كانت هناك قطة صغيرة، صغيرة، ولدت في بيت جميل، وكان اسمها نورا، وكانت نورا تريد ان ترى الأشياء التي تحيط بها، ففتحت عينيها، ونظرت حولها، فماذا رأت؟ رأت نورا أشعة الشمس تدخل من النافذة. فرحت نورا بالدفء الذي شعرت به عندما غمرها ضياء الشمس وقالت: - صباح الخير. - وجلست نورا في مكانها سعيدة مستريحة فلما تحركت الشمس لحقتها وهي تموء وقالت لها: - يجب ان تظلي عندنا دائماً. قالت الشمس: - لا يمكن أن أقف في مكانٍ واحدٍ، فأنا أتحرك دوماً. قالت نورا: بإمكاني أن أحمل ضوءك الذي تحرك وأن أعيده إلى مكانه. ضحكت الشمس وقالت: - جربي يا قطة. مدت نورا يديها وحاولت أن تمسك أشعة الشمس فلم تستطع. قالت الشمس: - سأزورك كل يومٍ، ولكنني مستعجلة الآن، فعندي واجبات كثيرة تنتظرني. علمت نورا من أخواتها أن هناك مدفأة في البيت تدفئ مثل الشمس فذهبت إليها راكضة، وهي مسرورة. ظنت نورا أن أهل البيت قد استطاعوا القبض على جزءٍ من الشمس والاحتفاظ به أيام الشتاء. نظرت نورا الى الفحم المشتعل وهو يلتهب، فوجدته شموساً صغيرة، اندفعت إلى المدفأة، وهي تتجاهل تحذيرات أمها، وتسمع كلمة (نار)، فلا تهتم. لقد ظنت نورا أنها وجدت في النهاية شموساً. أمسكت نورا جمرة، فحرقت يدها. عرفت نورا عندئذ، أن النار كالشمس لا يمكن لأحدٍ أن يقبض عليها.