أتذكر ومن منا لايتذكر تلك الاحتفالية المشحونة بالزهو المملوءة بالفخر عندما أشار خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - عليه شآبيب الرحمة- في كلمته التي ألقاها في واشنطن في عهد الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الأب إلى ما حققته الكرة السعودية من إنجاز تمثل في حصول المنتخب السعودي للناشئين على بطولة كأس العالم في كرة القدم، كان- رحمه الله- وبفكر الخبير المدرك ينقل للآخر بكل شموخ ما وصل إليه المجتمع السعودي من حضارية ورقي وتطور إدراكاً منه بأن نتاجية الكرة في هذا العصر مقياس حقيقي تقاس به حضارية المجتمعات ورقي الشعوب، وما حققته على الصعيد التنموي من تطورية. والكرة السعودية سجلت مع الفهد - رحمه الله- وخلال ما يزيد على ال (20) عاماً حضوراً إعجازياً على الصعيد الإقليمي والعربي والقاري والعالمي وشهدت رياضتنا بصفة عامة طفرة غير مسبوقة حققت على اثرها من الإنجازات ما يمكن أن يوصف بالإعجاز، يأتي في مقدمة تلك ذلك الإنجاز المتمثل في وصول منتخبنا الوطني لكرة القدم لنهائيات كأس العالم أربع مرات متتالية، وتحقيق بطولة قارة آسيا ثلاث مرات عدا ما حققته ألعابنا المختلفة وفرقنا المحلية من إنجازات مشهودة ناهيك عن المشروعات الشبابية والرياضية العملاقة من مدن وأندية وصالات ومشافٍ رياضية تزينت بها مدن مملكتنا الغالية. ولم يكن ليتحقق ذلك لولا توفيق الله أولاً ثم وقفاته المشهودة ثانياً، فقد وهب رياضة وشباب وطنه الرعاية والدعم المادي والمعنوي، ولم يبخل عليهم بالتوجيه والنصح فكانت المحصلة إنجازاً يتلوه إنجاز آخر كنتاج طبيعي متوقع! وصارت لكرتنا السعودية القادمة من الصحراء مكانتها المرموقة وحضورها المميز، ونكهتها الرائعة بعدما انتقلت من المشاركة إلى المنافسة. رحم الله الفهد وأفسح له مقاماً في جنته وسيبقى في قلوبنا بسيرته ومنجزاته قامة سامقة من العطاءات- وحفظ الله- الملك عبدالله وأعانه بمعاضدة أخيه ولي عهده سمو الأمير سلطان.