عزيزتي الجزيرة.... عشنا قبل أسابيع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات وكتبت عنه جريدة الجزيرة وشارك فيه العديد من المسؤولين والكتاب وكان هناك حديث جاد عن هذه الآفة التي أصبحت تنتشر بين الشباب وأخذت تزيد بين صغار السن أكثر من الكبار، مما جعل الأسئلة تتوارد: ماهي الدوافع التي جعلت هؤلاء الصغار يقعون في المخدرات؟!! أهي غفلة أولياء الأمور؟، أهم جلساء السوء؟ أهو الفراغ القاتل؟ أهي الظروف التي يعيشها الشاب في وضع أسري أو مادي، أو غياب الوعي الاجتماعي عن المخدرات وعواقبها بهذه الحالة؟. هناك مسؤولية كبيرة تقع على الجميع من مرشدين اجتماعيين وأولياء أمور، ولا بد من نشر الوعي بين الأبناء وتعريفهم بخطورة المخدرات وهذا الأمر يقع على الأب حيث يجب أن يصارح أبناءه ويكاشفهم ويتعامل معهم بعقلية الوقت الحاضر وليس عقلية الوقت الماضي، ولا يقول كيف أصارح أبنائي بهذا الأمر، ليس هناك ما يمنع، فهذه تعتبر من الطرق التي تحمي الأبناء من الوقوع في المخدرات وهي بمثابة (سياج حامٍ لهم) لماذا نتركهم يقعون في أيدي الغير ويصطادوهم وهم يجهلون المخدرات هذه الحرب الخطيرة التي تُوجه للشباب من أعدائنا؟. أيضاً لا ننسى الدور المهم والكبير للإدارة العامة لمكافحة المخدرات وما تقوم به من جهود جبارة لمحاربة هذا العدو والوقوف في وجهه، ومستشفى الأمل الذي دائماً له جهود علاجية وتوعية إعلامية وخاصة من خلال مجلة الأمل التي تصدرها إدارة العلاقات العامة بالمستشفى، وكذلك البرامج التي تبث من التلفزيون التي توضح أضرار المخدرات، وكذلك برنامج الأسرة والمجتمع الذي يُذاع كل يوم خميس من إذاعة الرياض وتقدمه الزميلة الإعلامية النشطة نوال بخش باستضافة الدكتورة الرائعة ذات الأسلوب الجميل والمحبب والكلمات الشيقة حنان عطا الله التي سلطت في إحدى حلقاتها الضوء على أضرار المخدرات. لا شك أن كل هذه الجهود الإعلامية ممتازة من أجل نشر الوعي بين المجتمع بمختلف شرائحه لكن الأهم كما لنا في البداية هو دور ولي الأمر ومتابعته ومصارحته لأبنائه ومرافقته لهم قبل أن يقعوا في الإدمان وتؤثر المخدرات على قدراتهم العقلية ويصبحون عائشين في مهب الريح بسبب الإدمان. والمخدرات هذه الآفة الخطيرة يجب ألا نتركها تنتشر بين أبنائنا ويجب أن يوجد تعاون بين المرشدين النفسيين والإخصائيين الاجتماعيين نتشاور معهم ونأخذ آراءهم في أي ملاحظة نشاهدها على الأبناء إذا لم نستطع الوصول إلى توجيههم. الزمن الذي نعيشه ومغريات الشباب كثيرة والعالم أصبح قرية واحدة متقاربة، لذلك لا نستغرب عندما نشاهد من الأبناء بعض التصرفات الغريبة التي تدل على أنه صاحب مخدرات أو مدمن لأن العالم من حوله قريب وهو جزء من هذا العالم. لا نلوم الشاب المراهق عندما يقع في المخدرات ولا نندفع، بل يجب أن نعود إلى الأسباب التي أوقعته ونحاوره ونغور داخل أسراره أكثر ونكتشف مالديه بطريقة تجعله يصارحنا ولا يخفي علينا شيئاً بهذه الحالة إذا وصلنا إلى السبب استطعنا أن نعالجه عن طريق الجهات التي تقدم له العلاج السلوكي. المخدرات التي يروجها ضعاف النفوس ويحاولون إيقاع أكبر عدد فيها حتى يسوقوا سلعتهم التي تبدأ بحبوب الكبتاجون وتنتهي بالهروين وغيره وهو أخطرها وإذا وصل إلى هذه المرحلة أصبح يعيش على هامش الحياة بلا هدف ولا هوية ويعتبر إنساناً ضائعاً ولا يستفاد منه ويجعل كل من يشاهده يتألم ويتحسر على هذا الشاب الذي نشأ في عائلة متماسكة وفي مجتمع محافظ ولكن جلساء السوء والعوامل الأخرى كلها جُندت لتخدم هذا المروج من خلال هذا الشاب وتضيعه وهو مازال جاهلاً ولا يعلم عن المخدرات وأضرارها مما يجعله يتناولها من يد عدوه الذي يشعره بأنه صديق له وبعدها تبدأ قصة بداية النهاية ويبدأ الإدمان والبحث عن هذا المروج الذي سوف يستنزف أولاً جيبه وبعدها يقضي على عقله.. ولا حول ولا قوة إلا بالله. أعزائي قولوا معي: قاتل الله المخدرات ومروجيها، وكفى الله شبابنا منها وسمومها، وأعان القائمين على محاربتها. مناور بن صالح الجهني محرر صحفي- الجزيرة