تعززت في نفسي مشاعر التفاؤل الكبير بعهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رعاه الله - عندما أعلن- حفظه الله- أمس الأول الاثنين عفوا عن بعض عدد من الليبيين الذين ثبت تورطهم في محاولة لاغتياله، وكذا العفو عن بعض السجناء في قضايا خاصة، ووجدت أن عفو الملك عبدالله يحمل أبعاداً كبيرة، ويؤكد أننا في هذه البلاد الغالية مقبلون على حقبة تاريخية طيبة تأتي امتدادا وترسيخا لمبادئ هذه البلاد منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس الباني عبدالعزيز- رحمه الله- كما أنها تعزز بعد النظر لدى قيادتنا الرشيدة وحرصها على بدء صفحة جديدة في الشأن الخارجي، والشأن الداخلي، وقد عززت هذه الخطوة الإنسانية تفاؤلنا بأن هذا العهد سوف يشهد نماء ورخاء عظيمين يجني ثمارهما الوطن والمواطن بطول البلاد وعرضها خلال الفترة القادمة بمشيئة الله، فعهد يبدأ بالعفو الذي هو من شيم الكرام سيكون لا محالة عهد خير بإذن الله. وإننا ونحن نعيش حالة من الحزن الكبيرعلى رحيل فقيد الوطن الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد في هذه الأيام، ونتذكر ما حققه لنا من منجزات ستبقى في ذاكرة الوطن الذي لن ينسى هذا الزعيم الفذ، ورغم الأحزان فإننا نفتخر ونعتز بتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم لإكمال المسيرة الطيبة وقيادة البلاد نحو آفاق أرحب من الخير والنماء لما يتمتع به- حفظه الله- من قدرة على إدارة شؤون البلاد بكل حنكة واقتدار وخبرات كبيرة سيوظفها لخير الوطن والمواطن. وقد تابعنا خلال الأيام الماضية صورا رائعة من التلاحم القوي بين القيادة والمواطنين التي تمثلت في الحشود الكبيرة التي تدفقت بتلقائية وعفوية على قصر الحكم بالرياض، وعلى إمارات المناطق والمحافظات التي كانت أبلغ وأوضح رد على كل من تحدث من قبل، وراهن مراراً وشكك كثيراً في مستقبل المملكة وقضية تحويل القيادة، ورأينا كيف تمت هذه العملية بسلاسة وببساطة و-لله الحمد- وهو ما يؤكد وحدة هذه البلاد، وأنه كلما غاب أو رحل زعيم من زعماء هذا الوطن حل آخر دون أثر يذكر ولله الحمد. ولعل المتابع لشخصية الملك عبدالله ومواقفه النبيلة وقراراته الحكيمة ومنها: تبني الحوار الوطني والتصاقه بالمواطنين والتقائه بهم بتواضع غير مسبوق تعطينا جميعاً صورة رائعة عن هذا الزعيم، وتجعلنا متفائلين بمستقبل واعد بإذن الله خاصة، إذا أدركنا حرصه خلال السنوات الماضية على صياغة جديدة للاقتصاد السعودي يقوم على العمل المنظم والمدروس من خلال العديد من المجالس العليا، ومنها مجلس الاقتصاد ومجلس البترول وتبنيه تأسيس هيئة عليا للاستثمار وهيئة عليا للسياحة، وهيئة عليا لسوق الأسهم، وغير ذلك من المؤسسات التي احتضنت العديد من المتخصصين في هذه المجالات، وقد نتج عن هذه الأنشطة فعاليات كبيرة كما أن المستقبل سيكون أكثر إشراقاً وسوف نلمس الكثير من الإيجابيات التي ننتظرها، وقد لمسنا حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على رفاهية المواطن حيث أكد في كلمته يوم البيعة أن المواطن محور أساسي في اهتماماته، وعلينا كمواطنين أن نعي أهمية هذه الفترة، وأن نعزز من التفافنا حول القيادة الرشيدة حتى نجني الكثير من الإيجابيات.