دشنت في كشمير أمس، خدمة للحافلات تربط للمرة الأولى منذ 60 عاماً بين خط المراقبة الذي يقسم المنطقة المتنازع عليها بين الهند وباكستان. وهلل الركاب ال24 الذي تواجدوا في حافلة توجهت من سريناغار العاصمة الصيفية لولاية جامو وكشمير الهندية إلى الشطر الباكستاني، فرحاً لدى بلوغهم مدينة مظفر آباد الخاضعة للادارة الباكستانية التي شهدت بدورها انطلاق حافلة ضمت 31 راكباً في الاتجاه المعاكس. ولم تخلُ رحلة"قافلة السلام والمحبة"، وهو التعبير الذي استخدمه رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ في افتتاح خدمة الحافلات من سريناغار، من عقبات. واستهدفت قنبلة يدوية وطلقات نارية إحدى الحافلتين لدى عبورها بلدة سينغبورا التي تبعد مسافة 72 كيلومتراً من سريناغار. ووضع هذا الاعتداء التهديدات السابقة التي أطلقها الانفصاليون الاسلاميون بمهاجمة ركاب الحافلتين، موضع التنفيذ، إلا أنه فشل في قتل المسافرين، بعدما انحصرت أضرار الاعتداء في إصابة أربعة أشخاص من بينهم شرطي بجروح طفيفة، من دون أن يمنع ذلك استكمال الرحلة. وترافق ذلك مع انفجار عبوة ناسفة زرعها متشددون على الطريق ذاته قبل عبور الحافلة، في حين اكتشفت قوات الأمن عبوة أخرى وفجرتها باستخدام وسائل آمنة. ويذكر أن الحافلتين أجرتا رحلتيهما في ظل إجراءات أمنية مشددة فرضها تعرض مجمع الإدارة المحلية للسياحة في سريناغار حيث أقام فيه الركاب استعداداً للسفر، إلى هجوم الأربعاء الماضي. وأسفر الهجوم عن مقتل مسلحين في تبادل إطلاق النار مع قوات الأمن، في حين جرح سبعة مدنيين وشرطي واحد. وفي مظفر آباد، دشن رئيس وزراء كشمير الباكستانية اسكندر حياة خان الرحلة الأولى إلى سريناغار، وقال:"إنها لحظة تاريخية". وأشاد خان برئيس الوزراء الهندي وزعيمة حزب المؤتمر الحاكم سونيا غاندي لاتخاذهما هذا القرار"الجريء"الخاص بالسماح للكشميريين من الجانبين بالتواصل بعد مرور أكثر من خمسة عقود على تفرقهم. يذكر أن سونيا غاندي التي حضرت تدشين الرحلة في سريناغار أشادت بشجاعة الرجال والنساء الذين استقلوا الحافلتين، وأكدت أنها"رسالة إلى الجميع بأن عملية السلام الهندية-الباكستانية لا يمكن أن تخرج عن مسارها". وأضافت:"سنحرص عبر خطوات عدة أخرى على جعل الناس يتحدثون عن كشمير والهند وباكستان في المستقبل باعتبارها نماذج للسلام والامل". ولدى عبور الركاب هذه الرحلة جسر كامان على نهر جيلوم الذي يشكل الخط الفاصل بين منطقتي كشمير الهندية والباكستانية، استقبلتهم يافطة كتب عليها:"لا يوجد دين يعلم العداء تجاه الآخرين".