في خضم أصوات الهتافات المنددة بالجدار، ومن بين زحمة اللافتات والشعارات وبالرغم من صدور قرار محكمة العدل الدولية بشأن عدم شرعية الجدار، والنقاشات الدولية والمحلية التي لا تنتهي حوله، سوف يمر جدار الفصل العنصري كما خطط له (بادعاء السلطات الإسرائيلية)، سوف يمر ليقسم أركان البيت الواحد ويشتت جمعه، بيت عائلة النتشة في مخيم شعفاط. هذا الجدار الذي قضى على مساحات زراعية شاسعة من الأراضي الفلسطينية المحتلة وصودرت من أجله آلآف الدونمات من الأراضي، من أجل حماية الكيان العبري وحماية المستوطنين، يطبق مع المستوطنات على الأرض الفلسطينية مثل (الكماشة)، ولا سيما وبالخصوص في مدينة القدس. وعن انعكاسات بناء جدار الفصل العنصري على القدسالمحتلة وبالتحديد على منزل عائلة النتشة، قال رب الأسرة المواطن محسن النتشة الذي أنهكه وهج الشمس الحارقة حيث يقف أمام منزله لحمايته: في جميع الأحوال سيبنى جدار الفصل في الجانب الشمالي من شعفاط، وارتفاعه 8م على بعد بضعة سنتيمترات من بيتي، وفيه 9 أشخاص، وسيسد النوافذ، ويسد مرور أولادي إلى ساحة البيت، التي يلعبون فيها، وسيستر الوادي والحرجة المقابلة. وأضاف: وسيمد هذا الجدار اللعين سلكاً على السور، وسنصبح بلا ضوء ولا هواء. ويقول النتشة، الذي بدأت الجرافات تقلق حياته وحياة عائلته وجيرانه قبل ثلاثة أسابيع: يمكن أن تضطرهم جرافات الاحتلال إلى ترك بيوتهم، أي عائلة النتشة وعدد آخر غير معروف من العائلات التي بنيت بيوتها في المنحدرات الشمالية من سلسلة جبال شعفاط).ورغم الوعود والتصريحات التي يطلقها مسؤولون عدة في الحكومة الإسرائيلية حول الحفاظ على حقوق السكان الفلسطينيين حول الجدار وعدم المساس بمشاعرهم وأملاكهم إلا أن هذه الوعود لا تطمئن المواطن محسن النتشة، الذي يسكن هناك منذ 1996، على أرض اشتراها. والذي يدعم من شكوكه بهذه الوعود، وجود علامات حمراء، رسمها مهندسو هذا الجدار العنصري تم قبل فترة قليلة على الحائط الشمالي من بيته وعلى صخرة بجوار الحائط الجنوبي. وأيضاً ذلك الخط الوهمي الذي لو مد بين الصخرة والحائط الشمالي لبيته فسوف يصل إلى داخله، أي أن المسار سيدخل مباشرة إلى البيت. وأضاف يقول إنه سمع أيضاً أنه بعد نحو سنة (عندما يحكم إغلاق الجدار حول القدس) سيحظر البناء على بعد أكثر من 50 متراً من الجدار ويعني هذا الشيء أن أي بيوت قائمة أو ستقام لن تعطى لصاحبها رخصة بناء، أي أنها ستهدم كما أنه سيحظر مستقبلاً البناء على هذه الأراضي، وبالتالي الحد من التوسع العمراني للفلسطينيين، وبالمقابل تتوسع المستوطنات على حساب الأرض الفلسطينية.