كثيرون هم أولئك الذين يخشون الفشل ويعتبرونه علامة عدم الكفاية، والناجحون فقط هم الذين يعلمون أن الفشل هو عتبة لابد من المرور بها في ترقي سلم النجاح، ويرون أن الفشل أشبه ما يكون بالسماد للنبات، فهذا مع كراهية رائحته وسوء منظره فإن دوره في تقوية البنية ومساعدتها على الحياة والنمو لا ينكره أحد. فالفشل في أداء مهمة أو مشروع تجاري، أو مادة دراسية، أو زواج، ليس هو نهاية الحياة، ولا ينبغي أن يكون مصيراً لا يقبل التحول أو التغير. أن الذي لا يحاول هو الذي لا يفشل والذي لا يمشي هو الذي لا يسقط، كما أن الذي لا ينام هو الذي لا يحلم، فالفشل هو قرين المحاولة، كما أن المحاولة هي قرين النجاح. وأنت أخي لو فكرت كم هي الأمور العظيمة من الأعمال والمشاريع والأنشطة والبرامج التي يكتب لها الميلاد لوجدتها كثيرة، والسبب أن أصحابها وقد تكون أحدهم خافوا من الفشل وفضلوا السلامة، فيا لله من الفشل كم قتل الخوف منه من طموح وشل الحذر منه من طاقات ومواهب. الذين يجتنبون الأعمال الجليلة خوف الفشل هم أشبه بمن يترك الزواج خوف الطلاق، أو يزهد في الأولاد خوف العقوق، لذلك ينبغي أن نغير نظرتنا إلى الفشل ونهيئ أنفسنا لاستقباله ونجعله وسيلة للتعلم واكتساب الخبرة والتطوير، إن فشل الرصاصة في إصابة الهدف المقصود يعطيك معلومة إلى أي اتجاه يلزمك أن توجه الرصاصة القادمة، وإلى أي مدى أنت قريب من الهدف.. لذلك كان أديسون يقول بعد أكثر من عشرة آلاف محاولة فاشلة في اكتشاف (10.000) طريقة لا يعمل المصباح من خلالها.. ولهذا يجب أن ننظر إلى الفشل ليس على أنه المعنى المضاد والمقابل للنجاح، ولكن على أنه جزء أساسي وشرط من شروط حصول النجاح، تريد أن تعرف معادلة النجاح أنها ببساطة في مضاعفتك للفشل لأن الإخفاق هو طريق النجاح، يجب أن نتحول من الخوف من عمل الأخطاء إلى الخوف من عدم حصول الأخطاء، لأن تألقنا ومجدنا ليس في عدم سقوطنا ولكن في نهوضنا بعد كل سقوط، ولذلك دعنا نبدأ من اليوم نتحدى الفشل، نتعلم من أخطائنا، نتقدم إلى الأمام.