الربو مرض يمكن السيطرة عليه

يطلق الربو على الازمات المتكررة المكونة من ضيق في التنفس مع صفير في الصدر تستمر لمدة تتراوح من ساعة الى اسابيع احيانا، وتحدث عدة مرات في اليوم او في الاسبوع او في السنة, وتكون هذه الازمات بسيطة جداً في بعض الاحيان وشديدة بدرجة تؤثر على حياة الانسان احياناً اخرى، ويمكن حدوث هذه الازمات في اي وقت من الاوقات حتى اثناء النوم.
أكثر من سبب لضيق التنفس
ويعود السبب في صعوبة التنفس اثناء الازمات ا لى ضيق في الشعب الهوائية لانقباض عضلاتها مع التهاب الغشاء المبطن لها وزيادة افرازاته فتؤدي الى صعوبة اخراج الهواء من الرئتين وانحباسه بهما وبالتالي اعاقة دخول الهواء النقي الى الرئتين لاتمام عملية التنفس بطريقة عادية.
واكثر من سبب لحدوث الربو
واسباب الربو عديدة اهمها زيادة حساسية الشعب الهوائية للمؤثرات الخارجية او الحالات المختلفة فنصف الذين يعانون من الربو تقريباً لديهم حساسية من الغبار والدخان وحبوب اللقاح وريش الطيور وشعر الحيوانات والحشرات والفطريات، وانواع مختلفة من الاغذية والادوية فعند التعرض لتلك المؤثرات تتهيج الشعب الهوائية وتحدث ازمة الربو تبعاً لذلك.
الحساسية
هناك ازمات ربوية لا علاقة لها بالحساسية وتحدث عادة بسبب الاجهاد او التعرض للهواء البارد او لتوتر في الحالة النفسية او التهابات بكتيرية او فيروسية للممرات الهوائية العليا والجيوب الانفية.
ويعتقد ان للورثة دورا ايضاً في زيادة قابلية الانسان للاصابة بالربو، فاذا كان احد الوالدين يعاني من الربو فان فرصة اصابة ابنهما بالربو تصل الى نسبة خمسين في المائة تقريباً, الا انه لوحظ ان معظم الاطفال الذين يعانون من الربو تقل عدد مرات النوبات لديهم او تختفي اذا وصلوا مرحلة البلوغ.
أعراض الربو
من اهم اعراض الربو الشعور بضيق في الصدر مصحوباً بصعوبة في التنفس وسعال وصفير في الصدر بسبب مرور الهواء في الشعب الهوائية الضيقة، وعند اشتداد الحالة وعدم المبادرة الى علاجها يزداد انقباض عضلات الشعب الهوائية وتضيق اكثر وتزداد افرازات الغشاء المبطن لها فتزداد الحالة سوءاً لدرجة تؤثر على كمية الاكسجين الواصلة للاعضاء الحيوية بالجسم وعلى حياة الانسان تبعاً لذلك, ومن هنا تتضح اهمية المسارعة الى الطوارىء عند حدوث الازمة وعدم استجابتها للعلاج حتى يتم السيطرة عليها في الطوارىء وتناول العلاج اللازم مع الاكسجين الضروري لضمان كفاءة وسلامة الاعضاء الحيوية بالجسم.
هل هناك علاج شاف للربو؟!
لم يكتشف الطب بعد علاجاً شافياً للربو الا انه يمكن السيطرة على اعراض الربو والتخفيف من شدة وعدد الازمات وافضل الادوية المتوفرة هي البخاخات وهي نوعان بخاخات اسعافية لتوسيع الشعب الهوائية ولونها عادة ازرق وتستعمل عند اللزوم لازالة الضيق في التنفس، وبخاخات وقائية لازالة الالتهاب والتقليل من حدوث وتكرار الازمات ولونها بني او عودي ويجب استعمالها بشكل منتظم يومياً حسب ارشادات الطبيب.
كما ان هناك بعض الاقراص التي تساعد على توسيع الشعب الهوائية وتمتاز باستمرار اثرها على الشعب الهوائية لمدة اطول ولذلك تؤخذ مرة او مرتين في اليوم فقط وخاصة لاولئك الذين يعانون من اعراض الربو اثناء الليل.
الكورتيزون والربو
يلجأ الطبيب احياناً الى وصف اقراص الكورتيزون للمريض لمدة اسبوعين او ثلاثة اسابيع للسيطرة على الحالة الا انه يجب عدم الاستمرار عليها بشكل روتيني الا في حالات استثنائية كما انه عند ايقافها يجب ان يتم ذلك بشكل تدريجي للجرعة لتفادي حدوث اعراض غير محمودة عند وقفها بشكل فجائي.
ويجب الحذر من تناول حقن الكورتيزون في العضل وعدم استعمالها حيث انتشر تناولها بين الذين يراجعون من يمارسون الطب الشعبي نظراً لخطورة اعراضها الجانبية حيث تؤدي الى ارتفاع في الضغط وزيادة السكر بالدم وزيادة الوزن واضطراب وظائف الكلى وزيادة الكوليسترول وغير ذلك من المضاعفات الجانبية.
الوقاية خير من العلاج
للوقاية من تكرار ازمات الربو لابد من اتخاذ بعض الاجراءات للتقليل من التعرض للمهيجات مثل تجنب الغبار وشعر الحيوانات والرطوبة والتدخين وغير ذلك من المؤثرات التي تؤدي الى حدوث ازمة الربو، ولابد من المتابعة المستمرة لدى طبيب متخصص لضمان السيطرة على الربو والتقليل من حدوث الازمات قدر الامكان وبذلك يضمن المريض القدرة على التعايش مع الربو بشكل طبيعي.