قُتل جنديان وأُصيب 20 آخرون من بينهم سبعة صحفيين، في الوقت الذي دخل فيه قتال بين مسلحي كشمير والقوات الهندية في المدينة الرئيسية بكشمير، يومه الثاني أمس السبت. وتحصّن عدد غير معروف من المسلحين المطالبين باستقلال الإقليم، في مبنيين في قلب سريناغار، بعد أن أغاروا على المركز التجاري الرئيسي بالمدينة، بعد ظهر الجمعة، مما أدى الى اندلاع معركة شرسة مع قوات الجيش. وقال مسؤول أمني كبير لرويترز (نعتزم الاقتحام ... كان هناك تبادل متقطع لإطلاق النار طوال الليل). وقال شهود إنّ مئات من الجنود الذين تعززهم مركبات جيب مدرعة وشاحنات تعلوها مدافع رشاشة، طوّقوا منطقة نصف قطرها كيلو متر تقريبا. ووقع مصورو التلفزيون والصحف الذين ذهبوا لتغطية المعركة التي اندلعت يوم الجمعة، وسط تبادل إطلاق النار، وجرح سبعة منهم من بينهم مصور تلفزيوني في حالة حرجة، بعد إصابته بالرصاص في بطنه. وفي سريناغار كانت الشوارع هادئة أكثر من المعتاد، بعد ان قرر الكثيرون البقاء في منازلهم للابتعاد عن الخطر. وأعلنت جماعتان تقاتلان الحكم الهندي في كشمير، وهما (المنصورين وجماعة المجاهدين) مسؤوليتهما عن الهجوم. وسبق أن زعمت نيودلهي أن إسلام اباد تسمح للمتشددين بالتسلل الى الجزء الذي تسيطر عليه الهند من كشمير، قادمين من الجزء الباكستاني على الرغم من عملية السلام القائمة بينهما. وقال مسؤولون ان محاولات التسلل عبر خط الهدنة الذي يقسم كشمير، اشتدت خلال الأسابيع الأخيرة مع بدء ذوبان ثلوج قمم الجبال العالية. وقالت محبوبة مفتي رئيسة حزب كشمير الشعبي الديمقراطي الحاكم، ان المسلحين يشنون هجمات مؤثرة لعرقلة عملية السلام. وأضافت قولها للصحفيين: (لن نسمح بذلك). وقُتل أكثر من 45 ألف شخص في الأحداث في ولاية جامو وكشمير الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة من السكان في الهند ذات الأغلبية الهندوسية. وحاول الرئيس الباكستاني برويز مشرف يوم الجمعة، تهدئة المخاوف الهندية بشأن تقارير إعادة فتح معسكرات المتشددين في الناحية الباكستانية من خط الهدنة، قائلا إن الموقف يتحسن. وقال مشرف الذي كان يتحدث لأجهزة الإعلام الأجنبية في مقره كقائد للجيش في مدينة روالبندي، ان عملية السلام التي بدأتها الدولتان النوويتان مع بداية عام 2004 ستستمر في التحرك قدماً الى الأمام. وقال مشرف: (لا يساورني شك في ان عملية السلام ستستمر كما كانت). وأضاف أن الوقت مناسب لتسوية قضية كشمير. وكانت كشمير سبباً في اندلاع حربين من الحروب الثلاثة التي نشبت بين الهندوباكستان، منذ حصولهما على الاستقلال عن بريطانيا عام 1947. وتحول مشرف ايضا الى قضية معسكرات تدريب المتشددين، والتسلل عبر خط وقف إطلاق النار الذي يقسم كشمير. وقال: (والآن فيما يتعلق بمعسكرات التدريب .. دعوني أؤكد لكم ان الوضع يتحسن). وأثارت مجلة (هيرالد) الباكستانية الدهشة برواية غلاف عددها الصادر في يوليو تموز بعنوان (العودة الى المعسكر)، واصفة كيف ان التنظيمات المتشددة أعادت فتح معسكرات على الجانب الباكستاني من خط وقف إطلاق النار بكشمير. وقال مشرف إنه يتوقع ان يلتقي مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ في نيويورك في سبتمبر - ايلول عندما يحضر الزعيمان اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. ولكنه أكد ايضا دعوة قائمة لسينغ لزيارة باكستان قبل ذلك.