سعادة رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك .. حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: لفت نظري ما خطته (أمل) في رثاء زوجها لعدد يوم الأحد الموافق 19-5-1426ه في لمسة وفاء، وتقدير وعرفان، لزوجها الراحل جعل الله مسكنه في عليين. لقد سمعنا وقرأنا شعراً، ونثراً، ومدحاً، وإطراءً - مما يحسب في رصيد الفقيد (أنتم شهداء الله في أرضه) - فلم تؤثِّر تلك المراثي الطويلة الكثيرة كما أثّرت تلك الكلمات المختصرة في سطور قليلة، ذلك لأنّها خرجت من قلب مكلوم، ومن أقرب المقربين إلى نفسه، وقلبه، وجسده، وأعلم الناس به إبان حياته - رحمه الله - . قرأت المقال فحبست عبرة في محاجري .. وظننت أنني الوحيد الذي هزه ذلك المقال .. اجتمعنا مساء ذلك اليوم، ووردت سيرة المقال، وتكشف الحال، وإذا كلّ منهم يشكو تأثُّره الشديد بما قرأه. لسنا بحاجة أن ننكأ الجراح، ونجدد الفواجع، بقدر ما نحن بحاجة إلى التصبير والتثبيت .. ولئن ترجَّل هذا الفارس فإنّ وراءه امرأة عظيمة قد ترعرعت في بيت من بيوت الطهر، والحشمة، والعطف، والحنان، والخلق، والمكارم. وأرجو أن يكون لها من اسمها نصيب فتستقبل الحياة بالحكمة القائلة (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، ولآخرتك كأنّك تموت غدا)، فبالشق الأول من الحكمة تدفع بثلاثة من الولد ليدخلوا معترك الحياة، وبالشق الثاني تربطهم بأخراهم ومآلهم ليسيروا على نهج والدهم بإذن الله. لك منا الدعاء، ومن الله الأجر والجزاء .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.