لست أدري لماذا دمعت عيناي وأنا أقرأ كلمات صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد المجيد بن عبد العزيز في رثاء الشيخ محمد النويصر رئيس الديوان الملكي السابق " يرحمه الله " ، هل لأنني تذكرت صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز " يرحمه الله " ، أم لأني اكتشفت جانبا إنسانيا جديدا في الأمير فيصل بن عبد المجيد ، ذلك الرجل الإنسان الذي لم ينس دوما مثل أبيه تكريم المواطن مهما علا شأنه أو قل . وفي الواقع إن الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز، رحمه الله، أمير جمعت فيه الطيبة والإنسانية، والقرب من أسرته، وأكرمه الله بخدمة الحرمين الشريفين والمدينتين المقدستين مكةالمكرمة والمدينة المنورة من قبل، وشهد تنفيذ مشروعات توسعة عملاقة فيهما، وكان قد مر بتجربة إدارية في تبوك، تحولت فيها هذه المنطقة المهمة حدوديا، والحيوية اقتصاديا، من مجمعات حضارية وقروية متناثرة إلى مركز إنتاجي وعسكري وحضاري عملاق ويصعب على من عرف الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز - رحمه الله - أن ينساه، لأنه رجل نادر بل من أندر الرجال وأخلصهم وبالمثل تستعصي عليّ الكلمات، وكأنها لا تسعفني لتكتب كلمة رثاء لشيخ جليل وأستاذ فاضل كريم كان ملء العين والبصر، وكان صوته الهادر يعبر مجاهل الزمان والمكان ليحكي للدنيا قصة حبه لتراب وطنه وعشقه لأبناء شعبه وولائه وعطائه لولاة الأمر. لقد عاش الشيخ محمد بن عبد الله النويصر (رحمه الله) طيلة حياته كريماً وفياً لجميع أبناء شعبه.. لم يبخل يوماً بالمال أو الوقت أو الجهد لمساعدة كل من لجأ إليه بعد الله سبحانه وتعالى ،فقد كان لجميع من يعرفه ومن لا يعرفه أخاً عطوفاً وصديقاً وفياً ودوداً، كان شخصية فريدة قلما يجود بها الزمان، كرم وشهامة ووفاء وإخلاص ومآثر تتزين وتفتخر بانتمائها إليه. لقد أذهلتنا المفاجأة وعقد الخطب ألسنتنا ومن بحر الدموع الذي تحجر في المآقي وإيماناً بقضاء الله وقدره لا نملك إلا أن نقول: وداعاً أيها الشيخ الجليل، وإلى جنات الخلد مثواك أيها الفارس الأصيل. ولذلك لم اندهش من هذه المرثية التي كتبها الأمير فيصل بن عبد المجيد في رجل مثل النويصر، لأنه بصراحة من نسل نبيل ، ورث صفات الإنسانية والإيثار من والده الأمير عبد المجيد ، ولم أندهش أن تكون هذه خصاله وصفاته ولما لا فهو حفيد المؤسس ، رحم الله أميرنا عبد المجيد وشيخنا النويصر .