لا شك أن لحظة الفرح الفلسطينية قد كانت عارمة وغامرة للفلسطينيين عندما شاهدوا لأول مرة في تاريخ صراعهم مع الصهيونية قطعان المستوطنين وهم يخلون المستوطنات التي اغتصبوها عنوة في قطاع غزة لعدة عقود، بعد أن أذاقت الفلسطينيين خلالها الويل والثبور ونهبت خيرات الأرض الفلسطينية في قطاع غزة وضاعفت من بؤس وشقاء أهله. لقد كان لرحيل المستوطنين مذاق خاص ولحظة فرح لجميع الفلسطينيين شاركهم فيها أشقاؤهم العرب وأصدقاؤهم وأصدقاء السلام في العالم، وذلك لما يمثله الاستيطان من صورة من أبشع صور الإرهاب (إرهاب الدولة المنظم) الذي مارسته وما زالت تمارسه إسرائيل في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، ولما يمثله الاستيطان بالنسبة للحركة الصهيونية من أهمية ومن وسيلة استراتيجية في مصادرة أرض فلسطين وطرد وتشريد أهلها عن موطنهم الأصلي وطمس هويتها الوطنية والقومية وصبغها بالصبغة اليهودية الصهيونية. ومن أجل ألا يكون إخلاء الاستيطان مقتصراً على قطاع غزة وحتى تكون غزة أولا وليس آخراً، حيث لا يمكن أن يقوم السلام مع الاستيطان فلابد من طرح السؤال ما العمل؟ ذلك سؤال اللحظة وسؤال المرحلة وسؤال الخطة!! والذي يتبلور في ما المطلوب عمله وما الواجب القيام به فلسطينياً؟ وما المطلوب عمله وما الواجب القيام به عربياً وكذلك ما المطلوب عمله وما الواجب القيام به دولياً؟ إزاء المتغير الذي أحدثته خطة شارون (الخدعة)، حتى يتم الحؤول بينه وبين تنفيذ خططه المعلنة والمستترة حتى لا يكون الإخلاء الاستيطاني من غزة أولا وآخراً!! لأن الأمر لا يحتاج إلى اجتهاد لاكتشاف أن خطته التي تمكن من تمريرها إسرائيلياً وعربياً ودولياً للأسف لا تتضمن أي أبواب أو نوافذ تقود إلى نيته بالسعي إلى تسوية نهائية مع الجانب الفلسطيني على أساس احترام أسس عملية السلام ومرتكزات (خطة خارطة الطريق)، فقد بنى خطته على أساس تغييب وتجاهل واستبعاد الطرف الفلسطيني المعني بالأمر مباشرة، رغم إجماع العالم على الإقرار بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في وطنه وتأكيد الطرف الفلسطيني على رغبته في التسوية على أساس الشرعية الدولية وعلى أساس خطة خارطة الطريق التي تبناها العالم أجمع، ورغم ذلك فقد حظيت خطة شارون بمباركة جهات دولية في مقدمتها الولاياتالمتحدة ولم تتورع عن وصفه بأنه (رجل سلام) وواقعي يمكن التفاوض معه. والآن بعد أن أسدلت الستارة على المشهد المسرحي المحزن والمضحك لإخلاء مستوطنات غزة الواحدة والعشرين ومستوطنات جنين الأربع، وقد أخرجه شارون ببراعة هوليودية نادرة مثل فيه المستوطنون تمثيلاً ناجحاً حسب خطة المخرج البارع! ليثبتوا من خلال تلك المشاهد المثيرة والمتعددة القراءات حجم الألم والتنازلات الإسرائيلية المؤلمة التي تضمنتها خطة شارون للفصل الأحادي الجانب!! وقد برع المستوطنون في التمثيل بإظهار الإحساس بالألم المصطنع وهم يغادرون مستوطناتهم ومغتصباتهم ومسروقاتهم في غزة وجنين، وكان أداؤهم لافتاً للانتباه وللفضائيات العربية والغربية على السواء!! فإن هؤلاء المستوطنين يستحقون التعويضات السخية التي تنتظرهم من حكومة إسرائيل ومن دافع الضريبة الأمريكي!!! بل قد يستحقون جوائز الأوسكار الأمريكية على حسن الأداء والتمثيل في التحول من دور القاتل الشرس المدان بشتى الجرائم الإنسانية إلى (دور الضحية) المغرر بها!!! بهذا المشهد الدرامي المثير يختتم شارون الفصل الأول والأخير من خطته للفصل الأحادي الجانب مع الفلسطينيين، وأخذ يستعد فوراً لقطف ثمار خطته مباشرة فلسطينياً وعربياً ودولياً!! وقد غاب عن بال شارون أن يكون الفلسطينيون غير مخدوعين بخطته السخية التي ركنها الأساسي هو تجاهلهم واستبعادهم كطرف أصيل في المعادلة (اي معادلة الصراع) وإنها قد ارتكزت على طرفين الأول شارون وبعض حكومته والثاني مستوطنوه الذين يعتبر هو شخصياً راعيهم ورائدهم الأول في استيطان كل بقعة من الأرض الفلسطينية!! فمثل هذه الخطة لا ترتب أي التزام على الطرف الفلسطيني، فالهدف الأول لخطة الفصل هذه هو الالتفاف على جهود السلام الدولية التي كان قد تصاعد حصارها له ممثلة في خطة خارطة الطريق، والقفز والالتفاف على الانتفاضة الفلسطينية التي عجز عن إسكاتها طيلة سنواتها الخمس، التي وضعته في حالة ضغط واحتقان اقتصادي واجتماعي وسياسي وعسكري وأمني هو وحكومته بعد أن كان قد قطع عهداً ووعداً لناخبيه في القضاء عليها خلال مائة يوم من تسلمه السلطة!! ولكنه أخفق ومرت السنة تلو السنة دون أن يفي بوعده وعهده ودون أن يحقق أمانيه في هذا المجال!! فأدرك بعد ذلك أن الاستمرار في احتلال قطاع غزة يزيد وضعه ووضع الاحتلال تعقيداً وأدخله في عملية غير مربحة ومكلفة استراتيجياً للكيان الإسرائيلي لما مثله قطاع غزة من عبء ثقيل أمنياً واقتصادياً وديمغرافياً وسياسياً على كاهل إسرائيل، فسعى من خلال خطته الأحادية للتخلص من هذا العبء الثقيل، وتحييده من الصراع الدائر بين إسرائيل والشعب الفلسطيني من خلال محاولة إحداث تمايز بين واقع الفلسطينيين في قطاع غزة وواقع إخوانهم في الضفة الغربية، وسعى أيضاً إلى المساس بالوحدة الجغرافية والإقليمية للأراضي الفلسطينيةالمحتلة، رغم ما نصت عليه اتفاقات أوسلو من تأكيد وحدتها الإقليمية وضمانها وعدم المساس بها. ولكن وللأسف وجد من بين الفلسطينيين ومن بين أشقائهم العرب وأصدقائهم من كادت تنطلي عليه هذه الخطة الأحادية (الخدعة) الشارونية فسارعوا في ظل نشوة الفرح بانكسار حركة الاستيطان الإسرائيلي لقطاع غزة بأخذ دور المعلم للشعب وللقيادة الفلسطينية وأمطروا آذاننا وصحفنا ومواقعنا الالكترونية بتنظيراتهم ودروسهم التي تعلموها من خطة شارون وأخذوا ينظِّرون ويقترحون إلى ضرورة مراجعة وتغيير الخطاب السياسي الفلسطيني الذي كان سائداً ما قبل إخلاء قطاع غزة من أجل أن يتوافق مع هذا المتغير الجديد الذي أحدثته خطة شارون في الواقع الفلسطيني، وكأن الواقع الفلسطيني قد تغير مائة وثمانين درجة!! فيقتضي تغيير الخطاب السياسي معه مائة وثمانين درجة!! لقد وقعوا في الشرك الذي نصبه شارون حيال تنفيذ خطته الخادعة، وأخذوا يبررون اقتراحاتهم هذه وتنظيراتهم بأن الكرة الآن ملقاة في الملعب الفلسطيني، ولا بد من إفشال رهان شارون الذي يقوم على المراهنة على الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني، وفشل الجانب الفلسطيني في إدارة وتنمية قطاع غزة بعد الإخلاء!! وتفتقت عبقرياتهم عن اكتشاف سلاح مهم وخطير يمتلكه الفلسطينيون وضرورة توظيفه في هذه المرحلة واعتباره سلاحاً وحيداً وبديلاً لكل أشكال الأسلحة التي سبق أن استعملت وارتكز عليها الخطاب السياسي الفلسطيني السائد ألا وهو سلاح الذكاء؟!! الذي به سوف يتم اسقاط رهانات شارون على الفشل الفلسطيني!!! وكأن المسألة مسألة ذكاء وغباء بين الإسرائيليين والفلسطينيين وليست مسألة صراع قوى وطنية فلسطينية في مواجهة قوى العدوان والاستيطان والاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، متجاهلين دور هذا العدوان المستمر والاحتلال الإسرائيلي في إعاقة التنمية والبناء الفلسطيني بل وتدمير كل شيء في حياة الفلسطينيين على مدى عقود من الإرهاب والدمار والاغتصاب والاحتلال والإنكار لأبسط حقوق الشعب الفلسطيني في وطنه!!! يبدو أن نشوة الفرح بجلاء المستوطنين عن قطاع غزة قد أنستهم مثالب خطة شارون وأهدافها الخبيثة في خلق تمايز بين أبناء الشعب الفلسطيني ونسف الوحدة الإقليمية للأراضي الفلسطينية سواء في الضفة والقدس أو القطاع وأنستهم غول الاستيطان وجدار الفصل العنصري الذي يتواصل تنفيذه ويلتهم الأرض الفلسطينية ويقطع أوصالها إلى مناطق منعزلة عن بعضها البعض. إن من حق كل فلسطيني أن يعبر عن فرحته بما حصل لمستوطنات غزة ولكن يجب أن يدرك أن هذه هي الخطوة الأولى في مسيرة الألف خطوة التي يجب أن تتبعها حتى تصبح جميع الأراضي الفلسطينية خالية من الاستيطان، حيث لا يمكن تصور قيام تسوية أو سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في ظل استمرار الكتل الاستيطانية وجدار الفصل العنصري الذي يلتهم أراضي الضفة الفلسطينية!! لقد قفز البعض في الهواء في تنظيراتهم لمرحلة الدولة وكأن مرحلة التحرر الوطني قد طويت هي وبرامجها وخطاباتها ووسائلها!! وأن الدولة المستقلة أصبحت على الأبواب قاب قوسين أو أدنى!! بمجرد أن قام شارون بعملية إخلاء محدودة لبضعة آلاف من المستوطنين في قطاع غزة والذي يمثل فقط 6% من مساحة الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967م التي يجب أن تكون بكاملها إقليم الدولة الفلسطينية المستقلة العتيدة والمنشودة في أي تسوية منتظرة مع الإسرائيليين. إن الخطاب السياسي الفلسطيني الذي فجر انتفاضة الأقصى والذي دفع شارون للتخلص من عبء المقاومة والاستيطان والاحتلال المكلف لقطاع غزة ما زال صالحاً لمواجهة خطط شارون في ابتلاع الضفة الغربيةوالقدس وصالحاً للحفاظ على الوحدة الإقليمية للأراضي الفلسطينيةالمحتلة ووقف سياسة تجزئتها إلى مناطق أو كانتونات منعزلة، إننا لا نقول بعدم القيام بالتنمية في قطاع غزة وفي أي مكان من مناطق وطننا الأخرى إن أمكن ذلك واستثمار عملية إخلاء المستوطنين من القطاع لصالح شعبنا بل نؤكد عليها لما في ذلك من مصلحة وطنية عليا تسهم بشكل مباشر في بناء مشروعنا الوطني الواحد، ولكن دون الوقوع في الفخ الذي نصبه شارون بل وقد سبقته إليه (خطة خارطة الطريق) والمتمثل في إعلان دولة مؤقتة على أجزاء متناثرة من أرضنا المحتلة!! والتي رفضت من قبل شعبنا وقياداته وفصائله السياسية منفردة ومجتمعة. نعم لابد من التأكيد على الخطاب السياسي الفلسطيني المتضمن للثوابت الفلسطينية التي أجمع عليها شعبنا الفلسطيني وفصائله والتي فجر انتفاضة الأقصى المباركة لأجلها والعمل الجاد والمدروس في نفس الوقت لتطوير وسائل الأداء الفلسطينية سواء على مستوى السلطة ومؤسساتها الإدارية والأمنية والدبلوماسية والتشريعية والقضائية والتنموية، وعلى مستوى فصائل المقاومة والعمل السياسي الفلسطيني ووسائلها في المقاومة والدفاع عن مكتسبات شعبها وثوابته، لأن الهجمة الإسرائيلية العنصرية الاستيطانية رغم ما لحق بها من ضربات موجعة على يد المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها والتي تمثلت أخيراً في انكسار حركة الاستيطان وجلائه عن قطاع غزة إلا أن هجمتها وعدوانها على حقوق الشعب الفلسطيني وثوابته مستمرة سواء في الضفة الغربيةوالقدس من خلال جدار الفصل العنصري وتوسيع حركة الاستيطان وكذلك في قطاع غزة والذي أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن عدم رغبتها في تخليها عن سيطرتها الأمنية عليه وخصوصاً فيما يتعلق بمعابره البرية والبحرية والجوية وبالتالي تقييد حرية وحركة الشعب الفلسطيني من وإلى القطاع في كافة المجالات، أي تحويله إلى سجن كبير يأوي 1.4 مليون فلسطيني!! وما العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني في شتى مناطق الضفة الغربية والمتمثل في ممارسة سياسة القتل والاغتيال والاعتقالات والحواجز إلا تأكيد واضح من جانب شارون أنه لا يوجد لديه أي أفق سياسي للتقدم نحو المفاوضات مع الجانب الفلسطيني والتي يتم من خلالها إنهاء الاستيطان في بقية الأراضي الفلسطينية والتوصل إلى تسوية نهائية تنهي الاحتلال الإسرائيلي لها والذي بدأ في 5 حزيران 1967م وتؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة بل إن ما يكشف عنه تفكيره السياسي وممارسات مستوطنيه وجيش احتلاله في القدس والضفة عموماً هو ابتلاع ومصادرة الأرض الفلسطينية وخلق الحقائق والوقائع على الأرض التي تؤدي إلى تفتيت الوحدة الجغرافية والإقليمية للأراضي الفلسطينيةالمحتلة والتي تتنافى وإنهاء الاحتلاء والاستيطان والتوصل إلى تسوية نهائية، إنه يخطط لحل أمني مرحلي طويل الأجل!! فهل هذا المخطط الشاروني يقتضي من الجانب الفلسطيني أن يعيد النظر في خطابه السياسي ومفرداته ومرتكزاته؟! أم يؤكد على ضرورة التمسك بخطابه السياسي المستند إلى الشرعية الدولية وإلى حقه التاريخي والقانوني والسياسي في وطنه فلسطين؟! إن التفاؤل المفرط بإمكانية تحويل قطاع غزة إلى هون كونغ أو سنغافورة الشرق الأوسط في ظل شروط الخدعة الشارونية والتي نجم عنها إخلاء غزة من الاستيطان طبقاً لما رسم ونفذ شارون هو تفاؤل في غير مكانه وأماني عصية على التحقيق! إن الحقوق الفلسطينية غير قابلة للتجزئة ولا للتصرف بها من هذا الطرف أو ذاك، (فلا يمكن للشعب الفلسطيني أن يرقص في قطاع غزة ويبكي في القدس والضفة) حسب تعبير رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع، ففي هذه المنطقة ينشغل بالبناء وبالتنمية والهدوء وفي المناطق الأخرى يتعرض للذبح والقتل من الوريد إلى الوريد وتتعرض حقوقه وأرضه للنهب والسلب، فهذا وضع يرفضه الشعب الفلسطيني جملة وتفصيلاً، فإما أن يكون إخلاء الاستيطان شاملاً وهدم جدار الفصل العنصري الذي يلتهم أراضي الضفة الغربية حسب ما أوضحت محكمة العدل العليا في لاهاي في 9 - 6 - 2004م وإلا فإن كل الخيارات تبقى مشروعة أمام الشعب الفلسطيني للنضال من أجل استرداد حقوقه المشروعة، فعلى الدول العربية أن تنتبه لخطورة خطة شارون (الخدعة) التي يسعى أن يقطف ثمارها عربياً ودولياً خصوصاً بعد فشله في قطف ثمارها فلسطينياً، فلابد من الالتزام التام بمبادرة السلام العربية، التي هي محل إجماع العرب في التعاطي مع الصراع العربي الإسرائيلي وأن يكون الالتزام جدياً يحول دون أن يتمكن شارون من تحقيق اختراقاته للموقف العربي حسب ما أعلن وزير خارجيته ثمناً لخطته الأحادية التي باتت واضحة المعالم والآفاق، وعلى المجتمع الدولي أن يدرك وخصوصاً المجموعة الرباعية الراعية لخطة خارطة الطريق أن هذه الخطوة التي أقدم عليها شارون لا تعدو كونها خطوة تمويهية على خطته الحقيقة في الانقلاب على أسس عملية السلام بشكل عام وأسس ومبادئ خطة خارطة الطريق بشكل خاص والتي وضع عليها أربعة عشر تحفظاً تفرغها من محتواها وهدفها المنشود في التوصل إلى تسوية نهائية تحفظ حقوق الشعب الفلسطيني وتضمن الأمن والسلام لإسرائيل في حدود العام 1949م، فعلى الأممالمتحدة أيضاً أن ترفض الإقرار بانتهاء الاحتلال لقطاع غزة وأن تعتبر ذلك هروباً للأمام من استحقاقات السلام وانقلاباً عليها، فلابد من إلزام شارون وحكومته بالعودة إلى طاولة المفاوضات والالتزام بخطة خارطة الطريق وعدم السماح له بالمساس بالوحدة الإقليمية للأراضي الفلسطينيةالمحتلة أو إحداث متغيرات من شأنها أن تجحف بأي حق من الحقوق الفلسطينية سواء في غزة أو في الضفة أو في القدس، عند ذلك فقط يعود شارون إلى أزمته وتكون غزة أولاً وليس آخراً وما جرى في شأن مستوطنات غزة يؤكد إمكانية حصوله بالنسبة لمستوطنات الضفة والقدس وكذلك لجدار الفصل العنصري، وبذلك تزول العقبة الكأداء (عقبة الاستيطان) من طريق إقامة التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتصبح الطريق سالكة لتنفيذ (خطة خارطة الطريق) التي بموجبها ينتهي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ويمكن الشعب الفلسطيني من حقه في العودة إلى وطنه وممارسته حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة القابلة للحياة، وعندها يبدأ سباق الذكاء في تحقيق التنمية والرفاه للشعب الفلسطيني، وسيكون قادراً عندها فقط أن يبني مستقبله ويحقق تنميته ويقدم نموذجه للمنطقة وللعالم وعندها يكون الحكم عليه عادلاً في قدراته على بناء دولته وتنميتها بعيداً عن كل أشكال التهديد والعدوان والإرهاب. e-mail:[email protected] الرياض 28 -8 -2005م