الخطب جلل، والمصاب عظيم، ولا نقول إلا: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. والحمد لله على ما قضى وقدر، فوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز خسارة فادحة وشرخ كبير في صدر الأمة. وبفقده تفقد الأمة الإسلامية قائداً بارزاً ورجلاً حكيماً مناضلا خدم الإسلام والمسلمين طيلة حياته. فقد كان المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يعقدون عليه الآمال الكبيرة، فكان نعم المساعد والمعين لدول الإسلام، فيما يخدم المسلمين وقضاياهم في وقت هم بحاجة ماسة لمن يعينهم، ولكن قضاء الله وقدره وسنته سبحانه في عباده نافذة، قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}. حكم المنية في البرية جاري ما هذه الدنيا بدار قرار رحم الله فقيد الأمة الإسلامية كافة رحمة واسعة، وتقبله مع الصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا. اللهم وسع لخادم الحرمين الشريفين منازله كما وسع للحجيج حرميك. وكفر عنه بوقفه لكتابك القرآن العظيم. وارفع درجاته باستبداله لقب الجلالة باسم (خادم الحرمين الشريفين)، وفرج عنه كما فرج عن كثير من المسلمين كروبهم. اللهم آمين. وصلى الله على محمد.