد حرب جيدة ولا سلام سيىء). وكانت هذه المقولة تعبيرا عن بشاعة الحروب مهما كانت الظروف وأفضلية السلام في كل الأحوال. فقد كان فرانكلين أحد زعماء الثورة الأمريكية ضد الاحتلال البريطاني لمستعمرات أمريكا الشمالية التي انتهت بالاستقلال وقيام الولاياتالمتحدةالأمريكية على أنقاض المستعمرات المتحدةالأمريكية التي كانت تديرها بريطانيا. ورغم ثوريته فإنه كان يدرك تماما ما تعنيه الحروب في كل الأحوال من معاناة ومآس للجميع. وقد أثارت مقولة المفكر والسياسي الأمريكي جدلا حادا بين المفكرين والسياسيين والأشخاص العاديين على أساس أن الحرب من أجل الحصول على الاستقلال أو استرداد حق مكتسب هي بالتأكيد حرب عادلة وربما تكون حربا جيدة، في حين أن السلام إذا ما تحول إلى استسلام فإنه لن يكون سلاما جيدا بالتأكيد. ولكن بنيامين فرانكلين أكد أن مقولته هذه مجردة وتنطلق مما تسببه الحروب من معاناة ومآس لكافة الأطراف مهما كانت المبررات، ولكن عندما تصبح الحرب مفروضة على طرف ما فله أن يخوضها بكل ما يملك من قوة. ولد بنيامين فرانكلين في السابع عشر من يناير عام 1706 وكان صحفيا وكاتبا وناشطا في حركة إلغاء العبودية في الولاياتالمتحدة وموظفا عاما وعالما وخبيرا في المكتبات ودبلوماسيا ومخترعا. اشتهر بالعديد من الأقوال التي صارت أقوالا شائعة يتداولها الناس ربما دون أن يعرفوا أنه هو قائلها. ومات بعد أن نجحت الثورة الأمريكية في تحقيق الاستقلال وقيام الولاياتالمتحدة حيث جاء موته في السابع عشر من إبريل عام 1790.